ساندرا دباغ: استوحيت قبعاتي من حريم السلطان وأوراق الشاي

جدة: أسماء وهبة ترتبط القبعات بالعصور الكلاسيكية والإمبراطورية التي طبعت في الأذهان الصورة الجميلة للمرأة. كانت في بحث مستمر عن الإطلالة الأجمل لذلك لم يكن واردا أن تتخلى عن "قبعتها"، ما دفع مصممي الأزياء في الأزمان التالية إلى ابتكار تصميمات عديدة للقبعات حسب الأزياء والمناسبات. واستمر ارتداء السيدات للقبعات بدرجات مختلفة حتى خمسينات القرن العشرين، الذي شهد تراجعا بطيئا لارتداء القبعات ثم قاربت الإختفاء فيما بعد من فضاء الموضة، حتى عادت بقوة إلى عالم الأزياء مؤخرا. وهذا ما أكدت عليه مصممة القبعات اللبنانية ساندرا دباغ في حوارها مع "هي" قائلة: "منذ عشر سنوات أعاد مصممو الأزياء في العالم القبعات إلى واجهة الموضة، من خلال إدراجها كجزء أساسي من تصميماتهم، بعد أن ملت النساء من الأشياء العادية والمكررة مثل الجينز. وبالتالي أصبحت القبعة رمزا للتغيير والتجديد، خصوصا أنها تضفي على المرأة إطلالة مميزة. كما أنها قد تمنح المرأة شخصية مختلفة وحلة مغايرة عند ارتدائها". أين تستطيع السيدة ارتداء القبعة؟ ترتدي السيدة القبعة في كل مكان تقريبا مثل الشارع أو "المول". لكنها لا تستطيع ارتداؤها في العمل مثلا. في حين يمكن أن ترتدي القبعة الـ haute couture في الأماكن المغلقة مثل الحفلات والسهرات، لأنها تعتبر جزءاً من الزي. والجدير ذكره هنا أن للقبعة فوائد عديدة منها حماية السيدة من البرد في فصل الشتاء. وقد تكون اكسسوارا جميلا يغني عن أي شيء آخر. ما هي المواد التي تعتمدين عليها عند تصميم القبعات؟ لا توجد مادة بعينها لأن الأمر يتوقف على التصميم نفسه والموسم الذي سترتدي فيه السيدة القبعة. فمثلا في فصل الشتاء استعمل الصوف أو جلد الأرنب في القبعات، ثم قد أدخل عليها مواد أخرى مثل السلك أو الفرو أو السلاسل التي تمنحها شكلا مميزا. ما هي ألوان القبعات المناسبة لفصلي الشتاء والربيع؟ خلال هذا العام كان هناك رواج لألوان "البوردو"، الأزرق، الأخضر، الأزرق البترولي، والأسود. وعادة أضيف إلى اللون الأساسي للقبعة ألوانا مثل الأحمر أو البيج، حتى يتسنى للسيدة ارتداؤها في كل وقت ولتناسب معظم أزيائها. ويجب الإشارة هنا إلى أن أكثر القبعات المطلوبة تكون سوداء اللون، حيث تناسب كل الملابس والقصات والألوان. من هي الشخصيات التي ارتبط اسمها بالقبعة؟ هناك الكثير من الشخصيات النسائية التي ارتبطت إطلالتها بالقبعات. إلا أن الملكة إليزابيث تعتبر الشخصية الأبرز من ناحية وفائها للقبعات الصغيرة أكثر من غيرها، والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من مظهرها الخارجي. ليس ذلك فقط بل يوائم المشرف على أزياءها لون وتصميم القبعة وبين فستانها. وأعتقد أن حفاظها على ارتداء القبعة الصغيرة يدل على شخصيتها المنمقة. كما أنها عادة ترتدي القبعات الفاتحة اللون الملفتة للنظر. وأيضا يمكن القول أن القبعات التي ترتديها الأميرة Kate Middleton عصرية وأنيقة، على الرغم من شكلها التقليدي أحيانا، لكنها تكيفها حسب شخصيتها، حتى أصبحت مثالا عالميا في ارتداء القبعات "المودرن". كيف تبتكرين أفكارا جديدة عند تصميم القبعات؟ أرتكز على قاعدة أساسية: أن لا يكون التصميم مطلقا بل يجب أن يخرج من موضوع معين. بمعنى آخر لكل قبعة فكرة خاصة. مثلا إذا كنت مدعوة إلى حفلة فاستوحي من شخصيتك ووجهك ومكان الحفل شكل القبعة، ثم أختار ألوانها حسب بشرتك، وأخيرا أوازن بين حجم رأسك والقبعة. وبالطبع يجب أن تناسب ما سترتديه في الحفل. ومؤخرا استوحيت عددا من القبعات من مسلسل "حريم السلطان" بسبب إعجاب الكثير من النساء بـ "اللوك" الأرستقراطي لزوجات السلطان وجواريه، وتحديدا تزيين الشعر بالأحجار الكريمة. وأيضا قد أستوحي تصميم القبعات من أمور غير متوقعة مثل الشاي، حيث صممت قبعة بريطانية الطابع على شكل ورقة الشاي باستخدام الحرير وفقاعات السيلكون. كانت الفكرة عبارة عن تساقط المياه على ورقة الشاي. وقد أستوحي قبعات من زمن الإمبراطورية الروسية مثل قبعة من الصوف مطعمة بأحجار الشوارفسكي على الطريقة القيصرية. هل هناك قبعات خاصة بالنهار وأخرى للمساء؟ بالطبع هناك فرق بين القبعات النهارية والليلية من ناحية الشكل والألوان. لكن مؤخرا صممت قبعة يمكن ارتداؤها عند الصباح والمساء، حيث تتألف من وجهين الأول من جلد الأرنب التي يممكن ارتداؤها في الليل، أما الوجه الثاني من الحرير والستان مضافا إليهما اللؤلؤ والزهور وبالتالي يمكن ارتداؤها في الصباح وفترة ما بعد الظهر.