زيادة سرطان الثدي بنسبة 20% في الإمارات

هي: جمانة الصباغ
 
سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع أمراض السرطان شيوعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة. ووفقاً للأرقام الصادرة عن هيئة الصحة في دبي، فإن هذا المرض يشهد تسجيل زيادة في عدد المصابين بنسبة 20 في المئة منذ عام 2009. كما كشفت الدراسة التي أجرتها هيئة الصحة في دبي أيضاً أن هناك عدداً كبيراً من هؤلاء المرضى من هم دون سن الـ 40 و لديهم تاريخ عائلي إيجابي بهذا السرطان. وعلاوة على ذلك، أفادت الدراسة بأن معظم حالات سرطان الثدي قد تمَ اكتشافها خلال المرحلة الثانية، في حين تمَ اكتشاف 30 في المئة في المرحلة الثالثة من المرض.
 
حول هذا الأمر يعلق الدكتور نبيل الدبوني، المدير الطبي واستشاري الجراحة العامة بمستشفى برجيل، أبوظبي قائلاً: "من الممكن أن تتغير هذه النسبة في حالة قيام النساء بمبادرات إستباقية حول كل ما يتعلق بصحتهنَ. فعند اكتشاف هذا المرض في المرحلة الأولى فإن نسبة النجاة منه تتراوح بين  95 إلى 100 بالمائة، وهذه النسبة تقل لتصل إلى 86 في المائة في حال تمَ اكتشافه في المرحلة الثانية، و57 في المئة فقط في حال اكتشافه في المرحلة الثالثة."
 
وأشار إلى أن أحد أسباب التشخيص المتأخر لهذا المرض هو الشعور بالإحراجمن مرض السرطان في المنطقة. فأكثر ما يقلق النساء في هذه المنطقة هو عدم استعدادهنَ لتقبل تلك الصدمة النفسية التي يمكن أن يتعرضنَ لها عند إزالة أنسجة سرطان الثدي (إستئصال الثدي)، لذلك فإنهن يتجاهلنَ الأعراض.
 
وفقاً للتقرير الصادر من منظمة الصحة العالمية في عام 2013، فإن دولة الإمارات سجلت أعلى نسبة في الإصابة بسرطان الثدي مقارنةً بالدول العربية الأخرى المجاورة، ويضيف الدكتور نبيل قائلاً: “وهذا يعود إلى أن دولة الإمارات تتمتع بزيادة في متوسط العمر المتوقع وزيادة في التوسع العمراني الحضري،بالإضافة الى أن السكان يعيشون نمط حياة مشابه للنمط الغربي.”
 
ويوضح قائلاً: "على الرغم من مستويات المعيشة المرتفعة، فإن المرأة في دولة الإمارات لا تزال تنظر إلى سرطان الثدي على أنها من المحظورات التي يجب عدم التطرق لها بسبب أن استئصال الثدي يشوه تكوينها البدني وبالتالي يؤثر في أنوثتها. وهي ربما تجهل تماماً بأنه في حالة اكتشاف المرض مبكراً لن تكون هناك حاجةٌلإزالة الثدي بالكامل، حيث تتم في معظم هذه الحالات إزالة الورم فقط (إستئصال الورم)."
 
ويؤكد الدكتور نبيل أنه يجب على النساء اللاتي لديهنَ تاريخٌ عائلي بالإصابة بسرطان الثدي القيام بفحص ذاتي للثدي بصورة منتظمة بمجرد وصولهن لسن الـ 20 . كما يجب عليهن إجراء فحوصات سريرية بواسطة الطبيب المختص كل 3 سنوات. وبمجرد وصول المرأة لسن الـ 40، وبغض النظر عن التاريخ العائلي، فإننا ننصح بمواصلة الفحص الذاتي للثدي وتصوير الثدي بالأشعة السينية “الماموغرام” كل سنتين.
 
والجدير بالذكر أن النساء اللاتي يتعاطين أدوية تحتوي على هرمون الاستروجين التعويضي ولفترات طويلة معرَضات أيضاً لخطر الاصابة بسرطان الثدي. علاوةً على ذلك، فإن النساء اللاتي بدأ الحيض لديهنَ في سن مبكرة (أقل من سن 13)، أو اللاتي لم ينجبنَ أو يرضعنَ أطفالهنَ، أو اللاتي كان أول مولود لهنَ بعد سن الـ 30، أو اللاتي استخدمنَ أو لا يزلن يستخدمن حبوب منع الحمل، أو اللاتي يستخدمنَ علاجاً بالهرمونات البديلة، أو اللاتي انقطع لديهنَ الطمث في عمر متأخر (بعد سن الـ 50) فإنهنَ معرَضات بصورة أكبر للإصابة بسرطان الثدي. 
 
أضف إلى ذلك، عادات وأنماط الحياة غير سليمة مثل إدمان الكحول، والسمنة، وقلة النشاط البدني والتدخين هي أيضاً مسبَبات تعرَض المرأة لخطر الإصابة بسرطان الثدي. وينصح الدكتور نبيل كل من تقع ضمن أحد هذه الفئات القيام بالفحص اللازم للثدي وبشكل منتظم.