خالد يوسف لـــ هي : لن أعمل لسينما الأخوان

بدأ المخرج خالد يوسف الترتيب لتصوير مسلسل ( أولاد حارتنا ) قصة الكاتب نجيب محفوظ وبطولة جومانا مراد ويبدأ التصوير في نوفمبر القادم

خالد يوسف الذي عرف بطرحه للموضوعات الجريئة ودفاعه عن حرية الفن والإبداع

في خضم ما تشهده المنطقة العربية من أحداث سياسية ساخنة كيف ترى المشهد الإبداعي..؟

الفن ليس منفصلا عن المجتمع بل هو أكثر تعبيرا من أجناس الإبداع الأخرى والفنانين يسعون دائما التعبير ضمير الأمة وأجد أن الفن كان ومازال داعماً معنوياً للكثير من الفئات بالمجتمع وإذا نظرنا للثورة في مصر نجد أن الفنان كان  في الصفوف الأولى

في ظل تصاعد تيار الإسلامي السياسي كيف ترى حرية الإبداع..؟

لا يوجد إبداع بدون حرية والطاقات الإبداعية لن تنطلق إلا إذا كانت بلا سقف أو قيود تخنقه فالإبداع نوع من الحلم المختلف عن الواقع، ولا يوجد إبداع مُقيد بشروط،

لماذا نلاحظ ان هناك تصادما بين منظومة القيم التي تطرحها للجمهور وما يؤمن به الجمهور نفسه..؟

 أرى أنه على الرغم من أن منظومة الموروث والعادات والتقاليد المصرية تمتلئ بالعظمة والأصالة إلا أن بها أيضا أشياء "شديدة التخلف" يؤمن بها الكثيرون ويصرون عليها. ولذلك أجد هناك تصادما بين منظومة القيم التي أنتمي إليها، ومنظومة القيم التي تتحكم بالمجتمع المصري وأنا لست اعتبر نفسي واحدا من أولئك الذين يتعاملون مع المسلمات كمسلمات فأنا دائما ما أعيد غربلة الموروث لأخرج ما أرى أنه صالح للمستقبل وأعيد تقديمه للناس...

وكيف ترى رفض الكثيرون لما تقدمه من أفكار صادمة للمجتمع ومشاهد جريئة ..؟

ما في أفلامي من أفكار صادمة تضايق بعض الناس هي في الأساس تتخذ من المنطق ركيزة فقد أطرح في أفلامي مفهوم للشرف يساوي بين الرجل والمرأة -وليس كما يحدث بالمجتمعات العربيةـ ..فالابن الذي يقيم علاقات متعددة هو في الحد الأقصى مستهتر، بينما الفتاة التي قد لا تقترف ربع ما يقترف نعتبرها في الحد الأدنى منحلة وتستحق القتل..

يستطرد قائلا.. هذه ليست دعوة للانحلال ولكنها دعوة لفهم صحيح للدين وللعدل. فعندما تريد أن تطبق مقياسا للشرف طبقه علي الاثنين ولكننا نعاني من ازدواجية في المعايير. ونظرتنا للمرأة ما زالت متخلفة، وعموما كل الأفكار التي أحدثت قفزات حضارية كانت صادمة في وقتها

هل من الممكن أن يعمل خالد يوسف في فيلم تنتجه جماعة الإخوان المسلمين وما رأيك في إن جماعة الإخوان يفكرون في إنتاج أعمال سينمائية .؟

بالطبع لا فلا أقبل أي حدود او قيود على عملي كمبدع كما انني لدي رؤية إخراجية للعمل الفني لا أحب أن يتحكم فيه أحد وأجد أنه حق الإخوان أو غيرهم إنتاج أفلام تبرز فكرهم، ولكن الحكم في النهاية سيكون للجمهور. على أني أرى أن الإخوان المسلمين قد لا يتمكنوا من تقديم سينما إلا بقوانين السينما وليس بقوانين الجماعة، لأن قوانين السينما هي الحاكمة، فالإخوان هم القادمون على العمل السينمائي، وعليهم الالتزام بأسسه وضوابطه، والإخلال بهذه الضوابط يؤدي إلى الإخلال بالعمل السينمائي.

سمعنا عن تأسيسك لشركة إنتاج سينمائي .. حدثنا عن ذلك وهل هي محاولة للرد على ما سينتجه الإسلاميون في المستقبل ..؟

بالفعل نقوم بتأسيس كيان إنتاجي ضخم بمشاركة مصريين وعرب وأجانب من خلال شركة أسسناها مؤخرا بغرض تقديم فن مصري حقيقي، لا ننافس من خلاله شركة بعينها او كيان بعينه ولكن نسعى للمنافسة الحقيقية مع المبدعين الحقيقيون ونحاول من خلال الشركة تحجيم الكيانات التي تسعى لفرض نوع من الوصاية على حرية الإبداع المصري وقد تنافس هذه الشركة سينما الإخوان المسلمين أو غيرهم في المرحلة المقبلة فمن حق الإخوان أن ينتجوا أفلاما تبرز فكرهم، والحكم في النهاية سيكون للجمهور.

وهل تشارك زوجتك شاليمار شربتلي هذه الشركة..؟

أنا لم ولن أُخرج فيلمًا ولا مسلسلاً بأموال زوجتي فالإنتاج ليس أموالاً فقط، بل هو صنعة، وهناك مهنة اسمها "المنتج السينمائي" هي ليست مهنة زوجتي وأنا لست في حاجة إليها في هذا المجال، وإذا كان كل منتجي السينما لا يرفضون العمل معي فلماذا تدخل زوجتي في مجال ليس مجالها؟!

وهل تشارك زوجتك وجهات النظر حول ما تقدمه من أعمال فنية..؟

في الواقع غالبا ما أستشيرها وأتبادل وإياها وجهات النظر حول أفكار فنية مختلفة فهي لديها رؤية ثاقبة وتتمتع بحدس فني ممتاز كما إنها متابع جيد لما يدور على الساحة الفنية

وماذا عن آخر أخبرك الفنية ..؟

أحضر رواية الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس "سره الباتع" وهي ستكون باكورة أعمال شركة الإنتاج الخاصة بي، كما أنني أقوم بعمل معالجة سينمائية لرواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا "