رحلة جراح القلب باسم يوسف من YouTube إلى التلفزيون

في شهر آذار (مارس) من عام 2011، بدأ جراح قلب يشتهر باسم "باسم يوسف" تحميل الحلقة الأولى من سلسلة أطلق عليها "عرض +B" عبر الـYouTube. ولم يلبث هذا العرض حتى استحوذ على سمع وبصر ملايين المصريين الذين يتحفظون على وسائل الإعلام التقليدية ويعترضون على طريقة تغطيتها لأحداث الثورة المصرية. وعلى نفس الطريقة التي كان لها دورا فعّالا في نجاح الثورة، استخدم باسم الوسائط الاجتماعية لعرض موهبته بوسائل في غاية البساطة متمثلة في مائدة، كرسي، كاميرا منفردة، ولوحة جدارية من الصور التي التقطها الهواة في ميدان التحرير، والتي لا تزيد تكلفتها عن 100 دولار... كل ذلك في غرفة الغسيل التابعة له، ومن هنا ولدت الظاهرة! حاز عرض +B على أكثر من خمسة ملايين مشاهدة في الأشهر الثلاث الأولى على YouTube وحده. وبعد مرور تسع حلقات، تولد نوع جديد من الهجاء السياسي. ويحتفظ باسم يوسف بمكانة في قلوب وعقول المصريين في جميع أنحاء العالم، إنه "جون ستيوارت في بلاد النيل". سرعان ما تحول "عرض +B" لباسم يوسف على YouTube إلى دعامة أساسية للوسائط الاجتماعية بالنسبة إلى 15 مليون مصري الذين يتصفحون YouTube بصفة يومية. وعمل الهجاء السياسي غير المسبوق في الفترة السابقة وانتقاده للأوضاع الراهنة إلى إكسابه شهرة هائلة بين المشجعين ومقدمي البرامج في وسائل الإعلام التقليدية على حد سواء. بعد تلقي عرض من قناة OnTV الفضائية بميزانية تبلغ 500000 دولار، تحوّل باسم وسف وفريقه Qsoft من عرض +B إلى "البرنامج" - وهو عبارة عن عرض أصبح في ما بعد مرادفًا للهجاء السياسي في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. في عام واحد، نجح باسم يوسف في زيادة دخل العرض إلى ثمانية أضعاف، حيث عملت تعليقاته السياسية الساخرة بمفردها على تغيير دينامية الإعلام المصري. فلا يزال نجاحه يُمثّل مصدر إلهام لعدد من مبادرات الهواة على العديد من الوسائط الاجتماعية والذين يقدمون محاكاة لعروض +B، والبرنامج باعتبارها مصدر إلهام لهم. بفضل قدرة باسم يوسف على الدمج السلس بين المحاكاة الساخرة عبر الإنترنت وبدونه بذات الطريقة التي يتواصل بها الأشخاص في هذه الأيام، ومع ما يزيد عن مليون متابع على Twitter وأكثر من ثلاثة ملايين معجب على Facebook، أصبح جزءًا من حياتنا اليومية. وبلغ إجمالي عدد مرات المشاهدة لعروضه حتى الآن أكثر من 120 مليون مشاهدة على YouTube وحده مع ما يزيد عن 750000 مشترك. أطلق باسم مؤخرًا الموسم الجديد من برنامج - البرنامج - على شبكة CBC الفضائية. ويُعد البرنامج هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وسجل أعلى معدلات مشاهدة على التليفزيون والإنترنت على حد سواء في المنطقة بأسرها. ولا يزال البرنامج يخضع لإدارة مجموعة Qsoft وقد عمل على تثبيت أقدام باسم يوسف باعتباره أحد الشخصيات الإعلامية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن أوائل الأشخاص الذين نجحوا في التحول من YouTube إلى تلفزيون الشبكة. ما تخبرنا به قصة باسم يوسف امر بسيط، حيث تلعب الجماهير التي نشأت وترعرعت على YouTubeدورًا رئيسيًا في بناء أي علامة تجارية أو نشاط تجاري. فمنذ إطلاق برنامجه التلفزيوني وحتى الآن، لا يزال المشتركون والمشاهدون لقناته على YouTube في زيادة ونمو. ويستمر في جذب الجماهير المشاهدة للتلفزيون إلى قناته على YouTube، فبالنسبة للذين لم يسعدهم الحظ بمشاهدة الحلقة، يُمكنهم مشاهدتها علىYouTube. إن النجاح الذي حققه باسم يوسف في عرض +B والبرنامج، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود مجموعة Qsoft كمنتج منفذ لهذه العروض. وباعتبارها إحدى أوائل شركات الإنتاج المحترفة في محتوى الفيديو التجاري على الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط، فقد ساعد عملها في العلامة التجارية لباسم يوسف على تعزيز حضوره علىYouTube، ما ترتب عليه في النهاية إحداث النقلة إلى التليفزيون. إن المستوى العالي من جودة الإنتاج الذي تمتع به عرض +B ومن ثم البرنامج ساعد في الدفع بباسم يوسف إلى عالم الإعلام. إن أسلوب الهجاء الفريد والطريقة الساخرة الميزة التي يتبعها، عززها وجود فريق مميز مثل Qsoft والذي يضمن بدوره إنتاج جميع الأعمال وفقًا لأعلى معايير. تُعد الإعلانات المحتملة هي أكبر دليل على النجاح في الشبكات التليفزيونية. وأصبح البرنامج على قناة CBC يُصنف على أنه أكثر البرامج جذبًا للمعلنين، ليس هذا فحسب بل إن قناته على YouTube نجحت في جذب علامات تجارية مميزة للإعلان على قناته على YouTube. إن البرنامج التلفزيوني الحالي لباسم يوسف والذي حقق نجاحًا كبيرًا بالإضافة إلى رحلته البارزة على النظام الأساسي لمشاركة الفيديو الأكثر شعبية في العالم، تُمثلان قصة نجاح متميزة. فلم يقتصر تأثيره على الاستفادة من YouTube باعتباره وجهة يومية، بل أصبح قوة لتحفيز المحتوى والثقافة في مصر في الوقت الراهن.