"لا مؤاخذة" الأطفال يصنعون أفلامهم أخيرا

ماذا تفعل عندما تضطرك الظروف لإلحاق طفلك بمدرسة كل من فيها يخالفونه الدين والعرق والمستوى الاجتماعي والعادات والتقاليد؟ هذا هو السؤال الرئيس لفيلم "لا مؤاخذة" الذي تحول فجأة لظاهرة سينمائية تجتاح دور العرض المصرية.
 
الفيلم الذي تخطت إيراداته حاجز الـ2.25 مليون جنية بالأسبوع الثاني لعرضه، وبدأ يحتل كل شاشات العرض في العاصمة القاهرة، قدم أولا على أنه فيلم ضد العنف الطائفي والتمييز الديني، ثم عرض على شاشة حفل افتتاح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، باعتباره فيلما يمثل تيار السينما المستقلة، ولكنه في الحقيقة أبسط من كل هذه التعريفات، فهو فيلم يكشف عن كل حالات التمييز الديني والعرقي والاجتماعي ضد الأطفال والتي تمارس داخل المدارس المصرية من الأطفال أنفسهم ومن أعضاء هيئة التدريس، مستندا الى قصص واقعية تكشف فساد العملية التعليمية. ويقدم الفيلم كل هذه الوقائع في إطار بسيط ينتمي لعالم الكوميديا السوداء.
 
تدور قصة الفيلم حول تلميذ في المرحلة الابتدائية يتوفى والده، وسرعان ما تتراكم المشاكل على والدته حين تكتشف أن ميراث زوجها متمثل في ديون طائلة، فتقوم بتحويل الطفل من مدرسة خاصة إلى مدرسة حكومية، ويشعر الطفل بهاجس عدم التصريح بديانته خوفًا من بطش من حوله.
 
الفيلم مشروع قديم للمؤلف والمخرج عمرو سلامة، وهو ليس تطويرا للمسرحية الكوميدية الشهيرة "مدرسة المشاغبين"، ولا امتدادا للفيلم الكلاسيكي الأشهر "احنا التلامذة"، لأنه يتميز عنهما بمشاركة الأطفال في كتابته ونقل خبرتهم في المواقف الحقيقية التي تحدث في المدارس الآن، كما شارك الأطفال في تمثيله حيث تم توزيع أدوار البطولة والأدوار المساعدة على طلاب حقيقيين في مدرسة حكومية مصرية يتقدمهم الطالب أحمد داش، ولا يعد ممثلا محترفا داخل الفيلم الا الثنائي النجمة كندة علوش والبطل هاني عادل.