جدة مدينة الفن والذوق الرفيع

جدة – إسراء عماد تعد مدينة جدة "عروس البحر الأحمر" من أبرز مدن المملكة العربية السعودية وعاصمتها الإقتصادية والسياحية، ليس فقط لموقعها الذي يتوسط الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وكونها ثاني أكبر مدن المملكة بعد العاصمة، بل لأنها مدينة الفن والذوق الرفيع، ولإهتمام أهلها بكافة الثقافات والفنون التي انعكست بشكل كبير على ميادينها مكونة صورة جمالية من الأعمال الفنية. ولعل من أبرز معالم جدة الفنية هي ميادينها التي تقع في شوارعها الرئيسية مثل ميدان الدراجة الشهير وهو عبارة عن مجسم لدراجة كبيرة تتوسطه، وميدان الطائرة الذي يحتوي أقدم طائرة دخلت الخدمة في السعودية وهي أول طائرة أهديت للملك عبد العزيز من طراز داكوتا، كذلك ميدان الفلك، وميدان الكرة الأرضية، وميدان الهندسة ودوار الجمل وغيرها الكثير من الميادين التي تعد من أبرز معالم المدينة. وربما يرجع كثرة عدد ميادين مدينة جدة لإعتماد شوارعها على حركة الميادين الدائرية في المرور على غرار ما تشهده حركة المرور الأوروبية المعتمدة على الميادين بمجسماتها العالمية الشهيرة مثل ميدان بيكاديللي في لندن، وميدان الكونكورد في باريس وغيرها من الميادين الشهيرة في الدول الأوروبية والتي تعد من أبرز معالمها السياحية. يتوقف زوار مدينة جدة أمام تلك الميادين أو "الدوارات" كما يطلق عليها أهالي المدينة، متسائلين عن سبب تسميتها بهذه الأسماء، ووضع هذه المجسمات الغريبة عليها، لتأتي الإجابة على هذا السؤال مفتوحة، حيث يُتْرَك كل شخص يفلسف هذه الأعمال الفنية على طريقته. ولا يقتصر دور هذه الميادين على كونها مجسمات فنية تُجَمِّل المدينة وتسهل حركة السير فحسب، بل هي أيضاٍ معالم مميزة تُسَهِّل على السكان والزوار الوصول للأماكن المختلفة في مدينة جدة، حيث تعد وسيلة لارشاد الناس الى عناوين المنازل والمواقع المختلفة في مدينة جدة من مراكز ومطاعم ومنتزهات. يذكر أن مدينة جدة تضم اكثر من 522 معلما ومجسما فنيا، وهو ما يميزها عن بقية المدن، إلا أنه حدثت في الآونة الأخيرة بعض التغييرات لمعالمها وذلك نتيجة للتغيرات السكانية التي حلَّت على المدينة، فتمت إزالة الساعة من تقاطع طريق المدينة مع طريق الملك عبد الله منذ عامين، ونقل مجسم الطائرة من شارع الأمير ماجد إلى حديقة الأمير ماجد، وغيرها من التغييرات التي شهدتها وستشهدها المدينة على مدار السنوات القادمة.