Evelyn Lauder قصة كفاح ونجاح

تكريما لذكرى رحيل إيفيلن لودرEvelyn Lauder ومساهماتها الكبير في مكافحة سرطان الثدي وجهودها في التوعية بأخطاره وبأهمية الكشف المبكر عنه ودعم المصابات به، خصصنا لها في ملفنا لهذا العام عن "سرطان الثدي" هذه المساحة محاولين تسليط الضوء على رحلة كفاحها ومسيرتها باعتبارها مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة "مؤسسة أبحاث سرطان الثدي".
 
كانت إيفيلن ه. لودر سيدة أعمال مخضرمة ورياضية موهوبة ومصورة محترفة، وناشطة متحمّسة ومحبّة، وزوجة وأم وجدّة مخلصة وشغوفة. 
 
التحقت بالمدارس العامة في مدينة نيويورك. وعندما كانت لا تزال طالبة مبتدئة في الكلية، تعرفت على ليونارد لودر، ابن السيدة إستي والسيد جوزيف لودر، وكانا مالكي شركة تجميل قليلة الانتشار لا تزال في بدايتها. وبعد فترة قصيرة من زواجها بليونارد الذي يشغل الآن منصب الرئيس الفخري لمجموعة شركات إستي لودر، تم إقناعها بالانضمام إلى عمل العائلة من قبل والدة زوجها. وكانت خلفيتها التعليمية مع مدارس نيويورك الجديدة بمثابة نقطة انطلاق لإحدى أول وظائفها في الشركة وهي تأسيس برامج التدريب الأولية. وعملت على تعزيز مجموعة إستي لودر من خلال إضافة العديد من الألوان والمنتجات العلاجية التي ناسبت مجموعة أكبر من أنواع البشرة والجلد.
 
ومن ثم امتدت جهودها إلى مكافحة مرض سرطان الثدي، وفي عام 1989، وبصفتها عضو في مجلس إدارة "مركز السرطان سلون كيترينج التذكاري"، اقترحت مبادرة تمويل تم بموجبها جمع ما يزيد على 18 مليون دولار أميركي لتأسيس "مركز سرطان إيفيلين ه. لودر" في "مركز السرطان سلون كيترينج التذكاري" في مدينة نيويورك وهو أول مركز تشخيصي خاص بالثدي تم افتتاحه في عام 1992، وأصبح في ما بعد أنموذجاً لمؤسسات مشابهة من حول العالم. أما النموذج الجديد والأكبر من ذلك المركز فقد تم افتتاحه في سبتمبر من عام 2009 بحدود ثلاثة أضعاف حجم المركز الأول، وهو يوفر أحدث سبل الوقاية من سرطان الثدي وتشخيصه وخدمات العلاج للمرضى، كما يمثل نموذجاً عالمياً لتقديم خدمات دعم تنسيقية تحت سقف واحد لمرض واحد، وهو مفهوم تم تقليده فيما بعد في مؤسسات أخرى خاصة بمعالجة أمراض أخرى.
 
في عام 1993 وجهت السيدة لودر اهتمامها إلى دعم أهم الأبحاث الطبية والعلمية، وأسست "مؤسسة أبحاث سرطان الثدي" BCRF لسد النقص الحاصل في تمويل البحوث المتعددة والمنسّقة، وخاصة البحوث الإكلينيكية الخاصة بمرض سرطان الثدي. وهذه المؤسسة مستقلة وغير ربحية وتوفر الدعم لـ173 عالماً في مراكز طبية رائدة من حول العالم. ودعمت الأموال التي وفّرتها هذه المؤسسة الدراسات المختبرية التي نتج عنها تطوير علاجات طبية جديدة وناجحة لسرطان الثدي مثل عقار هيرسيبتين وأفاستين، والاكتشاف الذي يقول بأن المستويات المنخفضة لفيتامين "دي" قد تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، فضلاً عن الدراسة الغذائية المعروفة باسم WINS (دراسة غذاء المرأة التداخلي)، التي بيّنت بأن إتباع حمية منخفضة الدهون بإمكانه منع سرطان الثدي من التطور أو إعادة التشكّل.
 
ومولت المؤسسة أيضاً دراسات مختبرية مهمة كان لها أثر كبير في الحد من سرطان الثدي، مثل اكتشاف جينات جديدة قد تحمي من ظهور السرطان وأخرى قد تزيد من فرص ظهوره لدى النساء، بالإضافة إلى اكتشاف كيفية نشوء وتطور خلايا سرطان الثدي (سرطان "الخلايا الجذعية")، وكيف "تتغذّى" الأورام وتنتشر. ونمت تلك المؤسسة تحت إدارتها لتصبح أكبر مؤسسة وطنية مكرسة حصرياً لدعم الأبحاث الكبيرة المتعلقة بأسباب وعلاجات وسبل الوقاية من سرطان الثدي.
 
فيما يلي مقتطفات من أهم ما قالته وكتبته لمجلتنا "هي" في السنوات الماضية قبل رحيلها، حيث انفردت مجلتنا بالكثير من اللقاءات معها وبمقالات كتبتها لنا خصيصا:
 
نساء العالم بحاجة إلى صوت يعبر عنهن، ولا يزال هناك الكثير لعمله من أجل زيادة الوعي بهذا المرض. وأهم شيء هو الكشف المبكر عن المرض فهذا كفيل بإنقاذ الحياة في الوقت الذي نقترب فيه من إيجاد علاج ناجح لهذا المرض.
 
لقد ألهمنا الكثير من الناس لمواصلة كفاحنا ضد هذا المرض، وهنا أنا أتذكر مقولة قديمة أؤمن بها تماماً: "إذا أنقذت حياة شخص واحد، تكون بهذا أنقذت عالماً كاملاً".
 
لا يزال سرطان الثدي السرطان الأكثر شيوعاً في النساء، إلا أن الخبر الجيد هو أن معدل الوفيات الناتجة عن هذا المرض في تناقص. ويرجع الكثيرون السبب في ذلك إلى الكشف المبكر واستخدام علاجات أكثر فاعلية. 
 
أنا أؤمن بشكلٍ كامل بأن كل شريط زهري تم ارتداؤه أو أي دولار تم دفعه لدعم حمل مكافحة سرطان الثدي يقربنا خطوة في مسيرتنا نحو مكافحة ومنع هذا المرض والقضاء عليه.
 
المعرفة قوة لذا فالغرض من حملة الوعي بسرطان الثدي التي أقامتها شركات إستي لودر هو تقليل الخوف الكامن في عقول النساء من الخوف من فحص الثدي وزيادة إدراكهن حول أهمية العناية بصحة الصدر والفحص المستمر والكشف المبكر عن أي أعراض للمرض. 
 
كلّما كانت المرأة تعرف جسمها أكثر، كلما زادت معرفتها عن صحّتها وأصبحت أكثر فهماً وسيطرة على جوانب صحتها وأقل خوفاً كذلك. ومن الطبيعي أنه إذا قل الخوف، أصبحت المرأة أكثر مرونة مع أي تشخيص لحالتها الصحية حيث تشعر بأنها أكثر سيطرة.
 
لا تخافي من سرطان الثدي، ولا تخافي من القيام بفحص الثدي الذاتي أو القيام به في المستشفى أو العيادة كجزء من الزيارات الاعتيادية للطبيب. ولا تخافي كذلك من إجراء فحوصات الماموغرام بشكلٍ دوري إذا تجاوزت الأربعين من العمر. 
 
لا تخافي أو تؤجلي الذهاب إلى الطبيب إذا اكتشفت وجود كتلة في صدرك أو أي شيء تشكّين به.