حاربي التوتر بالتمارين الرياضية

ترتبط ممارسة التمارين الرياضية بشكل مباشر بخسارة الوزن، ولكن للرياضة فوائد تتعدى حرق السعرات الحرارية والحصول على جسم رشيق، لتشمل الحصول على ذهن رشيق أيضاً. كيف يتم ذلك؟ فبحسب رأي خبراء الرشاقة في "فيتنس فيرست" الشرق الأوسط،  فان الرياضة علاج مثالي للتخلص من التوتر والتحكم في أفكارنا واتخاذ موقف جدي لمحاربة هذه الأفكار السلبية والتخلص منها. 
 
ففي مواجهة كل حالة من حالات التوتر، يمكن للنشاط الجسدي أو التمارين الرياضية أن تتولى مهمة التحكم في الحالة الذهنية وإعادتها إلى المسار الصحيح. وهذا بدوره يساعد في التعرف على أسباب التوتر والتوصل إلى طريقة لتفاديها. ولمواجهة حالة من حالات التوتر بفعالية، نحتاج ذهناً صافياً، وهذا ما تقوم به التمارين الرياضية! فهي لا تعمل على إخفاء التوتر بلمسة سحرية، لكنها تقلل من حدة التوتر العاطفي وتساعد على التفكير بوضوح مما يزيد من القدرة على التعامل مع القلق بطريقة إيجابية ومواجهة الأفكار السلبية.
 
التمارين الرياضية التي تشبه التأمل إلى حد كبير، ولكن عبر حركات أسرع، تعمل على تعزيز الصحة العامة وتوليد طاقة إيجابية تضاف إلى كل حركة نقوم بها. ويسهم أي نشاط جسدي في زيادة ضخ الدماغ للهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة، والذي يعرف باسم الإندورفين. وعندما ننتظم في التخلص من توترنا اليومي من خلال ممارسة التمارين الرياضية أو أي نشاط جسدي، سنلحظ أن هذا التركيز على تأدية حركات معينة يساعد على تصفية أذهاننا والتخلص من الأفكار السلبية. وهذا بدوره يؤدي إلى توليد المزيد من الطاقة الإيجابية والتفاؤل، ويساعد في الحفاظ على هدوء الأعصاب، وزيادة القدرة على التركيز في كل ما نقوم به.
 
لهذا ننصحك بممارسة أي نوع من أنواع التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة في أغلب أيام الأسبوع سواءً من خلال المشي السريع أو الجري أو ركوب الدراجة أو السباحة أو جلسات التمارين الرياضية في أحد النوادي مثل تمارين الكارديو والأيروبيك واليوغا والتمارين المكثفة للتمتع بصحة أفضل والتخلص من التوتر.
 
ولأن الجسم الذي يحصل على تغذية سليمة أقدر على مواجهة الضغوطات والتوتر، ليس هنالك ما يضاهي تأثير النوم لساعات كافية ليلاً في إعادة شحن الجسم والذهن بالطاقة اللازمة، وتناول وجبات منتظمة ومتوازنة خلال اليوم. 
 
أما أسوأ طريقة لمواجهة التوتر فهي اللجوء إلى العادات غير الصحية مثل التدخين. فمساوئ التبغ والنيكوتين لا تنحصر على الأضرار الجسدية فقط، بل تتخطاها لتجرِّد المدخن من القدرة على التركيز الذهني عند التعامل مع أي حالة من حالات التوتر مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة. ويمكن لاقتراب اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 مايو 2015 أن يكون محفزاً للكثيرين للتخلص من هذه العادة السلبية. 
 
ويبقى الأهم أن لا ننجرف وراء مشاغل الحياة اليومية ونتجاهل بعض الأساسيات الهامة لصحتنا مثل ممارسة التمارين الرياضية. تذكروا دائما أن الحركة هي الوقاية والعلاج الفعّال ضد التوتر!