معالم سياحية شهيرة ارتبطت بالاساطير 

في كثير من الاحيان تكون الحقائق اكثر اثارة للدهشة والاهتمام من الخيال، ولكن هذا لا يمكنه أن يقلل من روعة وجمال الخيال والاساطير والتي ستظل دائم مثار انبهار الكثيرين، خاصة إذا كانت هذه الاسطورة أو القصة الخيالية ترتبط بأحد المعالم المميزة في العالم، تعالوا معنا لنتعرف على مجموعة من اشهر المعالم السياحية في العالم والتي نسجت حولها الاساطير القديمة على مر العصور:

أبو الهول:
أبو الهول هو واحد من اكبر التماثيل حجما في العالم،  يوجد في الجيزة في جمهورية مصر العربية ويتميز بتصميمه الفريد من نوعه والذي يتمثل في رأسه المصممة بحيث تشبه رأس الانسان وجسده المصمم على شكل أسد، وهو تصميم يشير إلى الفرعون وهو اللقب الذي يطلق على حاكم مصر في العصور القديمة، ما سبق هو الحقائق القليلة التي يعرفها الناس على وجه اليقين عن تمثال أبو الهول فيما عدا ذلك هو الاساطير التي تناقلها الناس عن ذلك التمثال المبهر إلى الآن.

هناك الكثير من القصص والاساطير التي تتردد عن تمثال أبو الهول أشهرها قصة الامير تحتمس الثالث وأبو الهول، جده كان فرعون مصر تحتمس الاول وعمته كانت الملكة المصرية الشهيرة حتشبسوت، طبقا للاسطورة فإن الامير تحتمس الثالث كانت يتميز بقوة شخصيته وقوته وطبيعته القيادية وهو ما جعله الابن المفضل لدى والده، ونتيجة لذلك فإن اشقاء الامير الشاب شعروا بالغيرة منه واصبحوا يحيكون المؤامرات ويسعون للتخلص منهم حتى أنهم حاولوا اغتياله عدة مرات، كل هذا دفع الامير تحتمس إلى الابتعاد عن القصر وعن اسرته واخوته وجعله يقضي معظم وقته في جنوب مصر ووسط الصحراء ليمارس رياضة الصيد ويبتعد عن المشكلات، وفي أحد الايام ذهب الامير الشاب إلى منطقة الجيزة في رحلة للصيد مصطحبا معه اثنين من الخدم، وخلال فترة الراحة ترك الامير خادميه وذهب ليتجول قليلا في المنطقة القريبة وهناك وقف ليتأمل الاهرامات وتمثال أبو الهول ولاحظ أن التمثال مغطى بالرمال حتى أنه لم يظهر منه وقتها سوى رأسه وهناك نظر الامير إلى أبو الهول الذي اعتقد قدماء المصريين وقتها بقدراته السحرية الخفية، واقسم امامه بأنه سيزيل الرمال من حوله وسيهتم به طوال حياته إذا ما ساعده أبو الهول على التخلص من مشكلاته ومن المؤامرات التي تحاك حوله، هنا لاحظ الامير أن عيني أبو الهول تتوهج بلون اخضر و كأنها تستجيب لما تحدث به فشعر بالخوف واسرع بالرحيل، وبعد هذه الحادثة بسنوات قليلة أصبح تحتمس الثالث فرعون لمصر بعد أن استطاع التغلب على اعدائه وقتها تذكر تحتمس الثالث وعده لأبو الهول وأمر بازالة الرمال من حوله والاعتناء به تنفيذا لوعده.

