دراسة: 83% من النساء المعنفات متزوجات

كشفت دراسة حول العنف في الأسر داخل دولة لإمارات العربية أن ‬83٪ من النساء اللائي يتعرضن للعنف من المتزوجات، وأن الفئة العمرية الأكثر تعرضاً للعنف هي من ‬31 إلى ‬40 عاماً، وأن مرتكبي الاساءة داخل الأسرة من الرجال، وأكثر أشكال العنف انتشاراً هي الاهمال والصراخ والتأنيب وتنتهي بالضرب، بحسب ما جاء في الدراسة التي نشرتها صحيفة الإمارات اليوم. وأظهرت الدراسة التي أجرتها الباحثة مريم على العتيقي، في مؤسسة التنمية الاسرية، وتم تقديمها إلى المركز الوطني للإحصاء، الذي يقود فريقاً للتوصل إلى نموذج وطني لقياس العنف ضد المرأة في الإمارات، أظهرت أن ‬51٪من النساء اللائي تعرضن للعنف كن ممن لديهن ثلاثة إلى خمسة أبناء، ما يعطي دلالة على أنه كلما زاد عدد الأبناء زاد قلق الابوين ومعاناتهما من الشعور بالخوف الشديد والدائم عليهم وعلى مستقبلهم، وتالياً تزيد المشكلات بين الأبوين التي تولد العنف. وأكدت الدراسة التي أجريت على عينة من النساء اللائي تعرضن للعنف للحد منه وآثاره، أن العنف المرتكب ضد المرأة في معظمه غير مقصود أو غير واعٍ، باستثناء الناتج عن الاستفزاز، وأن النساء من كل الفئات العمرية تقريباً يتعرضن للعنف، إلا أن الفئة العمرية الأكثر تعرضاً هي من سن ‬31 إلى ‬40 عاماً، إذ بلغت نسبتهن ‬46٪، تليها الفئة العمرية من ‬19 إلى ‬30 عاماً بنسبة ‬30٪. وكشفت الدراسة أن مرتكبي الاساءة داخل الأسرة هم من الرجال ومن ذات الفئة العمرية تقريباً، مؤكدة أنه نتيجة لنقص الخبرات الثقافية والاجتماعية، خصوصاً المهارات الحياتية الخاصة، كمهارات التعامل السليم بين الأزواج، والتحكم في المشاعر، والسيطرة على الغضب، والقدرة على التحمل، وضبط النفس، وتقييم وتقدير الضغوط الحياتية والأزمات، وآليات التعامل معها، حتى لا يكونوا عرضة للاستفزاز واللجوء إلى العنف، وأن أكثر أشكال العنف انتشاراً ضد المرأة هي الاهمال والتعرض للصراخ والتأنيب وتنتهي بالضرب. وأوضحت أن ‬83٪ من النساء اللائي تعرضن للعنف متزوجات، وأن ‬59٪ ممن تعرضن للعنف من ربات البيوت، وأن الفئة العمرية الأكثر تعرضاً للعنف من ‬31 إلى ‬40 عاماً، ما يعطي دلالة على أن النساء اللائي ليس لديهن دخل مستقل هن الأكثر عرضة للعنف وتقبله وتبريره، ما يضعف قدرتهن على استخدام آليات مواجهة العنف، مثل الرفض والمقاومة، ما يعطي دلالة على أهمية التركيز على هذه الفئة من حيث تصميم برامج موجهة لهن، تراعي احتياجاتهن الفعلية، بهدف الحد من العنف الأسري خصوصاً والعنف ضد المرأة عموماً. وبينت الدراسة أيضا أن معظم من تعرضن للعنف وكن أكثر استعداداً للبحث عن حلول إيجابية للحد منه في حياتهن الزوجية كن من النساء اللائي حصلن على تعليم عالٍ أو متوسط، إذ إن ‬41٪ من الحالات أكملن تعليمهن المتوسط، و‬27٪ أنهين التعليم الجامعي، ما يدل على أن ارتفاع المستوى التعليمي يجعل النساء أكثر وعياً بآثار العنف الاسري وانعكاساته على أفراد الأسرة، وأكثر وعياً بضرورة اكتساب المهارات التي تجعلهن أكثر قدرة على تفهم الآخرين واحتواء الأزمات التي تتعرض لها الأسرة. وكشفت أن ‬51٪ من النساء اللائي تعرضن للعنف كن ممن لديهن ثلاثة إلى خمسة أبناء، يلي ذلك من لديهن اثنان من الأبناء فأقل بنسبة ‬27٪، ما يعطي دلالة على أنه كلما زاد عدد الابناء زاد قلق الابوين ومعاناتهما من الشعور بالخوف الشديد والدائم عليهم، وتالياً تزيد المشكلات بين الأبوين التي تولد العنف. ورأت الدراسة أن العنف المرتكب ضد المرأة في معظمه عنف غير مقصود أو غير واعٍ، أي أن العنف يحدث من دون إرادة حقيقية لذلك من الطرف الآخر، باستثناء العنف الناتج عن الاستفزاز أو العنف الذي يعتقد الرجل أنه يدافع به عن نفسه لرد الاستفزاز الذي تعرض له، والعنف الموجه بسبب نوبات الغضب، والذي يلجأ إليه الفرد عندما لا يستطيع توجيه غضبه إلى مصدر العنف الأصلي. وأكدت الدراسة الحاجة الماسة للتوعية المجتمعية في مجالات محددة هي مهارات التواصل الأسري الفاعل، والتعبير عن المشاعر بالطرق والأساليب التربوية السليمة، وانعكاساتها على توجيه سلوكيات الأبناء، وتعزيز مفهوم تقدير الذات لدى الأسرة، وإدراك مفهوم الاختلاف الثقافي وأثره في مختلف الجوانب الحياتية للأسرة، والتوعية بمفهوم وأسس العلاقات الزوجية السليمة، وأثرها في العلاقات الأسرية.