حقائق مفيدة عن الكحل العربي

إعداد: نبال الجندي عندما نذكر الكحل العربي، تتبادر فوراً الى ذهننا العيون السوداء الكبيرة، صحراء البادية وأداة تجميل نحاسية تدعى "المكحلة" وهي حاوية الكحل التي صاحبت الانسان منذ عصور بعيدة. ولكن اذا اكتشفنا فوائد الكحل العربي، فلا بد ان نستجلبه من الذاكرة ومن اسواق العطارة الى بيوتنا. فلنتعرّف على مصدر الكل العربي، استعماله، فوائده وما اذا كان هناك اعراض جانبية ناجمة عن استخدامه. الكحل العربي أو "الاثمد" هو نوع من الاكحل الاصيل الذي يتم استخراجه من حجر الاثمد الموجود في اصفهان والمغرب والشام. وله فوائد عظيمة كما ورد في الحديث الشريف عن الرسول (صلعم): "إنّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الاِثْمِدَ إنّهُ يَجُلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشّعَرَ". وقال شيخ الاطباء ابن سينا عن الإثمد أنه يحفظ صحة العين ويذهب وسخ قروحها. وقال العلامة البغدادي: "الإثمد ينبت الهدب ويحسن العيون ويحببها إلى القلوب ولا يوافق الرمد الحارّ". وقال الكحال ابن طرخان: "هو أجود أكحال العين لا سيما للمشايخ والذين ضعفت أبصارهم إذا جعل فيه شيء من المسك". و قد كان يستعمله أسلاف العرب رجالاً ونساءً كما تبين أنه كان يستعمل منذ آلاف السنين في حضارات مندثرة، كما كان يدخل في معظم وصفات العيون الفرعونية. وفي الطب الحديث، تم التأكيد على فائدة تكحيل العين بالاثمد. ومن تلك الفوائد: 1-تأثيره القاتل للجراثيم: حيث ثبتت قدرته على قتل زمر جرثومية متعددة وبعض الطفيليات، وتستعمل مركباته حقناً في معالجة اللشمانيا. فهو يساعد على المحافظة على سلامة العين وجلائها وقتل الجراثيم الممرضة التي تتعرّض لها العين بشكل مستمر ما يخفف من حدوث الاحتقانات المرضية ويبقى البصر جيداً. 2-إنبات الرموش: إذ توجد في الاثمد خصائص دوائية تؤثر على البشرة والأدمة فتنبه وتنشط بصلة الشعر ما يكون عاملاً في نموها وثباتها، وإن هذا التأثير ثابت عملياً، فقد أصبحت بعض مركبات الانتموان تستخدم في معالجة بعض السعفات الجلدية وكذلك معالجة بعض حالات الصلع. و إن إنبات رموش العين يفيد من ناحية صحية وهو إبعاد الغبار والأوساخ عن العين. 3-للكحل العربي ناحية جمالية لا يستهان بها إذ يعطي العين سحراً مميزاً وجمالاً خاصاً. ومع هذه الفوائد تأتي تحذيرات تتعلق بوجود مركبات أخرى شائعة تستخدم لتكحيل العين غير كحل الاثمد. مثل الهباب الناتج عن حرق الفحم أو الزيت وغيرها ولكن الاثمد هو الوحيد الذي لم تثبت التجارب أي آثار جانبية له أو ضارة سواء على العين أو على الجسم. و الجدير بالذكر أن الاثمد الأصلي رمادي اللون وتختلف درجات دكانته. أما الكحل الأسود فهو مصبوغ إذ لا تصل دكانة الاثمد وغماقيته للسواد الداكن. كما تدخل مادة الرصاص السامة في بعض انواع الكحل الرائجة والموجودة بكثرة تحت اسماء تجارية عالمية. كما يدعي بعض التجار أن الكحل الذي يباع وبالأخص في اسواق دول الخليج وتحت اسماء عربية هو الأفضل، ولكنه لا يخلو من مادة الرصاص السامة التي تساعد على تثبيت الكحل واعطائه اللون الداكن. وبالأخص بعض انواع الكحل الهندية والتي تباع عند العطارين التي تتراوح نسبة الرصاص فيها من 85% الى 100% في كل غرام من الكحل.