تصاميمي تتميز بالبساطة الراقية وهي فن لا يتقنه الكثيرون

 

 

تقول ريم: نشأت في مدينة الرياض، ولي أخت واحدة وثلاثة إخوة، تخرجت في قسم الترجمة بجامعة الملك سعود، لكن لم يكن هذا التخصص كل طموحي، فدراست تصميم الأزياء، وتخرجت في العام 2009، وأسست ماركة "آر كي ديزاينز" Rk designs كخط أزياء خاص بي. فقد كان عمري ست سنوات حينما بدأ عشقي لهذا المجال، أذكر عندما بدأت أصنع فساتين صغيرة من الأكياس والأكواب البلاستيكية، وكنت أتصفح مجلات الموضة الخاصة بوالدتي بكل حماس، وأتخيل كيف سيكون فستان زفافي وزفاف أختي وصديقاتي، وكنت أرفض أن ألبس الأطقم التي تحضرها أمي، فلا بد من تغيير البلوزة أو البنطلون، لتناسب ذوقي، ولا أنسى المعارك التي كانت تحدث بسبب ذلك. ولكن عندما كبرت بدأت بالتصميم لنفسي، وكنت أسأل دوماً عن الماركة التي أرتديها، وجدت أن الكثير ممن حولي يعجبون بالطريقة التي أختار فيها ثيابي، فتشجعت بعدها لأصمم بعض القطع التي تراود خيالي، وبالفعل صممتها، ولاقت استحسانا كبيراً، ومن بعدها قررت احتراف تصميم الأزياء، وأدركت أنه لا بد من صقل موهبتي بالدراسة، فسجلت في أحد المعاهد الراقية والمختصة بتصميم الأزياء في الرياض، وهو تابع لمعهد خاص بتصميم الأزياء بأستراليا، ومن هنا بدأت الرحلة.

من أين تستوحين تصاميمك، وما الذي يميزها؟

أستوحيها من كل ما هو جميل ومميز ومؤثر، ولكن يستهويني المعمار الإسلامي، وقدماء المسلمين والعلماء، كما تستهويني البيئة التراثية السعودية بشغف، وأحرص دوماً على الاهتمام بكل ما يخص الموضة والفن، وكل ما هو جديد ومميز من أفلام ومجلات، وكتب، ومعارض، وشخصيات فنية وعالمية، وكل ما من شأنه أن يلهمني للمجموعة القادمة.

وأكثر ما يميز تصاميمي البساطة الراقية، وهي فن لا يتقنه الكثيرون، حتى الأقمشة المطبوعة أحرص على تصميمها بنفسي.
وأحب دائماً أن أقدم كل ما هو مختلف وجديد.. البساطة والأناقة الراقية هما دائماً طابعي، سواء في قطع السهرة أو الملابس اليومية العملية. وأميل إلى اختيار الألوان الجديدة والغريبة وغير التقليدية، وبالطبع أعشق الأسود سيد الألوان، والأبيض الذي هو لون الفرح والصفاء.

كم يستغرق منك تصميم معين؟
عادة في بداية أي تصميم أقوم برسم الاسكتشات، واختيارعينات الأقمشة، ومن ثم تبدأ عملية تنفيذ البترونات والسامبل لكل تصميم، وحسب الشكل المطلوب يتم التنفيذ. وتوجد أزيائي في محلات مميزة في الرياض وجدة، وأسعاري عالية، لأني أؤمن بالجودة لا الكثرة.

كيف تصفين مهنة تصميم الأزياء، وما أبرز ما واجهت من مصاعب ومعوقات؟ 

مهنة تصميم الأزياء ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض، فتصميم الأزياء كالهندسة يتطلب دقة كبيرة ووقتاً لإنجاز القطعة. أنا أؤمن بأنه لكي تبدع في مجال ما، يجب أن تكون ملماً بأدواتك جيداً.
أما الصعوبات، التي واجهتني، فهي عدم توافر النوعية الجيدة من أبسط الأشياء، فأغلب الأدوات التي أحتاج إليها في تصميم أو تنفيذ القطع آتي بها من مصادرها خارج المملكة، فضلاً عن صعوبة الحصول على الأيدي العاملة.

