The Age of Adaline.. مأساة الشباب الخالد؟!

تخيلي للحظات أن السنين بكل ثقلها لن تمر عليك كما تمر على بقية الناس... لن تعرفي ما معنى ان تشيخي مع مرور الأيام ولن تدق التغيرات الجسدية والنفسية باباً إليك يوماً... وستتمكنين من معايشة أجيال وأجيل من البشر والأصدقاء ولديك فعلياً "الزمن" كله لتكتشفي كل ما في الكون وكل المهن والتحديات التي ترغبين بتجربتها... لا شك ان الحماس انتابك! 
 
لكن مهلاً... هلا فكرنا للحظة بكل "المأساة" التي يمكن ان تحدث عن ذلك؟ ماذا لو خيّرتِ بين السنين التي لا تنتهي والحب الكبير؟ ماذا إن رأيت كل أحبابك يكبرون ويشيخون ويموتون وانت صامدة كما انت؟ ماذا لو لاحقتك الأجهزة المختبرات لمحاولة كشف سرك؟ والأهم... ماذا لو هربت عند كل محاولة صادقة لإيجاد "الحب" لمجرد انه حان وقت كشف سرك؟ الامر ليس بهذه البساطة! أليس كذلك؟
 
هذا تحديداً ما تعيشه النجمة الصاعدة بقوة بلايك ليفلي بدور آدالين بوومان في الفيلم الدرامي الرومنسي المثير The Age of Adaline... فالشابة التي ولدت في القرن العشرين تتعرض لحادث سير مأساوي في كاليفورنيا بعد أشهر قليلة من وفاة زوجها الذي انجبت منه ابنتها الوجيدة.. لكن الحادث لم يكن اعتيادياً اذ تزامن مع صدف فلكية صادمة ادت لتعرضها لشحنات كهربائية مكثفة جعلت مرور الزمن عصياً عليها.
 
قد تبدو القصة خيالية نعم، لكن السياق الذي نشاهده في الفيلم مشحون بالعواطف والانفعالات واللحظات الدقيقة التي تشدنا الى كل تفصيل في العمل بدءا بالموسيقى الرائعة والأزياء المتقنة والاداء الراقي والمفاجئ بجودته لبلايك ليفلي... فآدالين التي تهرب من منطقة الى اخرى خوفاً من ملاحقة السلطات تضطر للابتعاد عن ابنتها التي أصبحت تكبرها سناً بعد مرور كل هذه السنوات وتغير هويتها ومهنتها وحياتها بشكل كامل كل 10 سنوات... 
 
والصدفة ايضاً تجمع آدالين (التي تغير اسمها هذه المرة الى جيني) بالشاب السخي إليس جونز في الوقت الذي تعمل فيه آدالين في مكتبة، لكنها تحاول الابتعاد عنه كي لا تتكر مأساتها معه ايضاً لكن امر ما يشدها اليه دوماً.. وحين تقرر اعطاء نفسها فرصة لعيش الحب من جديد ويذهبان لمقابلة والدي إليس تصدم حين ترى ان والده ويليام (النجم هاريسون فورد) ليس سوى.. حبيب قديم تركته حين كان ينوي طلب الزواج منها! ويليام يعرف هويتها فوراً ويكاد لا يصدق مقدار الشبه المذهل بينهما الى ان يكتشف بالصدفة ان جينيفر هي آدالين نفسها حيث تتسارع الاحداث بروعة ونصل الى المفاجأة الكبرى...
 
قصة جميلة جداً والفيلم الذي اصبح موجوداً في الصالات العالمية والعربية قبل أيام قليل يحظى بأصداء إيجابية وينال كذلك تقييماً عالياً من الحضور، وننصح بمشاهدته خصوصاً لمحبي السحر السينمائي والمخيلات الواسعة خصوصاً في ظل جمال بلايك ليفلي وأدائها المميز والمتطور جداً. 
 
شاهدي "التريلر":