إعادة إحياء "دبي التاريخية" لتكون وجهة رائدة للتراث والثقافة والفنون

تعد منطقة "دبي التاريخية" أقدم جزء في إمارة دبي وهي تقع ضمن محيط خور دبي، ومن منطلق نشر الوعي بتاريخ إمارة دبي العريق وتوثيق صلة الإماراتيين بتاريخهم وتعزيز ارتباطهم بميراثهم الثقافي الأصيل، اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، يوم أمس خطة إعادة إحياء وتطوير لتحويلها إلى وجهة رائدة للتراث والثقافة والفنون.
 
3 سنوات
 
ويشترك في تنفيذ المبادرة التي تستغرق 3 سنوات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي وبلدية دبي وهيئة الثقافة والفنون، لتحويل المنطقة المشمولة في المشروع لمركز رائد للثقافة والتراث في 4 أحياء تاريخية مهمة هي الشندغة وبر دبي والفهيدي وديرة.
 
وستضم المنطقة التي تمتد على مساحة 1,5 كيلومتر مساحات مخصّصة للمشاة تحفل بالعديد من القصص التاريخية التي يتعرّف عليها المارة من خلال تطبيقات ذكية، ونُصب تذكارية تحكي قصص الماضي، كما سيدعم هذه الرسالة فريق من المرشدين السياحيين الإماراتيين المدرّبين. 
 
 
تطوير المتاحف
 
ستتم إعادة تطوير المتاحف الموجودة في حي الشندغة، ليضم الحيّ عدداً من المعارض العائمة في قوارب تقليدية تعكس الثقافة البحرية، وإقامة "مجلس" في الهواء الطلق، ومسرح متعدد الاستخدامات للعروض الفنية سيعُرَض فيه أهازيج ولوحات استعراضية تقليدية للبحارة الإماراتيين بما فيها ساحة الغبيبة. 
 
وسيروي مرشدون إماراتيون متخصصون وعلى درجة عالية من التدريب والكفاءة قصصاً عن مختلف الصناعات اليدوية إمعاناً في تعريف الزوار بالحرف التقليدية المختلفة التي طالما حفلت بها هذه المنطقة.
 
تجديد أبراج ديرة
 
وفي حي ديرة، سيتمّ تجديد أبراج المراقبة القديمة والأسواق التقليديةّ التي تحفل بمهن قديمة مثل صناعة النُحاس وغزل القطن، وسوف يتم الحفاظ عليها في مواقعها الأصلية لتعزيز الطابع العريق للمنطقة. وإنشاء ساحة تاريخيةّ تتيح للزوّار اكتشاف تاريخ دبي عبر سلسلة معارض تمتد من السبخة إلى الراس. وستتصل مختلف الأحياء التي سيتم تطويرها بممرات مكيفّة ليستطيع الزوّار استخدامها على مدار السنة.
 
تجديد حصن الفهيدي
 
وكذلك سيتمّ تجديد حصن الفهيدي في بر دبي، ليصبح مركز المنطقة، وذلك بتحويله إلى ساحة كبيرة للفعاليات الثقافية، علاوة على إعادة بناء السور الدفاعي القديم، قرب برج المراقبة على مقربة من العباّرة القديمة. كما سيضم الحصن شاشات تفاعلية تستعرض القصص المحلية حول تطور الخور عبر السنين ومساهمته في إحياء تاريخ دبي.
 
تقوم خطة التطوير على خمسة محاور رئيسة:
 
المحور الأول:
 
التركيز على العادات والتقاليد الإماراتية، مستقياً ذلك من القصص المرويّة والكنوز التاريخية حول المنطقة.
 
المحور الثاني: 
 
تعزيز التراث الإماراتي من خلال حماية المباني التاريخية والحفاظ عليها.
 
المحور الثالث: 
 
توفير فرص تجارية جديدة، وذلك من خلال تقوية المحتوى في الأسواق التقليدية، وإعادة إحياء أنشطة التجارة التقليدية المندثرة والاحتفاء بها.
 
المحور الرابع: 
 
إيجاد تجارب ثقافية للمجتمع من خلال تجديد الأحياء والساحات القديمة وإنشاء مركز تثقيفي للتعريف بالحضارة الإماراتية كي تصبح بذلك المنطقة مركزاً لتجمّع السكان يسهم في توطيد القيم الاجتماعية الإماراتية الأصيلة.
 
المحور الخامس: 
 
الارتقاء بجودة الزيارة من خلال تصميم المرافق العامة بطريقة تضمن الحفاظ على المقومات الأصلية للمنطقة، وتسهيل حركة وتنقلّ الزوار فيها.
 
60 مشروعاً
 
تشمل خطط إعادة التطوير أكثر من 60 مشروعاً، بما في ذلك متحف الشندغة الذي سيتألف من 17 جناحاً، وسيتضمن أكثر من 50 مجموعة أثرية، إضافة إلى منطقة مخصصة للتنزّه تصل حيّ الشندغة بحيّ الفهيدي، ليتمكّن الزوّار من التنقل سيراً بسهولة بين هذه الأحياء. وستتضمّن المنطقة حصن الفهيدي والسبخة، اللذين سيشكلا معاً جزءاً من أكبر ساحة تاريخيةّ يتم إنشاؤها في محيط خور دبي.
 
شوارع للمشاة
 
ويشمل المشروع كذلك تحويل عدد من الشوارع في بر دبي والفهيدي وديرة إلى شوارع مخصّصة للمشاة لتسهيل الوصول للأماكن المُطوّرة، بما فيها ساحة السبخة.
 
زيادة أعداد السياح
 
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود الرامية إلى زيادة أعداد السياح في الإمارة، لتعزيز مكانة دبي كوجهة ثقافية رائدة، وتوفير فرص ثقافية وتجارية جديدة، واستقطاب 12 مليون زائر بحلول عام 2020.
 
يشار إلى أن المرحلة الأولى ستشمل تطوير الأسواق في ديرة وبر دبي وإنشاء نقاط للعباّرات في الشندغة وابتكار عدد من العناصر الأخرى في كل حي، ليتمكن الزوار من استكشاف تاريخ المنطقة والتعرف على التراث الثقافي والاجتماعي الثري لإمارة دبي.