سيدات كسرنَ سرطان الثدي بالإرادة - 3

هي: جمانة الصباغ
 
هل قرأتنَ تجربتي أميمة وبدرية في مواجهة سرطان الثدي وانتصارهنَ عليه؟ ما رأيكنَ بهذه التجارب الناجحة، وهل أعطتكنَ دافعاً للكشف المبكر عن سرطان الثدي والإهتمام بصحتكنَ كما يجب؟ 
 
في قصة اليوم، تغريد من السعودية تروي معاناتها وخوفها من المرض قرابة خمس سنوات، وكيف أن بناتها أردنَ قص شعرهنَ تضامناً معها بعد فقدان شعرها. 
 
زائرٌ ثقيل
ليست تجربة تغريد الجربوع ببعيدة عن تجربة بدرية وأميمة، فهي تمثَل لقطةً أخرى من حياة كادت تنهار بعد زيارة هذا الزائر الثقيل لها، سرطان الثدي. لكن تغريد عاشت قرابة الخمس سنوات على خوف من أن تكون مصابةً بالمرض. وبدأت مخاوفها تهيمن على تفكيرها منذ لاحظت إختلاط لبنها الذي ترضعه لطفلها الصغير بقطرات من الدم، لتبدأ رحلة مطاردة الشكوك باليقين، لكن الفحوصات التي أجرتها على مدى سنوات لم تصل إلى ما يسكن مخاوفها. 
 
وفي لحظة، قررت تغريد اجراء مزيد من الفحوصات لقطع الشك باليقين. ولسوء الحظ، أو ربما لحسن الحظ، تأكدت إصابتها بسرطان الثدي. وتحكي تغريد بعد أن تعافت من المرض، وكلها سعادة بأن القدر أمهلها حياة أخرى لتعيش لصغارها، وتقول من حسن حظي أن الورم كان في مرحلته الأولى، ما ساعد شفائي بنسبة كبيرة وجعلني الحمد لله من الناجيات. 
 
وتسترجع تغريد أيام معاناتها مع العلاج الكيماوي، فتقول إنه كان مرهقاً لها، لكنها كانت تقاوم ألمه بالصبر، خاصةً عندما صدمها موقفٌ لبناتها اللاتي فوجئت بهنَ ذات يوم يدخلنَ عليها وفي أيديهنَ مقص، وهنَ يردنَ قص شعر رؤوسهنَ تضامناً معها بعد أن لاحظنَ اكتئابها لفقدان شعرها. تقول، عندها شعرت بأن علي أن أقاوم وأصمد، فهؤلاء الصغيرات ليس ذنبهنَ أن يتألمنَ لآلامي، فلا بد أن أبدو أمامهنَ أقوى مما كنت عليه. وساعدني الله على تخطي محنتي. 
 
وتستطرد تغريد بالقول: تعودتُ على مواجهة هذه التجربة بالإبتسامة، فالمرض يسعده أن يقتنص الإنسان وهو مستسلمٌ وضعيف، لكن صموده وقوته أمامه تمنحه القدرة على تخطي محنته، خاصةً إن أراد الله به خيراً. وتعمل تعريد الآن على تخفيف معاناة مريضات سرطان الثدي من خلال عملها في لجنة الأمل بجمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، التي تقوم من خلالها بالعديد من الأنشطة، لرفع الوعي العام بثقافة صحة الثدي، خاصةً برنامج دعم مرضى السرطان وتوعية الأطباء (out-reach) والدعوة من خلاله إلى اكتشاف المرض بشكل مبكر، وبالتالي إنقاذ حياة العديد من السيدات، اللائي يمكن أن يذهبنَ ضحية لهذا المرض.
 
عندما لا نتوقع بعض الأشياء التي تفاجئنا بأهوالها ومصائبها، يبقى الأمل هو الحافز الوحيد لنا للإستمرار قدماً في رحلة الكفاح للعلاج والحياة بأقصى قوتنا وقدرتنا. ويبقى أن نذكَر أنفسنا أن السرطان ليس بالضرورة الموت، وأن ما يوجعنا ليس المرض بحد ذاته بل العلاج الذي نخضع له. خلاصاتٌ استقيتها من هؤلاء السيدات اللواتي أشعرتنني بأن السرطان هو معركةٌ مريرة بكل المقاييس لكن يمكن ربحها بالصبر والتفاؤل والمضي في العلاج. وبالطبع الكشف المبكر وهذه نصيحتنا لكل قاراءتنا العزيزات.