الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟

الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟

لوسيانا كاراميا
26 سبتمبر 2023

هل نؤذي بشرتنا إذا أكثرنا من غسل وجهنا؟ هو من أكثر الأسئلة الجمالية المطروحة على محرك البحث "غوغل" وأيضاً على منصة "ريديت" الرقمية الواسعة الشعبية. لا شك في أن غسل وجهك يجب أن يكون جزءاً من روتين النظافة الشخصية الخاص بك؛ أما عدد المرات التي تحتاج فيها بشرتك إلى تنظيف في اليوم الواحد، وما إذا كان عليك استخدام الصابون أم لا، من الأمور التي تعتمد على سلسلة من العوامل: نوع البشرة، والسن، والأمراض الجلدية في حال وجودها.

الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟

 

كم من مرة عليكِ غسل وجهك في اليوم؟

هناك من لا يغسلون وجوههم أبداً، وفي الجهة المقابلة من يغسلونها عدة مرات في اليوم. كما نجد بعض الأشخاص يستخدمون الصابون وآخرين يستعملون مناديل التنظيف فقط. فما هي العادة الأصح، وقبل كل شيء، كم من مرة عليكِ غسل وجهك في اليوم؟

الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟

أولا، من الجيد التمييز بين التنظيف والشطف، إذ أننا عندما نتحدث عن تنظيف الوجه، نشير إلى استخدام منتج منظّف إضافة إلى الماء، أي إلى استعمال منتج يساعد في إزالة الزيوت والأوساخ التي تتراكم على البشرة أثناء النهار وليس إلى مجرّد شطف بسيط. ومع ذلك، إن غسل وجهك لا يعني بالضرورة استخدام منتجات التنظيف في كل مرة، فبعض أنواع البشرة لا تتطلب ذلك، لا بل يمكن أن تضرّها هذه العادة.

لنبدأ من الحالة المعاكسة: ماذا سيحدث إن توقفنا عن غسل وجوهنا؟

عندما تمتنعين تماماً عن غسل وجهك، تتراكم الشوائب والملوثات، مما قد يؤدي إلى ظهور حب الشباب والبثور وحدوث تهيج في البشرة. علاوة على ذلك، إن البشرة المتسخة تمنع نفاذ المكونات النشطة للكريمات التي تطبقينها، ويترتب على ذلك خسارة أموالك التي استثمرتها في شراء هذه المستحضرات دون الحصول على نتائج في الكثير من الأحيان. ذلك كله إلى جانب منع بشرتك من التنفس وتسريع شيخوختها في حال لم تغسليها أبداً. لكن يجب أن تعلمي أيضاً أن الجلد يتقشر بشكل طبيعي على المدى الطويل، كل 21 يوماً تقريباً. أي أنها لن تكون حالة دراماتيكية، لكن  لن يتطلب منك الكثير أن تعتني ببشرتك مع روتين فعّال ودقيق.

الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟

بغض النظر عن نوع البشرة، يشرح الخبراء ويتفقون على أنه يجب عليك تنظيف وجهك مرة واحدة على الأقل يومياً. ومن الضروري بشكل خاص غسل الوجه في المساء، من أجل إزالة أي بقايا للمكياج والتلوث والزيوت التي تتراكم على البشرة خلال النهار. لكن عدد مرات الغسل يعتمد على نوع بشرتك، وما من قاعدة عامّة تنطبق على الجميع. فعلى سبيل المثال، إن كنت تعانين من حب الشباب، يوصى بغسل الوجه مرّتين في اليوم؛ بينما إن كنت من ذوات البشرة المختلطة، فستكون مرة واحدة على الأرجح كافية. الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين يعانون من جفاف الجلد أو من كانوا في سن متقدمة، ففي الواقع، يخف احتياج البشرة إلى الغسل مرتين يومياً مع التقدم في السن، لأنها تتوقف عن إنتاج الزيوت الطبيعية المرطبة التي تمنحك مظهراً شبابياً. لذلك يجب عليك الحفاظ على حاجز البشرة. من المهم عدم المبالغة في التنظيف، لأن الغسل المتكرر قد يكون ضاراً. لكن ما هو السبب؟ تزيل منظفات الوجه الطبقة العليا من الجلد وبعض الزيوت الطبيعية التي ينتجها جسمك، مما يجعل بشرتك أكثر عرضة للخطر، وأكثر جفافاً وعطشاً.

من لا تضع الكثير من المكياج والمستحضرات الأخرى، لا تحتاج بالضرورة إلى غسل وجهها بصرامة، ويمكنها حتى أن تشطفه بالقليل من الماء.  غير أن الأمر يختلف في حال كنت تستخدمين كريماً ذا واقٍ شمسي كل يوم أو إذا كنت تعيشين في مدينة شديدة التلوّث. ففي الواقع، لقد ثبت الآن أن التلوث يترسب على البشرة، مما يسرع عملية الأكسدة وبالتالي الشيخوخة.

الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟

كيف نعرف أننا نغسل وجهنا أكثر من اللازم؟

قد يكون الشعور بجفاف البشرة وانخفاض مرونة الجلد من علامات التكرار المفرط لتنظيف الوجه. في هذه الحالات، يكون الحل الأفضل هو تبديل استخدام منظف البشرة بالشطف البسيط بالماء الدافئ إلى أن يهدأ تهيج البشرة. كما قد يكون السبب الآخر للتهيج المتكرر هو استخدام المنتجات غير المناسبة لبشرتك، مثل الصابون الكلاسيكي المصمم لغسل اليدين. فبالإضافة إلى كونه عدوانياً على البشرة، إن درجة حموضته قاعدية وتختلف تماماً عن درجة الحموضة في بشرة الوجه؛ ولهذا السبب إن غسل الوجه بصابون اليدين أمر ضار.

الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟

ما هو المنتج الأفضل لتنظيف الوجه؟

يجب عليك دوماً الرجوع إلى نوع بشرتك والاختيار بناءً عليه: من الزيت إلى الحليب المنظف، ومن الزبدة إلى عنصر الرغوة، إن كل المنتجات ممكنة بناءً على نوع بشرتك وخصائصها. ومع ذلك، هناك قاعدة واحدة يجب الالتزام بها، وهي تجنب غسل وجهك بصابون اليدين وقبل كل شيء تجنب مناديل التنظيف. قد تبدو هذه المناديل حلاً عملياً عند السفر، لكن بالإضافة إلى أنها تضر البيئة، إنها عدوانية على البشرة، ولا سيما في ما يتعلق بمنطقة العين حيث يكون الجلد أرق.

صحيح أن مناديل التنظيف منتجات مريحة للغاية، غير أنها لا يمكن أن تحل محل غسل الوجه. فمن الناحية النظرية، تم تصميمها لإزالة الأوساخ، أي المكياج، ولكن بعد ذلك ستظلين بحاجة إلى شطف البشرة بالماء. لماذا؟ لأن المناديل تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تعزز ردود الفعل التحسسية مع مرور الوقت إذا تُركت على بشرتك يوميا.

الإفراط في غسل الوجه... هل هو ضارّ؟