رحلة إلى جزيرة مالطا

تقع مالطا جنوب جزيرة صقلية، وهي تتوسط البحر المتوسط في موقع جغرافي فريد. وإذا قررتَ زيارة مالطا فعليك أن تعلم أنها ليست جزيرة واحدة، بل أرخبيل مكون من خمس جزر، منهم ثلاث مأهولة بالسكان، ومالطا إحدى تلك الجزر الثلاث. رغم أن مالطا لا تحتوي على أنهار أو أمطار، ؟ إلا أنك لن تعاني للحصول على مياه صالحة للشرب؛ فأهلها يعتمدون على تحلية مياه البحر واستيراد المياه العذبة المعبأة. كذلك لن تجد صعوبة في فهم اللغة المالطية؛ حيث يتكون 40% منها من مفردات عربية، بينما أسماء الطعام إيطالية. يوجد في مالطا فنادق فئة النجوم الخمس، مما يجعلك مطمئنًا لراحتك ورفاهيتك أثناء الإقامة. كذلك لن تقلق بشأن المواصلات، حيث ترتبط الجزر الثلاث فيما بينها بوسائل نقل متنوعة، منها المطار الدولي حيث تصل بك الطائرة إلى هناك. كذلك يمكنك استقلال الطائرة الهليوكوبتر للتنقل من مالطا إلى إحدى الجزر الأخرى، أو العبّارة التي تعتبر وسيلة انتقال واستمتاع في نفس الوقت، حيث يمكنك أن تنتقل عن طريقها بالسيارة وتقود في الطرقات الممهدة بإتقان. إذا قررت قيادة سيارة في مالطا، فاعلم أن السرعة القصوى على الطرق السريعة ينبغي ألا تتجاوز 64كم في الساعة، بينما في الطرق الداخلية لا تتعدى 40 كم في الساعة. كذلك هناك باصات النقل العام، وخدمة السيارات الأجرة، وخيارك الأساسي أن تستأجر سيارة ليموزين تابعة للفندق الذي تنزل فيه. إذا كنت من محبي الطبيعة بمناظرها الساحرة وشواطئها الدافئة المشمسة، فمالطا هي وجهتك المثالية، فهي جزيرة الشمس والدفء، كما أنها وجهة مثالية للراغبين في التعرف على آثار وأحداث تاريخية عظيمة. تجول في طرقات الجزيرة سيرًا على الأقدام لتستمتع بمشاهدة المباني ذات الطراز الإيطالي الجميل، أو استأجر عربة تجرها الخيول لتجوب بك الطرقات على مهل، وتقدم لك جولة سياحية في شوارع الجزيرة. لا تفوّت زيارة قلعة المدينة العربية، المحتفظة بطابعها العربي ومظاهر الحياة العربية القديمة التي سادت مالطا في إحدى فترات تاريخها، كما سيتعين عليك أن تزور قلعة فرسان سان جون، وهي إحدى القلاع الشهيرة التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، وهاتان القلعتان تعطيان للسائح فكرة كاملة عن الحضارتين اللتين امتزجتا لتصنع مالطا الحديثة. ولأن مالطا أول جزيرة أوروبية تعتنق المسيحية ستجد على أرضها العديد من الكنائس الأثرية، أشهرها كنيسة سانت جون المشيدة من الرخام الطبيعي الذي تم استيراده من اليونان وإيطاليا خصيصًا لبناء الكنيسة. تشتهر العاصمة فاليتا بسورها الكبير المحيط بها لحمايتها من الأعداء، وكذلك بالقصر القضائي الذي بني بين عامي 1572 - 1580م، ويستخدم الآن كمقر لرئيس الجمهورية الحالي، وفيه بوابة الأمير ألفرد التي يرتفع فيها برج كبير بساعة شهيرة هي ساعة بنتو. يمكنك زيارة صالة المجلس الموجودة بالدور الأول من القصر، وتعرف كذلك باسم غرفة الأقمشة المزركشة، وتعرض بالألوان صورًا لحيوانات ومجموعة من الطيور والأسماك، بالإضافة إلى مناظر طبيعيةلحدائق وقصور أوروبية. لا تفوت كذلك زيارة بقايا دار الأوبرا التي دُمرتخلال الحرب العالمية الثانية، وكانت تقام فيها أهم العروض الفنية في مالطا، وتوجه منها إلى المتحف الوطني للفنونالجميلة، وهو قصر يعود إلى القرن الثامن عشر، ويُعرض فيه كل ما يتصل بتاريخ فرسانالقديس يوحنا بالإضافة إلى تحف فنية مميزة. توجه إلى (المدينة) أحد أشهر معالم مالطا التاريخية، وتتميز بقصورها الضخمة الجميلة وشوارعها ذات الطابع المعماري الفريد، وبفضل أن تذهب إليها بسيارة أجرة أو مواصلات عامة، حيث لا يُسمح للسيارات بالدخول إليها للحفاظ عليها من التلوث. ستدخل إلى المدينة عبر بوابة النصر، لتجد قصرفيلهنا، ثم توجه إلى ساحة الحصن التي توفر رؤية بانورامية للعاصمة، ثم سر قليلاً لتجد حدائق الشاي لتستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة. بعد انتهاء جولتك ستشعر حتمًا بالجوع، وحينها توجه إلى أحد المطاعم المنتشرة في أحياء مالطا، وتناول وجبة مالطية في مزيج بين الطعام الشرقي والغربي، وأشهر الأكلات المالطية " يستيزي" وهي تشبه كعكة الجبن مع البازلاءوالبصل والأنشوجة.