بيت محمد بن خليفة.. معلم تاريخي خالد وإرث إماراتي لا ينسى

تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بوجود العديد من الأحياء والمتاحف والوجهات التراثية التاريخية التي تروي العديد من القصص والحكايات عن أمجاد الأجداد في كافة أنحاء الدولة وهو الأمر الذي يظهر بشكل جلي في اهتمام كافة أجهزة الدولة بتلك الوجهات التراثية التاريخية والعمل على ترميمهم وتطويرها من أجل توفير تجربة سياحية تراثية مميزة للسائح في مختلف انحاء دولة الإمارات.

تعتبر المتاحف والأحياء التراثية أحد أهم عوامل تعزيز جاذبية القطاع السياحي في الدولة، خصوصاً مع الطفرة التي شهدتها خلال العقد الأخير من خلال إضافة أيقونات عالمية كمتحف اللوفر، ومتحف جوجنهايم في أبوظبي، ومتحف المستقبل في دبي حيث عكفت دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير العديد من المدن التراثية القديمة في مختلف مدن الدولة وتحويلها إلى ما يشبه المتاحف المفتوحة.

وفي تقريرنا اليوم نسلط الضوء على أحد أهم الوجهات التراثي التاريخي الأصيلة في العين.. المعلم التاريخي الخالد بيت محمد بن خليفة.

 بيت محمد بن خليفة

تاريخ وإرث لا ينسى

يعد بيت محمد بن خليفة معلمًا تاريخيًا مميزا كموقع إرثي مهم ضمن المشهد الثقافي في العين ويوفر لزواره تجربة تاريخية مميزة.

ويأتي البيت كمكان للتجمعات للمقيمين والزوار، إذ يحوي معرضا دائما ما يحتفي بالماضي الاجتماعي والمعماري لدولة الإمارات خلال فترات الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

فعاليات وأنشطة متنوعة

ويضم بيت محمد بن خليفة كذلك مساحات مجتمعية لتنظيم الفعاليات والأنشطة المتنوعة على مدار السنة، ومركزاً لتعليم الفنون المختلفة.

تم إنشاء بيت محمد بن خليفة في العام 1958، ليكون داراً للشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان (1909-1979)، والد زوجة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، طيّب الله ثراه.

 بيت محمد بن خليفة

معلم وطني خالد

وكان بيت محمد بن خليفة وقت بنائه شاهداً على عصر التحول الكبير في تاريخ الإمارات (ما بين ثلاثينيات وستينيات القرن العشرين)، وهو عصر تميز بتنوع الأساليب المعمارية وتداخلها والتي تطورت بشكل ملحوظ إضافةً إلى كونه كبير عائلة آل نهيان، كان المغفور له الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان يتمتع بشخصية مؤثرة وتاريخية ارتبطت بأحداث مهمة في تاريخ إمارة أبوظبي والإمارات العربية المتحدة بشكل عام فضلاً عن دوره المحوري الفاعل في مجتمع العين، ومنزله الذي أصبح يشغل حيزاً في قلب المجتمع، حيث يعكس الإحساس بالمكان، والإحساس بالمجتمع والهوية ضمن منطقة تزخر بالثقافة والتاريخ.

جعل هذا النهج المجتمعي المنزل علامة بارزة في العين ومع ذلك، فإن النسب اللامع للشيخ الراحل حول المنزل أيضا إلى معلم وطني. الآن، بعد أن تم ترميمه بعناية، استأنف بيت محمد بن خليفة إرثه كمركز مجتمعي نابض بالحياة ومساحة إبداعية للمقيمين والسياح على حد سواء.