سور الصين العظيم:
سور الصين العظيم يعد واحد من عجائب الدنيا السبعة ولقد استغرق بنائه سنوات عديدة وشارك في بنائه الالاف من العمال ولقد قضى الكثيرون منهم نحبه اثناء العمل، ولقد ترددت الكثير من الاساطير وقصص الحب الماساوية والتي ارتبطت بسور الصين العظيم منها اسطورة الفتاة الجميلة مينغ جانغ يو (Meng Jiangnu) وزوجها فان شي ليانغ (Fan Xiliang)، وبدأت القصة عندما كان فان شي ليانغ يحاول الهرب من جنود الامبراطور الذين كانوا يجمعون الشباب ليقوموا بالعمل بالسخرة في بناء سور الصين العظيم، في ذلك الوقت قابل الفتاة مينغ جانغ يو عن طريق المصادفة وقامت بالمساعدة في اخفائه، بعدها وقع الاثنان في الحب وتزوجا إلا أنه وبعد 3 ايام من زوجهما عثر جنود الامبراطور على مكانهما وقاموا باصطحاب فان شي ليانغ للعمل في بناء السور.

مينغ جانغ يو انتظرت عام كامل حتى تسمع انباء عن زوجها وعندما لم يحدث ذلك قررت الذهاب للبحث عنه وبعد اشهر طويلة قضتها في الترحال وصعود الجبال والسير في الوديان وصلت إلى حيث يوجد سور الصين العظيم وهناك سالت عن زوجها وقيل لها أنه توفي بسبب الاجهاد ودفن داخل جدار السور مع العمال الاخرين الذين توفوا اثناء العمل، هنا جلست مينغ جانغ يو تبكي بجوار جزء من السور لمدة 3 ايام متواصلة وبعدها لاحظت أن جزء من السور قد انهار ووجدت في داخله هياكل عظمية للعمال الموتى، وفي محاولة منها لمعرفة أين من هذه الرفات تعود لزوجها، قامت بقطع اصبعها حتى يسيل منه الدم ولقد أشار الدم المسال إلى هيكل عظمي وسط رفات العمال فعلمت أنه ينتمي لزوجها فقامت بدفته بطريقة لائقة ثم انتحرت حزنا على وفاة زوجها باغراق نفسها في أحد الأنهار.

المدينة المحرمة:
المدينة المحرمة هي واحدة من اشهر المعالم السياحية في الصين وتحتوي هذه المدينة الاثرية على العديد من القصور والابنية القديمة، في الماضي كان لا يسمح إلا للامبراطور ومجموعة مختارة من النساء والخدم بدخول هذه المدينة ومن هنا جاءت تسمية المدينة المحرمة ولقد ظل دخول المدينة المحرمة يقتصر على الامبراطور وحاشيته لمدة 500 عام، ولقد قيل أن سبب بناء هذه المدينة أن الامبراطور يونغلي قد شاهد تفاصيل هذه المدينة المحرمة بأبنتيها وقصورها الجميلة المزخرفة في الحلم ولذلك قرر تحويل الحلم إلى حقيقة وأمر ببناء هذه المدينة.

شلالات نياجرا:
شالات نياجرا ارتبط بالعديد من الاساطير والقصص القديمة منها اسطورة فتاة الضباب، هناك العديد من النسخ لهذه الاسطورة والتي تحكي عن قصة فتاة تدعى ليلاوالا (Lelawala) ولكن اشهرها القصة التي تقول أن سكان القرية التي ولدت وعاشت فيها ليلاوالا قاموا باختيارها لتكون القربان الذي يقدم للألهة حتى يتجنبوا غضب الالهة ونتيجة لذلك قاموا بإلقاء ليلاوالا في شلالات نياجارا والتي لم تكن تشغل مساحة واسعة كما هي عليه في الوقت الحالي، بعد ذلك وبينما كانت ليلاوالا تصارع الغرق ساعدها إله الرعد على النجاة وقام بتدريبها على القتال حتى تتمكن من مواجهة ما يقابلها من صعاب، ولقد قيل أيضا أن ليلاوالا قامت بهزيمة ثعبان ضخم كان يعيش وسط شلالات نياجرا وأن المعركة الكبيرة بينهما تسببت في زيادة معدل تدفق مياه شلالات نياجرا وجعلتها تصبح كما هي عليه في وقتنا الحالي.

