من YouTube إلى الأمم المتحدة: كيف أصبحتُ سفيرة التغيير للمساواة بين الجنسين

مقال بقلم هيلا غزال

 

 

خلال الأسبوع الماضي، دخل موقع YouTube في شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للمساهمة في مكافحة التمييز بين الجنسين على مستوى العالم. وقد اختار موقع مشاركة الفيديو العالمي YouTube فريقاً صغيراً يضم عدداً من منشئات المحتوى اللواتي يمكنهن التكلم بالنيابة عن جيل كامل من الشابات حول العالم.

وتنتشر "سفيرات التغيير" هؤلاء حول العالم ولديهن ملايين المتابعين، وهن يعتبرن من الشخصيات المعروفة ضمن بلـدانهن. وخلافاً لبقية المشاهير، تعتبر هـؤلاء الشابات نسـاء عاديات من واقع الحيـاة ويمكن التواصل معهن بسهولة، وأنا أعلم ذلك جيـداً لأنني كنت محظوظة بأن أكون إحداهن.  

لقد سررت كثيراً بالعرض الذي تلقيته للمشاركة في الدعوة للمساواة بين الجنسين ضمن إطار الأهداف الإنمائية المستدامة للأمم المتحدة. ويتمثل هدفنا ببساطة في حفز الجهود الرامية إلى تمكين النساء حول العالم، وتحقيق تكافؤ الفرص بين النساء والرجال.

ولاقت مبادرتنا استجابة واسعة، حيث تسهم شراكة الأمم المتحدة مع مثل هذه المؤسسات في ترجيح كفة المساواة بين الجنسين باعتبارها من أبرز المواضيع المطروحة للنقـاش بين قادة العالم اليوم.

أما الجانب الذي ينبغي تسليط الضوء عليه بشكل أكبر، فهو مدى تأثير المنصات الإلكترونية مثل YouTube في هذه المسيرة. وتشكل قصة نجاحي - إضافة للكثير من قصص النجاح المماثلة - مثالاً ساطعاً حول الآفاق الواسعة لقنوات التواصل الاجتماعي، والتي يمكنها إلهام الناس ليصبحوا من الشخصيات المؤثرة بعدما كانوا يجهلون كيفية تحقيق ذلك.

 

بوابة للوصول إلى القدرات الكاملة

عندما كنت أصغـر سناً وأحاول العثور على هدفي في الحياة، كنت خجـولة بعض الشيء. وقد أدركت مذ كنت في الخامسة عشرة من عمري أنه ينبغي عليّ توسيع أفقي حتى أستطيع أن أطور شخصيتي. ولذلك عملت بدوام جزئي في العديد من المجالات بدءاً من الإعلانات التلفزيونية ووصولاً إلى تقديم الفعاليات الحية.

وبمرور الوقت، بات من الواضح بالنسبة لي أني أميل للعمل في المجال الإعلامي وإنشاء المحتوى. وعندما أتممت الثامنة عشرة من عمري، أطلقت قناتي الخاصة على YouTube، وبدأت بإنشاء ومشاركة المحتوى بناءً على الأشياء التي أحببتها أو وجدتها ملهمة أو حتى مضحكة. كما شاركت جميع الأمور التي تحرك مشاعري، بالإضافة إلى تلك التي رأيت بأنها تستحق أن أقدمها إلى العالم.

وكانت الاستجابة للمحتوى الذي نشرته مذهلةً بكل معنى الكلمة؛ حيث تابع الناس من جميع أنحاء العالم ما كنت أقوله، مما شجعني على بذل جهد أكبر في العروض التي أقدمها، كما ساعدني على اكتشاف روح ريادة الأعمال التي امتلكها ليس فقط على شبكة الإنترنت وإنما خارجها أيضاً؛ حيث قادني نجاح قناتي الخاصة على YouTube إلى افتتاح متجرين للأزياء بدبي. وفي الواقع، أعتقد بأني ما كنت لأنجز نصف ما حققته اليوم لو لم تتح لي فرصة التواصل مع ذلك الجمهور المتنوع والملهم.

ويؤكد ذلك مدى التأثير الذي تنطوي عليه منصات مثل YouTube، وخاصة بالنسبة لهدف كبير يتجاوز قدراتنا أنا وزميلاتي مثل تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث يشكل ذلك بحد ذاته تحولاً ضخماً يصعب تحقيقه دون إتاحة فرص الوصول على أوسع نطاق ممكن، ومنح الأشخاص المهمشين القدرة على التعبير. ويمكن للنساء والفتيات حول العالم الوصول إلى كامل قدراتهن عبر استخـدام المنصة المناسبة للتعبير عن آرائهن، ومشاركة أفكــارهن، واستثمار تأثيـرهن على أكمل وجه.

ولا يتعلق الأمر فقط بقدرة النساء على التعبير عن أنفسهن فحسب، وإنما يشمل أيضاً إتاحة الفرصة أمامهن ليصبحن رائدات أعمال وصاحبات شركات قادرات على توفير قيمة حقيقية في الأسواق التي يعملن بها. لقد بدأت في سن صغيرة، ولكن خلال بضعة أعوام فقط استطعت إنشاء عملي الخاص وتنميته.

من الرائع جداً أن تدرك المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة بأن YouTube يحتضن مجتمعاً قوياً من الشخصيات النسائية الرائدة من خلفيات مختلفة. ولا شك أن قصص النجاح لكل من إنغريد نيلسون، وجاكي آينا، ويويا، وتاتي فيريرا، ولويز بنتلاند، وتشيكا يوشيدا؛ بالإضافة إلى قصتي الشخصية، ستسهم بمجموعها في تقديم أصوات مجتمعية جديدة تسلط الضوء على موضوع المساواة بين الجنسين.

ويستحضرني في ذلك قول الكاتب الفرنسي أنطوان دي سانت-أكزوبيري: "إن هدفاً بلا خطة لا يعدو كونه مجرد أمنية".

بقلم هيلا غزال، إحدى أشهر مستخدمات موقع YouTube في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتجاوز عدد متابعي قناة غزال  700  ألف مشترك مع تسجيل أكثر من 89 مليون مشاهدة حتى الآن.