حرب الترشيح للاوسكار بين النفوذ والموهبة

نجوم هوليوود الذين يسعون للفوز بجائزة الاوسكار يعلمون جيدا أن الحصول على فرصة للترشح بجائزة الاوسكار هو أمر لن يأتي فقط بالأداء المميز وقصة الفيلم المثيرة للاهتمام فهناك أشياء أخرى يجب أن يقوم بها من يرغب في الترشح لجائزة الاوسكار ومنها المشاركة في الحملة الترويجية للفيلم وحضور العروض الخاصة بالفيلم وباختصار يجب على المرشح أن يقوم بمحاولة لفت انتباه لجنة اختيار مرشحي جائزة الاوسكار، باختصار عليك أن تقوم بما يشبه إدارة لحملة انتخابات، المنتج التنفيذي توم نونان والذي فاز فيلمه "Crash" بجائزة 2006 كان قد تحدث في وقت سابق عن أهمية الدعاية في الحصول على ترشيح لجائزة الاوسكار وقال: "لا يمكنك أن تكتفي بالجلوس وتترك الفيلم يقوم بالعمل من أجلك، أمر كهذا من الأمور المزعجة التي لابد من التعامل معها إذا ما أردت ان يتم ترشيحك"، ما قاله نونان صحيح تماما، إذا أردت الحصول على ترشيح للأوسكار عليك أن تقاتل من أجل الحصول على أصوات للجنة الترشيح للاوسكار.
 
لأسباب كهذه تقوم شركات إنتاج الأفلام بمبالغ مالية تقدر بملايين الدولارات للترويج لأفلامها ولأبطالها، أما بالنسبة لاستديوهات الأفلام التي لا تمتلك ملايين الدولارات لإنفاقها عن الدعاية فإنهم غالبا ما يستخدموا تواصل الاجتماعي للترويج لأفلامهم خاصة الأفلام ذات الإنتاج المحدود.
 
الترويج بطرق عديدة
بالإضافة إلى كل هذا لابد أن يسعى الممثل وراء هدف أكثر أهمية وهو محاولة التأثير على أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة والبالغ عددهم 6.264 فرد، ومن أسهل وأشهر الطرق لتحقيق ذلك هو بإرسال نسخة من الفيلم لمنازل عدد من أعضاء الأكاديمية وكان أول من قام بشيء كهذا هو استديوهات "Lionsgate" والتي أرسلت نسخة من فيلمها "Crash" إلى منازل من أعضاء الأكاديمية وطبقا لما يذكره الخبراء فقط كانت هذه خطوة موفقة للغاية.
 
هناك عدد من الممثلين في وقتنا الحالي ممن يقومون بجهود إضافية من الترويج لفيلهم الجديد ولذلك ستجدهم تقريبا في كل مكان ودائمي السفر خلال رحلاتهم لترويج أفلامهم إلى الخارج ومن ضمن هؤلاء إيدي ريدماين، بريان كرانستون، كيت بلانشيت، وروني مارا وليوناردو دي كابريو وليدي جاجا المرشحة في هذا العام عن جائزة أوسكار لأفضل أغنية أصلية وغيرهم، وهناك بالطبع عدد من نجوم هوليود ممن لا يحتاجون إلى لفت أنظار لجنة التحكيم إليهم ولذلك لأنهم قد فازوا من قبل بجائزة الاوسكار ومن ضمن هؤلاء المثل دانيال داي لويس والذي فاز من قبل بثلاثة جوائز منها فيلم "'My left Foot" (1989)، فيلم " There Will Be Blood" (2008)، فيلم " Lincoln" (2013).
 
في النهاية يجب أن نقول أن نجوم هوليود قد يقومون بكل ما يمكن القيام به من أجل الاوسكار إلا أنهم في أحيان كثيرة يكون لدى لجنة التحكيم في الأكاديمية خيار آخر.