خلال أول أيام المدرسة، تكون....

ابوظبي – فاتن أمان اليوم صباح أول أيام للدراسة، وتكون الآمال مرتفعة نحو تحقيق نتائج متميزة وتجاوز مصاعب العام الماضي، فيشحذ الطلاب الهمم في طريق العودة إلى مقاعد الدراسة، محملين بتطلعات واعدة نحو مستقبل أكثر إشراقا، غير أنّ هذا كله لا يمنع البعض من الترقب والخوف من مجهول؛ ربما تحمله السنة الدراسية في طياتها، فهناك من يسعى لنيل أعلى الدرجات أملا في الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعليم تفتح الآفاق أمامه للتميز والإبداع. لكن يبعث هذا اليوم في نفوس بعض الطلبة مشاعر متباينة من القلق والضيق لما يمثله من عودة إلى الإنظباط بعد أجازة طويلة، إعتادوا فيها على السهر إلى ساعات متأخرة، يلهون ويلعبون، ويصحون في اوقات متأخرة، ويمثل لهم العودة إلى المدارس، كابوساً يعني الذهاب للنوم والصحو مبكرا، درسة، واجبات منزلية وإنضباطا تاما. ومن ناحية أخرى يشعر التلاميذ باللهفة للعودة لمقاعد الدراسة، لأنهم سيلتقون مرة أخرى بزملاء وزميلات الدراسة، بعد أن باعدت بينهم الأجازة وإنقطاعهم عن بعضهم البعض لسفرهم مع ذويهم لمسقط راسهم لزيارة الأهل والأقارب. كما أن هناك طلبة مستجدين من طلبة الصف الأول، يمثل هذا اليوم بالنسبة لهم خوفا وقلقا، حيث سيفارق التلميذ بيته وبيئته ليذهب إلى عالم جديد ومجهول وغريب، لم يعتد عليه، فيؤثر ذلك في نفسيته ويعاني بعض الأهل من رفض إبنهم للذهاب للمدرسة في الأيام الأولى وإضطرارهم بعض الحيان لمرافقته حتى يطمئن ويعتاد المدرسة وزملاء صفه. مجلة " هي" إلتقت عدد من أولياء الأمور وسألتهم عن شعورهم اول يوم دراسة وماذا يعني ذلك لهم. عودة إلى الإنضباط بداية مع السيدة إيناس السيد والدة توأمين ولد وبنت في الصف التاسع، فقالت أنها سعيدة جدا ببدء العام الدراسي وذهاب الأولاد للمدرسة والزوج للعمل بعد العودة من الإجازة، حيث ستفرغ لنفسها لعدم وجود إلتزامات تجاههم كتحضير الوجبات وتنظيف المنزل وترتيبه، وإلحاحهم يوميا للخروج واللعب خارج المنزل. وقالت: "العودة للدراسة بالنسبة لي تعني الإنضباط في كل شيء، النوم المبكر، وجبات في مواعيدها، دراسة وإتمام الواجبات المنزلية سويا لأنهم سنة دراسية واحدة، الخروج فقط في عطل نهاية الإسبوع .... كما قلت لك، إنضباط تام وراحة لي". عودة إلى الهم سألنا فاطمة محمد إبراهيم والدة تلميذة في الثانوية العامة وتلميذ في الإبتدائية، كان رأيها معاكسا تماما لرأي إيناس، فقد قالت ان "العودة إلى المدرسة، تعني العودة الى الهم، فهذه السنة أتمنى أن تمر على خير، واعاني من ضغوطها قبل أن تبدأ، فالتانوية العامة وحدها كابوس، اضيفي اليها الإبتدائية، خاصة وأن في المدارس الخاصة،عدد الطلبة في الفصول كبير، فمن فهم فهم، ومن لم يفهم، فعليه بالدروس الخصوصية، التي تمثل هما آخر، وابني يعاني من صعوبات في التعلم، وهناك قرار بدمج هؤلاء الطلبة مع الطلبة العاديين، ومدرسين الفصول العادية، ليسوا متخصصين في تدريس الطالب الذي يعاني من صعوبة في التعلم، فلك أن تتخيلي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي والتي بدات من اول يوم دراسة، مع الأخذ في الإعتبار أنني أم موظفة، وزوجي يعمل في غمارة اخرى، ولا نراه إلا نهاية الإسبوع، يقضيه في النوم بعد إسبوع حافل من العمل، وعلى ان اوقظهم باكرا، احضر فطورهم، واعود من العمل لأحضر لهم وجبة الغداء التي لم أكن احمل لها هما وهم في الأجازة حيث يمكنهم تناول اي وجبة سريعة، وهم بحاجة لتغذية جيدة حتى يتمكنوا من تحصيل دروسهم وفهمها وإستيعابها، لذلك كانت الأجازة أفضل". نصائح للأباء للتغلب على الصعوبات التي تواجهها مع انتهاء الأجازة وبدء العودة إلى المدرسة: •يجب التحدث مع طفلك عن الأمور الإيجابية عند العودة للمدرسة مثل العودة للأصدقاء والتعرف على أصدقاء جُدد، اكتساب معلومات جديدة ومفيدة. •يمكن اصطحاب الطفل إلى المدرسة قبل بدء الدراسة بأسبوع خاصة إذا كانت المرة الأولى للذهاب للمدرسة ليتعرف الطفل الى المدرسة والفصل الخاص به. وذلك سيقلل كثيرا من التوتر الذي قد يشعر به الطفل عند بدء دخول المدرسة. •قبل بدء الدراسة بأسابيع قليلة يجب البدء في تنظيم مواعيد نوم الطفل ليتعود على النوم مبكرا كي يكون نشيطا صباحا. •يجب تشجيع الطفل باصطحابه لشراء الأدوات الخاصة بالمدرسة ليختار بنفسه الأدوات المدرسية. •إذا كان الطفل يعاني من أي مشكلة صحية مثل حساسية الصدر، سكري الأطفال، أو أي مشاكل صحية أخرى فيجب التوجه للمدرسة لإبلاغها تفصيليا بحالة الطفل والأدوية التي يتناولها. •من الضروري جعل الطفل يعتاد على تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب للمدرسة كي يكون أكثر تركيزا أثناء اليوم الدراسي. •الحرص على اختيار الوجبات الصحية التي يأخذها الطفل للمدرسة، وقومي بتحضيرها في المنزل للتأكد من سلامتها بدلا من الاعتماد على الحلوى والوجبات السريعة الجاهزة. •يكون هناك بعض التوتر مع الأيام الأولى للدراسة، لكن سريعا سيعتاد الطفل على الروتين اليومي للدراسة خلال أيام قليلة.