ما مدى الإقبال على تصاميم وأزياء المصممات السعوديات بالسعودية، وهل مازالت لدى الكثير من السيدات عقدة الأجنبي؟

المرأة السعودية من أكثر النساء اهتماماً بالموضة، فهي تركز متابعتها على المصممين الأوروبيين واللبنانيين، وهو ما يضيق الفرصة على المصممين السعوديين، الذين يسعون دائماً إلى تقديم كل ما هو جديد، ولا تنقصهم أبداً المهارة أو الموهبة. فأنا بدوري أدعوها إلى التجديد وإعطاء المصممين والمصممات السعوديات الفرصة، لأنه من المهم النهوض من بلدي وبتشجيع من أبناء بلدي قبل البدء من الخارج، ورغم أنني وجدت الدعم الخارجي، لكن لدي إصرار على البدء من بلدي ثم إلى العالمية

من ساعدك وساندك في تحقيق هدفك في مجال تصميم الأزياء؟ ومن كان له التأثير الأكثر فيك؟

يكفي الدعم المتواصل من أهلي وزوجي وأصدقائي والإعلام السعودي، وأيضاً لا أنسى الدعم الكبير الذي وجدته من سيدتين سعوديتين لديهما معرض للملابس والأحذية والإكسسوارات يعتبر من أهم الدور العالمية هنا في السعودية، حيث تبنيتا عرض ماركتي الخاصة "آر كي ديزاينز" لديهما، ليس ذلك وحسب، بل تعاملتا مع قطعي المعروضة لديهما مثلها مثل أي أزياء عالمية، فأكن لهما هذا الفضل، حيث كان لهما الدور الكبير في انتشاري.
باعتبارك تحملين عشقاً عميقاً للأزياء والتصاميم، ويظهر هذا في تصاميمك التي تتميز بالأقمشة المطبوعة التي تصممينها بنفسك، وكذلك في قصات أزيائك الغريبة نوعاً ما. فهل نستطيع أن نقول إنك تنقلين فكرا ورسائل عبر أزيائك لتترجم إلى أرض الواقع؟.

أحب دائماً ما هو مميز ومختلف، وإن كان بسيطاً، فأجمل شيء في نظري هو السهل الممتنع، لا أحب أن أتقيد بموضة معينة أحب أن أبتكر موضة جديدة منبعها حضارتنا الغنية.

علما أنني أزور كل صيف إسبانيا، البلد التي أعشقها كثيراً، وعندما أدخل قصر الحمرا تدمع عيناي، وتشدني تلك الحضارة، وأنا أقتبس أزيائي من ذلك الزمن الجميل، ذلك الزمن عندما كنا عظماء في كل شيء، أحببت أن أنقله عبر أزيائي وتصميماتي، كي يبقى في ذاكرتنا ولا ننساه أبداً.

حدثينا عن عروضك؟

أقمت مؤخراً عرضاً للأزياء في أسبوع البحرين للموضة، وعرضت مجموعة ربيع وصيف 2011 وتميزت بالطابع الشرقي نوعاً ما، ويعتبر هذا الأسبوع العرض الأول في أسابيع الموضة العالمية، كما أقمت عرضاً سابقاًً في شهر رمضان المبارك، حملت من خلاله رسالة إحياء العصر الذهبي لدى المسلمين

من هو مصممك المفضل، وهل تأثرت بأحد المصممين في عالم الأزياء؟

لم أتأثر بأي من المصممين، ولكن احب تصاميم: ألكساندر ماكوين، وصونيا ريكيال، وغاليانو، وفيكتور آند رولف، وذلك لجرأتهم وعروضهم الممتعة والمميزة.

ما طموحك، وهل تسعين إلى الوصول للعالمية؟ 

لا منتهى للطموح لدي، فقريباً، إن شاء الله، سيتم افتتاح صالة عرض "آر كي ديزاينز" بمدينة الرياض، وسترتدي نجمة بريطانية معروفة من تصاميمي في حفل توزيع جوائز الموسيقى في لندن music award ومن المؤكد أنني أسعى إلى الوصول للعالمية.

بدءا من العدد القادم ستطل عليكم المصممة السعودية ريم الكنهل، باعتبارها من ضمن استشاريين "هي" ويمكنكم إرسال أسئلتكم إليها على البريد الإلكتروني: [email protected] 

كما يمكنكم زيارة موقعها: www.rk-designs.com