فيديو : رمضان في السودان.. بساطة مطلقة وتكافل حقيقي

السودان بلد الطيبة والبساطة، لشهر رمضان هناك معنى اخر وروحانيات كبيرة، وكما في كثير من البلدان للسودانيين عادات وتقاليد خاصة في رمضان، بعضها بدأ يندثر بفعل التطور التكنولوجي وبعضها الاخر لازال موجودا حتى الان، ولا نبالغ حين نقول ان صيام رمضان في السودان هو طريقة عملية للتكافل الاجتماعي باسمى صوره ومعانيه، حيث تختفي في ساعة الافطار كلمة غني وفقير من قاموس شوارع السودان وساحته.

المسحراتي في السودان عادة اصيلة


مثله مثل باقي المدن الكبيرة في الوطن العربي، يعتبر المسحراتي احد الطقوس الشهيرة في شهر رمضان على ‏ ‏الرغم من تعدد السهرات والتقاء الافطار بالسحور مع وجود كم كبير من القنوات الفضائية ‏والاجهزة الالكترونية، الا ان المسحراتي يضفي لونا خاصا على الاجواء الرمضانية بالسودان خصوصا لدى الاطفال االصغار.

سحور السودانيين بـ الحلومر


في السحور يتناول السودانيون المشروبات والاطعمة التقليدية ‏الخاصة بهم مثل "الحلومر" وهي عادة تقوم باعدادها ‏النساء مجتمعات بالتبادل كل يومين او ثلاثة عند واحدة منهن، حيث يتكون من طحين الذرة يطحن ثم يخلط مع‏ ‏انواع كثيرة ومختلفة من التوابل ويتم عجنه وخلطه وصنع منه رقائق تخلط مع السكر ليستخلص منها منقوع خاص، كما هناك أيضا رقائق دقيق الذرة البيضاء التي تطهى على  ‏النار ويصنع منها مشروب أخر.

امسيات رمضانية سودانية


حقيقة أن الكثير من تقاليد رمضان القديمة والراسخة في‏ ‏تراث الشعب السوداني اختفت نتيجة للتطور الهائل في عموم المجتمعات، إلا ان الامسيات الرمضانية لا زالت تزدهر بالحركة في ‏‏المقاهي، وهي امسيات موجودة في كل مدن ومناطق السودان، وبدأت أخيرا تزحف الى المدن الكبيرة موضة الخيام الرمضانية.

في السودان يترقب الناس قدوم رمضان بفارغ الصبر ويدخرون له ما طاب من محاصيل وبقوليات وتمور، ومنذ بداية شهر شعبان في كل عام يقوم السودانيون بشراء التوابل والتجهيزات، كما وتحتوي المائدة السودانية على بعض الاكلات والحلويات والعصيدة والسلطات، وأنواع عديدة من المشروبات والعصائر وسلطة الروب والشوربة.

الافطار الجماعي ميزة سودانية بامتياز


وما يميز اهل السودان حبهم الشديد للافطار بشكل جماعي في المساجد وفي الساحات التي تتوسط الاحياء وعلى الطرقات تحسبا لوجود مارة او عزاب او اغراب، وقبل الغروب يتجمع الناس في جماعات على شكل حلقات للفوز باكبر عدد من المارة ودعوتهم لتناول الإفطار معهم، وانتشر موخرا على مواقع التواصل مقطع فيديو لمجموعة من السودانيين وهم يقفون على الطريق بشكل جماعات لدعوات المارين واصحاب السيارات على الطريق للنزول وتناول الافطار والمقطع قديم لكن تمت اعادة تدواله مع اقتراب ودخول الشهر الكريم، يعد الافطار يحين موعد القهوة ثم صلاة التراويح، ويشكل تناول الافطار عادة اجتماعية اصيلة فيها الكثير من قيم التعاون، حيث يحضر كل شخص طعاما من منزله، وتختلط الاواني ولا يمكن أن تعرف من جلب هذا أو ذاك، ويأكل الفقير والغني من الطعام ذاته، وتعد موائد رمضان في السودان سانحة للتعارف بين الناس، حيث تمتد جلسات الانس التى يسميها السودانيون "الونسة" إلى أذان العشاء وصلاة التراويح.

لا للاعراس في رمضان


ايضا من العادات المتعارف عليها في عموما السودان، انعدام أي مناسبة اجتماعية في شهر رمضان كالاعراس وغيرها، فهم يبجلون الشهر الكريم بالطاعات والعبادات.