ثورة نسائية في "كان 2015"

لطالما كانت للنساء مكانة بالغة الأهمية في مهرجان "كان" السينمائي خصوصاً على السجادة الحمراء.. لكن كل التركيز انصب على مشاهدتهن بشكل اكبر من سماع اصواتهن... الا ان هذا الواقع سيتغير ففي ظل كل الضجيج عن حقوق الممثلات ومساواتهن يبدو ان مسار التغيير انطلق! 
 
ونحن في منتصف النسخة الـ68 من المهرجان اصبح واضحا ان "ثورة" قد بدأت. اصوات الممثلات في الـCroisette تعلو مجدداً وعددهن يزداد ومطالبتهن بالمساواة تلقى اصداءها اعلامياً... 
 
النجمة سلمى حايك كانت الاكثر صراحةً وصرخت خلال منتدى عن النساء في الأفلام استضافته مجلة "فاريتي": "هذا جهل تام.. المكان الوحيد الذي تكسب فيه النساء من الرجال هو صناعة الأفلام الإباحية!". 
 
واتهمت صناعة الافلام الحالية بتجاهل اذواق النساء من الممثلات والجمهور كذلك، قائلة: "منذ وقت طويل ثمة صورة ان النساء تهتم فقط بمشاهدة الكوميديا الرومنسية، لا يرونا كقوة موجودة وهذا جهل لا يصدق!"... سلمى حايك تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان كبطلة فيلم ايطالي بعنوان Tale Of Tales وهي تلعب دورة ملكة في القرن الـ17. الفيلم عنيف ونرى في مشهد منه سلمى تتناول طبقاً مؤلفاً من قلب احد الوحوش كي تحصل على طفل. ونالت صورة هذا المشهد اصداء قوية في كواليس "كان". 
 
لكن لم كل هذا الغضب فعلياً؟
على ارض الواقع، إن الأفلام التي تصنعها نساء او تلعبن ادوار البطولة فيها تقدم ارباحا خيالية حول العالم. لكن حايك تتحدث عن نقص في الادوار لان الممثلين النجوم يملكون حق "الفيتو" على النجمات في أفلامهم لكن النساء لا يملكن هذا الحق. ومنذ تسريب وثائق "سوني" العام الماضي نحن نعلم انهن لا ينلن نفس الأجر ابداً... 
 
عامل آخر يضاف الى ذلك وهو ان اهم مهرجان سينمائي في العالم لا يضم أفلاماً نسائية بالقدر المطلوب. فمثلاً ثمة فيلمان من اصل 19 في المسابقة الرسمية و4 أخرى في مسابقة "نظرة ما" الموازية من اخراج نسائي. 
 
ربما اصبح ذلك نسقاً متبعاً في "كان"، افلام النساء وافلام من اماكن غامضة تحتل مسابقة "نظرة ما" فيما افلام النجوم من مخرجين رجال وافلام فرنسية تحتل المسالبقة الرسمية... 
 
من نجح؟ 
لكن ضمن افلام المسابقة الرسمية، فإن القصص التي تتطرق للنساء هي الاكثر حصدا للضجيج الجماهيري والاستقطاب الاعلامي حتى الان خصوصاً فيلم تود هاين Carol من بطولة النجمتين كايت بلانشت وروني مارا الذي يثير الجدل والانتباه والاداء الرائع من الممثلتين. 
 
وينافسه حتى الان بالقوة فيلم المخرج المجري لازلو نيميس وهو يروي قصة حزينة عن رجل يعمل في وحدة لانتاج الغاز وحين يحدث انفجار فيها يتوفى ابنه ويحاول بشتى الطرق دفنه بطريقة ملائمة. 
 
Mad Max لجورج ميلر وبطولة النجمة شارليز ثيرون وتوم هاردي نال واحدة من افضل ردود الفعل الجماهيرية منذ 6 سنوات. ولم يتم انتظار نهاية الفيلم ليعلو التصفيق فمع كل نهاية مشهد مواجهة عالية الجودة خلال عرضه كانت تعلو اصوات الايادي تصفق احتراماً...
 
فيلم الرسوم المتحركة Inside Out جلب البهجة للمهرجان وهو يتحدث عن طفلة بعمر 11 عاماً تعيش لحظات غير سعيدة حين تنتقل لسان فرانيسكو، وما يدور برأسها من افكار يتحول لشخصيات فعلية ما يزيد من درجات قلقها... 
 
من سيتوج بالسعفة الذهبية وهل تهيمن اصوات النساء عليه؟ الايام القادمة ستحمل الاجابة الشافية.