"المومياء" أهم فيلم عربي في تاريخ السينما

مع احتفال مهرجان دبي بالذكرى العاشرة لتأسيسه، اعلنت مؤخرا قائمة مهرجان دبي السينمائي الدولي لأهم 100 فيلم عربي، حيث شارك في الاستفتاء عليها 475 سينمائيا ومثقفا عربيا. وتصدر الفيلم المصري "المومياء" للمخرج الراحل شادي عبد السلام القائمة حيث حل في المركز الأول، ليحتل بذلك المركز الأول في القائمتين العربية والمصرية لأفضل 100 فيلم.
 
"المومياء" واسمه الأصلي "يوم ان تحصى السنين... المومياء"، يعد فيلم العمر للمخرج الكبير الراحل شادي عبد السلام وفيلمه الروائي الطويل الوحيد، ويعد أول فيلم سينمائي مصري يعتمد على لغة السرد السينمائى، ورغم أنه لاقى فشلا جماهيريا منقطع النظير داخل دور العرض السينمائي، وحتى بين الفضائيات التي تعزف عن عرضه، لكونه نخبويا لا يمكن للمتلقي العادي فهمه، عرض مجددا بعد ترميمه منذ أربع سنوات في مهرجان كان السينمائي في اطار احتفالية سينمات العالم، وسبق العرض محاضرة من المخرج العالمي مارتن سكورسيزي الذى تحدث طويلا عن دور شادي في تطوير "لغة السينما".
 
الفيلم المقتبس عن قصة حقيقية حدثت في أواخر القرن الثامن عشر مع اكتشاف مخبأ المومياوات في الدير البحري، أنتج عام 1969 م وهو من إخراج وسيناريو وحوار وديكور وتصميم ملابس شادي عبدالسلام، ويحكي قصة عائلة ريفيّة تعيش على التّجارة غير الشرعيّة في الكنوز الفرعونيّة. ويعالج الفيلم موضوع الاستمراريّة بين مصر القديمة والحديثة، وأهميّة المحافظة على الثّقافة الفرعونيّة. ومن المفارقات أن وزارة الثقافة المصرية رفضت عرضه في دور السينما بحجة أنه يحارب القومية العربية فعرض في جميع أنحاء العالم، وعرضته مصر بعد خمس سنوات من إنتاجه وهو من بطولة النجمة نادية لطفي والراحل أحمد مرعي وزوزو حمدي الحكيم والنجم الشاب وقتها أحمد حجازي.
 
و قد نال فيلم "المومياء... يوم ان تحصى السنين" العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية منها جائزة (سادول) وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج 1970 م، ومن اجل فيلم المومياء استحق شادي عبد السلام أن يكون واحداً من أبرز مخرجي العالم.. فقد اختير ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما في العالم من رابطة النقاد الدولية في فيينا واحتل "المومياء" المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا عام 1994.