لم نشاهد وردة واحدة في المسلسل التركي "ورد وشوك" !

تحظى المسلسلات التركية بمتابعة كبيرة في وطننا العربي بعد أن تمت دبلجتها بإتقان لنتعّرف بعدها أكثر على عادات المجتمع التركي بكل طبقاته من خلال الأعمال الدرامية المطلة علينا في معظم القنوات الفضائية.
 
ومن خلال متابعتي للمسلسلات وجدت المبالغة في الدراما وفي الصدف هو الامر المشترك في معظم المسلسلات وما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع مشاهدتي للمسلسل الدرامي "ورد وشوك" والذي يعرض حالياً على شاشات التلفزيون العربية في موسمه الثالث ولايزال المسلسل يعرض بنجاح في موسمه الرابع في تركيا.
 
في قرية هالفيتي التركية تدور أحداث المسلسل الذي يجمع بين الجشع والحقد والأنانية والحسد وكل الصفات السيئة التي لا يمكن أن تجتمع في شخص واحد ولكنها اجتمعت في "عدنان"، الذي يقتل أخيه بعد صراع واختلاف على سر ماضي دفين رغب "مراد" المغدور به أن يكشفه.
 
بعد مقتل مراد تترك فتون زوجة مراد مدينة إسطنبول وتعود مع أبناءها لتواجه عمهم عدنان الثري والآغا في قريته وهو من لا يحمل في قلبه نحوهم سوى الكراهية، لتدخل معه في صراع لا ينتهي ومع مرور الوقت العصيب في القرية تنكشف لها حقائق مؤلمة لا يصدقها عقل.
 
ورغم أن فتون تعيش وأبناءها في دوامة من الظلم والقهر ولا نجد أي بوادر لانفراج أزمتها في القصر الذي يكاد يكون مقبرة إلا أنها تحاول أن لا تنكسر وتشق طريقها بزراعة الوردة السوداء وهو الاسم الأصلي للمسلسل في تركيا.
 
ورغم مرور ثلاث مواسم للمسلسل إلا إني لم أجد وردة واحدة في المسلسل المليء بالأشواك والعثرات.
 
هذا الظلم الكبير يدفعني للتساؤل؛ كيف نواجه الظروف الصعبة عندما نجد أنفسنا في مواجهتها، وكيف يمكن لإمرأة وحيدة حماية أبناءها وتقف صامدة أمام طوفان من الكذب والخيانة. 
 
مسلسل ورد شوك من المسلسلات التي تتعب المشاهد بالكم الهائل من الأحداث الغير متوقعة، والتي تجعل السؤال الدائم هو هل ممكن الممكن أن تكون هذه الأحداث أو بعضها مستلهمة من الواقع!
 
بقي أن أشير إلى أن المسلسل من بطولة أوزكان دنيزويافوز بينغول، وأوزليم كونكر، من تأليف فوندا جيتين وبينار وصال، وإخراج مراد سراجولي.