جبل تيبل وقمة جبل الشيطان:
جبل تيبل وقمة جبل الشيطان هما من ضمن مجموعة الجبال التي تكون الخلفية الجبلية في مدينة كيب تاون في جنوب افريقيا ولقد عرف جبل تيبل بهذا الاسم لأن قمته مسطحة وتشبه في مظهرها الطاولة، أما بالنسبة لقمة جبل الشيطان والقريبة من جبل تيبل فإن الاسطورة الشهيرة التي تربط بها كانت سبب اطلاق هذه التسمية العجيبة عليها.

تقول الاسطورة أن هناك رجل يدعى يان فان هانكس (Jan van Hunks) قد اشتهر بين اصدقائه بحبه للتدخين وبأنه مدخن محترف لدرجة أنه لا يوجد من يمكنه أن ينافسه في التدخين وفي إحدى المرات أخبره اصدقائه بأن هناك من يمكنه التفوق عليه في التدخين في هذا العالم، يان لم يعرهم اهتماما واصر على أنه الافضل وأنه حتى الشيطان لا يمكنه أن يهزمه، وفي أحد الايام ذهب يان ليدخن في بقعته المفضلة على سطح الجبل ووجد هناك رجل يرتدي السواد، بعدها بدأ الرجل في الحديث معه وحكى يان له قصته مع اصدقائه وعن مهاراته في التدخين ثم اتفق مع الرجل الغريب على أن يقيما تحدي في التدخين ولقد بدأ التنافس بين يان والرجل الغريب وكلاهما يحاول الفوز واثناء المنافسة امتلأ الهواء من حولهما بالادخنة الكثيفة بعد فترة بدا من الواضح أن يان هو من سيفوز وفجأ لاحظ يان علامات الغضب تظهر على وجه الرجل امامه وفجأة ظهرت ملامح الرجل الحقيقة واكتشف يان أنه يقف امام الشيطان ذاته، الشيطان الذي شعر بالغضب من هزيمته امام انسان عادي قرر اختطاف يان إلى عالمه، منذ ذلك الحين يقال أنه كلما تصاعدت الابخرة والدخان من قمة جبل الشيطان فإن ذلك يعني أن يان والشيطان قد عادا إلى بقعتهما المفضلة على سطح الجبل ليتنافسا مجددا على التدخين.

جادة اشجار الباوباب في مدغشقر:
دولة مدغشقر تعد واحدة من اشهر الدول الجزرية السياحية في العالم وهي تشتهر بشواطئها الجميلة التي تطل على المحيط الهندي وغاباتها الاستوائية الكثيفة، ومن اشهر المعالم السياحية في مدغشقر جادة اشجار الباوباب التي توجد في الجزء الغربي من البلاد ويطلق عليها أيضا اسم "الغابة الأم" وهي عبارة عن طريق ترابي محاط باشجار ضخمة من اشجار الباوباب وعددها 25 شجرة، هناك الكثير من الاساطير التي نسجت حول هذا المكان وهي تفسر الشكل غير المعتاد التي تظهر به اشجار الباوباب وهو شكل الشجرة المقلوبة، تقول الاساطير أن الالهة كانت تقوم بصنع هذه المنطقة وكانت تضع فيها الاشجار ولكن الاشجار ظلت تسير بعديا عن مكان زراعتها في محاولة للهروب ولذلك فإن الالهة قد قامت بوضعها مقلوبة في مكانها حتى لا تتمكن من الحركة، ومن الاساطير الشهيرة الاخرى أن اشجار الباوباب كانت في الماضي اشجار رائعة الجمال ولقد تباهت بجمالها امام الاشجار الاخرى ولذلك فإن الالهة قامت بتحويلها إلى ذلك الشكل الغريب لمعاقبتها على غرورها.