زوزو نبيل.. الأميرة شهرزاد تبهر الصائمين

رغم شهرتها فى السينما بأدوار الشر فإنها انطلقت انطلاقة إذاعية ناعمة ورقيقة من خلال دورها الصوتى الشهير الذى يفيض رقة وذكاء، فى الحلقات الرمضانية التراثية الأشهر، التى أعدها الشاعر طاهر أبوفاشا، «ألف ليلة وليلة»، وإخراج محمد محمود شعبان، بابا شارو، ليرتبط بها اسم وشخصية «شهرزاد»، تلك الأميرة التى دوخت سيف «مسرور» لألف ليلة وليلة، وذهبت بعقل شهريار الملك المعجب بنفسه وروضت شراسته التى تناقلها الناس بسلاح جديد لما ابتكرته من الحواديت والحكايات.

صوت «زوزو نبيل» كان جزءاً لا يتجزأ من «الوجبة الرمضانية» التى تقدم للجمهور فى رمضان، فالسيدة شهرزاد، لابد أن تواصل الحكى، هذه المرة ليس فقط من أجل الهروب من «قطع العنق» مع الفجر، لكن لأن ملايين الصائمين ينتظرون «زوزو» كى تكشف لهم عن عالم خيالى مبهج، حيث الخير ينتصر دائماً على الشر مهما بلغت قوته.

ولدت الفنانة «زوزو نبيل»، أو اسمها الأصلى عزيزة إمام حسين، فى 6 يوليو 1920 فى محافظة المنوفية، وظهرت موهبتها فى سنوات صباها، فتركت المدرسة وعملت بالمسرح والسينما، وبدأت مشوارها على خشبة المسرح فى فرقة مختار عثمان، ثم فرقة رمسيس، واستعان بها كمال سليم فى أول أفلامه «وراء الستار» عام 1937.

تدين «زوزو نبيل» بتكريس حضورها السينمائى لرجلين: الأول هو «توجو مزاحى» الذى آمن بموهبتها منذ البداية، فأسند إليها أدواراً فى بعض أفلامه مثل «نور الدين والبحارة الثلاثة»، و«سلامه».

أما الرجل الآخر، فكان حسن الإمام الذى لم يكتف بإشراكها فى عشرة من أهم أفلامه، بل رسم لها شخصيات مختلفة، منها المرأة الشريرة صاحبة السطو والنفوذ، كما فى فيلم «قلوب الناس»، أو زوجة أب ريفية، كما فى «الخرساء»، ومن أبرز أدوارها، بعيداً عن حسن الإمام، دورها فى فيلم «أنا حرة»، وفى فيلم «هذا الرجل أحبه» الذى أدت فيه دوراً دون أى حوار، كمريضة نفسية وزوجة ليحيى شاهين فى فيلم «الغريب»، مع الفنانة ماجدة، كانت بارعة فى تقمص الشخصيات التى تلعبها، وبتميز شديد، خاصة أدوار الشر، مثلما فى «زمن العجايب»، «وسجن العذارى»، أو طيبة فى «الهروب».

كما لعبت شخصيات كوميدية ضاحكة فى فيلم «فى الهوا سوا»، و«يا تحب يا تقب». وفى التليفزيون قدمت «هارب من الأيام»، و«عائله شلش»، و«عظمة يا ست»، وكان من آخر أعمالها «حكايات ماما زوزو» على موجة إذاعة الشباب والرياضة.

تزوجت «زوزو نبيل» مرتين، وأنجبت من الزيجة الأولى وحيدها نبيل، الذى استشهد فى حرب أكتوبر عام 1973، كما حصلت على العديد من الجوائز منها الجائزة التقديرية من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1978، وتم تكريمها فى مهرجان الإسكندرية 1995، وتوفيت الفنانة القديرة فى الثالث من مايو 1996