تعرفوا على موقع جميرا الأثري الذي اكتشف في العام 1969

في العام 1969 بدأت بلدية دبي بالتنقيب عن كنوز في "موقع جميرا الأثري" الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي أي في الحقبة العباسية حيث كان يشكل محطة توقف واستراحة للقوافل التجارية العابرة بين العراق وسلطنة عمان ومنها إلى الهند وجمهورية الصين.

ويضم الموقع الذي تصل مساحته إلى نحو ثمانين ألف متر مبنى الزوار "المتحف " الذي يضم بين جنباته صورا ومنحوتات وفخاريات وعملات معدنية تم اكتشافها في الموقع. 

ثمانية مباني

ويتكون الموقع من أطلال لمباني كانت تستخدم كمساكن واستراحات وعددها ثمانية مبان معظمها باستثناء مبنى المسجد منتظمة في شكلها الهندسي الملحق بها غرف صغيرة مستطيلة الشكل وفناء مفتوح يحوي تنورا عائليا ومركزا للأنشطة كالخبز والطحن والطهي والمباني كلها مشيدة بالأحجار الرملية ومثبتة بالجبص ومطلية بالجبص أيضا من الداخل والخارج. والمباني تضم واحدا للسكن ومساحته 480 مترا مربعا وهو على شكل مستطيل وبني على مرحلتين ومزين ببرجين دائريين.

السوق

والمبنى الثاني "السوق" الذي لعب آنذاك دورا رئيسيا في المجتمع وتشهد بقايا مبناه على تطور مدينة دبي ودورها كمركز تجاري في المنطقة ويتميز التصميم الداخلي للسوق بوجود ممشى يفصل بين المبنيين الرئيسيين وكل مبنى يتألف من متاجر صغيرة وفيه غرفة للتخزين.

أما المبنى الثالث فهو عبارة عن منزل نموذجي وشيد على مساحة من الأرض تقدر بـ 103 أمتار ويتكون من خمس غرف وفناء مكشوف وفيه ثلاثة أفران للخبز والطهي وزوايا المنزل مدعومة بأبراج دائرية صغيرة بتصميم معروف لتلك الحقبة الزمنية.

وكذا المبنى الرابع فهو منزل سكني تصل مساحته إلى 120 مترا مربعا ويضم خمس غرف وفناء خارجيا متعدد الأغراض وتنورا وله ثلاثة مداخل ومشيد على أساسات مبنية من أحجار مختلفة وتم بناؤه على مرحلتين.

الخان

ومن المباني الثمانية مبنى "الخان" وهو من أكبر وأجمل المباني في الموقع ويمتد على مساحة تقدر بكيلو متر مربع ويعكس التصميم التقليدي لعمارة العصر العباسي ويعتبر ملتقى للتجار والمسافرين للراحة والاسترخاء من عناء السفر وللمبنى فناء مركزي مفتوح ومحاط بغرف سكنية وله مدخلان رئيسيان على الجانبين الشرقي والغربي

وهناك أيضا مبنى كبير للسكن ويعتبر أجمل مبنى سكني مشيد على الطراز الإسلامي مثل الأقواس والأعمدة والواجهات الجبصية ذات الزخارف الهندسية ويتكون المنزل من مبنيين منفصلين يصل بينهما فناء مفتوح ولكل مبنى مدخل منفصل وفقا لوكالة أنباء الإمارات.

المسجد

وبالنسبة لمبنى المسجد فهو مختلف في تصميمه عن بقية مباني الموقع فهو عبارة عن مبنى على شكل مربع مساحته 49 مترا مربعا وفيه محراب في جدار القبلة " تجاه الكعبة المشرفة " بالإضافة إلى نقوش جدارية تشير إلى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وتؤكد أنه المسجد الرئيسي الكبير في المنطقة وكان جامعا للمصلين منذ ألف عام.

والمبنى السكني الثامن مستطيل الشكل ويبلغ طوله ما يزيد عن تسعة أمتار وعرضه حوالي تسعة أمتار ويتكون من ست غرف وله أربعة مداخل وهو مبني على أرض رملية دون أساسات متينة تحميه من الانهيار ويبلغ سمك الجدار 40 سم.