سفر الشريك يؤثر على الحياة الزوجية

ما أشد عناء الحياة إذا غاب الرجل عن بيته وأبنائه، وما أشد تأثير السفر الكثير والمتكرر على الأسر من النواحي التربوية والنفسية والعملية. تعاني الزوجة والأبناء من آثار غربة الزوج والأب، ويتألم الزوج بدرجة ربما تكون في بعض الأحيان أكبر، لكنها غير محسوسة ولا ملموسة بنفس الدرجة، فالرجل في الغالب لا يميل إلى الشكوى ولا يحب إظهار الضعف والألم مهما شق عليه ما هو فيه. هناك تأثير سلبي شديد لابتعاد الزوجة عن زوجها لا يمكن إنكاره ولا إهماله، وتحتاج الزوجة لزوجها بجوارها يدعمها ويقويها ويساندها في أزمات حياتها ويحتويها نفسيا وعاطفيا، فهي تحتاج لجلسات يستمع إليها فيها حتى لو لم يقدم حلولا لما تشتكي منه، فيكفيها أن يستمع لكل كلماتها فتفرغ طاقتها وتجدد نشاطها وتزداد قدرتها على مواجهة الصعاب والمشكلات. مع الاعتراف بأن سفر الزوج أو الزوجة قد يكون لأسباب لا يمكن منعها، وقد يكون ضرورة ملحة، إلا أن أحد الحلول هو بحث إمكانية سفر العائلة بكامل أفرادها إن كانت مدة السفر ستطول، وإن كان هذا من الصعوبة بمكان. يجب على الأزواج أن يتقنا كيفية التعامل مع وسائل التواصل الإلكترونية الجديدة، ليكونا على صلة دائمة ببعضهما وبأبنائهما طوال فترة الغياب.