رجال ألمع لوحة نادرة جمعت الفن المعماري والتراث الشعبي

الرياض – شروق هشام تعتبر قرية "رجال ألمع" من أبرز مواقع التراث العمراني في المملكة العربية السعودية، وهذه القرية التراثية هي محافظة تقع في الجهة الغربية من منطقة عسير جنوب السعودية. وتتميز بأنها من أجمل المناطق التي تجذب محبي السياحة التراثية من داخل وخارج المملكة، نظراً لتاريخها الذي يعود إلى عشرة قرون خلت، حيث تتميز بطابع عمراني فريد من نوعه، كما يساهم مناخها الذي يطغى عليه الاعتدال والدفء خلال فصل الشتاء بجعلها منطقة استقبال محبي السياحة الشتوية المميزة من جميع أنحاء المملكة. الفن المعماري بنى الألمعيون منازلهم من الحجارة الصلبة والطين وشمخوا بهذه المنازل حتى وصل بعضها إلى ثلاث طوابق وهي ما تعرف لديهم بالحصون، وما تزال آثار هذهِ المباني ماثلة حتى الآن بحالة جيدة، ويحلم أبناء قرية رجال ألمع السعودية بالانضمام إلى لائحة الأماكن المصنفة ضمن التراث العالمي، مثل جرش الأردنية، وأصيلة المغربية. متحف رجال ألمع تم إنشاء متحف ألمع الدائم للتراث عام 1405هـ بمبادرة عامة من أهالي المحافظة بهدف حفظ تراث منطقتهم، واختير حصن آل علوان والذي أنشأته عائلة آل علوان أساساً بقرية رجال وهو أكبر الحصون فرمم القصر بتعاون كثير من أبناء رجال ألمع كل بحسب إمكاناته وخبرته. وتولى أبناء القرية جمع المقتنيات القديمة التي تبرع بها الأهالي، وساهمت نساء القرية بنقش القصر بإشراف الفنانة الألمعية فاطمة علي أبو قحاص، ومن ثم تبرع الكثير منهن بحليهن القديمة من الفضة وبعض مدخراتهن من الزينة. واكتمل العمل بالمتحف، وحصل على الكثير من الدعم والاهتمام والتشجيع من قبل المهتمين بالسياحة، ثم افتتحه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير السابق عام 1407هـ، وبدأ المتحف يمارس دوره كقناة ثقافية سياحية منذ ذلك الحين، حتى أصبح السواح يقصدونه من جميع أنحاء العالم وعلى مدار العام، وقد تزايد عدد زواره بعد افتتاح مشروع العربات المعلقة في السودة وتأمين المواصلات بين محطة العوص والمتحف، حيث كان لذلك دور مهم في تسهيل زيارة المتحف. وحصل المتحف على العديد من الجوائز وأهمها: جائزة المفتاحة لعام 1421هـ، جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، جائزة الحفاظ على التراث لمحافظة رجال ألمع عام 1427هـ. الزي التراثي الألمعي ما زال ارتداء الزي التراثي الألمعي القديم موجودا بالتزامن مع التطور الجمالي الممزوج بالإضافات الحديثة، بحيث يتنوع الزي الألمعي للذكور في الوقت الحاضر بهيئتين: الأول وهو الغالب (الثوب والمعجر والشفرة والصمادة) والثاني هو الحوكة (رداء وإزار). أما الزي النسائي المتعارف عليه في المحافظة قديما هو الثوب العسيري (الجلابية) ولقد برز في الآونة الأخيرة بين النساء وخاصة بعد أن أدخلت عليه تطورات حديثة، حيث أن عدداً من المصممات السعوديات مثل مصممة الأزياء نجلاء هاني، والمصممة وفاء حلبي، قد قمن بإحياء الزي العسيري ليتواءم مع العصر ومستجداته، وقمن بتطوير نقوشه، والقماش الذي يصنع منه باختلاف تطريزاته وألوانه، فصار أكثر جمالا، وظهر هذا التطور في مزيج من الأشكال الحديثة، منها استبدال التطريز بالشك، وإضافة صور وطنية، فنال استحسان جميع النساء، سواء من المنطقة أو خارجها، بسبب ألوانه وشكله الجذاب، ما ساهم بشكل كبير في جذب انتباه الزائرات والدبلوماسيات الأوروبيات الزائرات للمنطقة، حيث يطلبن اقتناءه والتصوير به.