لماذا تفشل الحميات الغذائية عند مصابي البدانة؟
توصل فريق من الباحثين في معهد غارفن للأبحاث الطبية في سيدني إلى سبب عدم قدرة الأشخاص الذين يعانون من البدانة على خسارة المزيد من أوزانهم خلال إتباع الحميات الغذائية.
فقد اكتشف الباحثون وجود مركبات كيمائية يفرزها الدماغ تسمى النيتروببتيدات (وخصوصاً النيتروببتيد Y). وهذه المركبات هي التي تحفز الشهية في الإنسان، وتحدد إذا ما كان الجسم سيفقد سعرات حرارية أم لا. واكتشف العلماء إن النيتروببتيد Y يفرز في الجسم بغزارة في حالات الشعور بالجوع الشديد.
وأظهرت هذه الدراسة، والتي نشرت في مجلة Cell Metabolism، أنه عند إتباع الحميات الغذائية أو إنقاص السعرات الحرارية التي يتناولها الجسم، فإنه يتم إفراز كميات كبيرة من النيتروببتيد Y التي تحفز الجسم لتخزين كميات وفيرة من الطاقة لمواجهة تلك الموجة من الجوع الشديد التي يواجهها الجسم قدر المستطاع. ولأن السمنة أصبحت من الأمراض الشائعة في مجتمعاتنا الحديثة، فإن الباحثين يحاولون اختراع مركبات كيمائية يستطيعون بواسطتها التحكم في إفراز وعمل النيتروببتيد Y في الجسم.
ولذلك حين يبدأ الأشخاص البدناء في إتباع الحميات الغذائية فإن هذا المركب يفرز بوفرة في أجسامهم، ويجعل من الصعب خسارة الكثير من أوزانهم في وقتٍ قصيرٍ، ما يتسبب ببساطة في فشل تلك الحميات الغذائية. ولذلك ينصح العلماء أن يكون الهدف هو إنقاص الوزن تدريجياً وعلى فترات طويلة.