"August: Osage County" والتفوّق في الأداء

سجلت الممثلة الأميركية "ميريل ستريب" رقماً قياسياً من حيث عدد المرات التي ترشحت بها لجائزة الأوسكار، وهذا العام هي المرة الـ18 التي يتم ترشيحها عن فيلم "August Osage County" والتي قامت به بدور جدير بالحصول على هذه الجائزة، فهي تجسد شخصية "فايلوت" وهي سيدة غير متزنة نفسياً بسبب إصابتها بمرض سرطان الفم والذي جعل منها مدمنة على العقاقير المخدرة، كما أن فقدانها لشريك حياتها بعد زواج دام 40 عاماً برحيله ومن ثم سماع نبأ وفاته والذي يشتبه أنه إنتحار لأن الزوج قبل رحيله عيّن خادمة للإهتمام بها وإن كانت هذه الخادمة لم تسلم من لسان سيدتها السليط كونها تنحدر من أصل الهنود الحمر فكانت تعليقاتها عنصرية وجارحة. 
 
يبدأ الفيلم بمشهد الزوج الشاعر الذي يقرر الرحيل بدون أن يكشف ذلك، وبعدها تأتي بنات "فايلوت" إلى البلدة الصغيرة لحضور الجنازة وتجتمع العائلة وعندها تكتشف إبنتها الكبرى - جوليا روبرتس- "باربرا" المفاجآت الواحدة تلو الأخرى عن أسرتها بعد ان قررت منذ فترة الزواج والرحيل عنها لتنعم بالصفاء بعيداً عن المشاجرات ومن تسلط أمها عليها وإن كانت لم تحصل عليه رغم الرحيل.
 
ما يلفت الإنتباه أن قصة الفيلم تقوم على ما لا يتوقعه المشاهد منه حيث أن العلاقات الأسرية الشائبة فيه تأخد بعداً آخر لا يتناسب مع الطبيعة الأسرية.
 
ومن مشاهدتي لفيلم "August Osage County" والذي يصنف بالكوميديا السوداء، يمكنني القول أن الأداء القوي للممثلين وعلى رأسهم "ميرل ستريب" و"جوليا روبرتس" والجميع بشكل عام تفوق على القصة التي تحمل الكثير من الاسرار لأسرة يقوم أفرادها بتعلقيات فيها الكثير من جلد الذات.
 
بقي أن أشير إلى أن "جوليا روبرتس" أيضا نالت ترشيح الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم وهو من  إخراج "جون ويلز" ومن تاليف "تريسي ليتس" وهو مقتبس عن مسرحية "تريسي ليتس" الشهيرة والحائزة على "جائزة بوليتزر"، والتي تحمل نفس الاسم.