فن الطهي والموسيقى .. علاقة تفوق حد التناغم والانسجام

يعد الطهي أثناء الاستماع إلى الموسيقى أمراً ممتعاً وجميلاً، وكثير من النساء والرجال يحبون الطهي، ويقضون في المطبخ أوقات طويلة حتى الانتهاء من طهي ما لذ وطاب من الطعام، والأكثر من ذلك أنهم يكونوا سعداء بدرجة كبيرة أثناء طهي الطعام على أنغام الموسيقى الساحرة. فهل جربتِ الطهي يوماً أثناء استماعك إلى الموسيقى؟، وماذا كان رد فعل الحاضرين على مائدتك؟، وكيف كان حكمهم على طهيك؟، حتما كان الطعام لذيذاً وشهياً للغاية، فهذه هي النتيجة الوحيدة المتوقعة عند الطهي على أنغام الموسيقى.

العلاقة بين الموسيقى والطهي

أكد الخبراء من خلال دراسات عديدة طرحت في هذا الصدد على العلاقة الوطيدة بين الموسيقى والحالة المزاجية للشخص أثناء الطهي، إذ يؤثر ذلك على نوعية الطعام ومذاقه، وذلك بسبب الشعور بالسعادة أثناء الطهي، لأن التواجد في المطبخ لتحضير ما لذ وطاب من الطعام يحقق السعادة، وحدهم عشاق فن الطهي من يعلمون بذلك، وحدهم من يقدرون السعادة التي يشعرون بها في كل مرة يقومون بطهي الطعام، وخصوصاً مع الاستماع إلى الموسيقى حيث التخلص من العديد من الطاقات السلبية، ولذلك يتم الطهي بإيجابية ومن ثم يصبح الطعام لا مثيل له.

الموسيقى والطهي والسعادة

وفي هذا الإطار أكد معتز الشريف خبير تغذية بمركز هانوفارد الطبي، وبحسب الأبحاث فوائد الاستماع إلى الموسيقى عند طهي الطعام وكيف أنها تتسبب في تحضير طعام لذيذ وشهي، وذلك لشهور من يطهو الطعام بسعادة كبيرة، بسبب تحفيز الموسيقى لهرمون الدوبامين الذي يترتب عليه الشعور بالفرح والسعادة.

الموسيقى والرشاقة

واستناداً إلى ما سبق، واستكمالاً لفوائد الموسيقى، وبحسب الشريف أيضاً لا تتوقف فوائد الموسيقى عند حد الطهي بسعادة، والحصول على نتائج مبهرة للطعام، فإن لها فائد أخرى تتعلق بتخفيف الوزن، والحصول على قوام رشيق، لأن تناول الطعام عند الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يحقق الشعور بالشبع، وبالتالي تناول كميات قليلة من الطعام.

وعلى العكس تماما يؤدي الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع السريع، إلى زيادة الهرمون المسؤول على الإجهاد، الأمر الذي يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، وخصوصاً الطعام الدسم، والوجبات السريعة.

كيف يستفيد القائمين على المطاعم من تأثيرات الموسيقى؟

وبالإشارة إلى العلاقة بين الموسيقى والطعام أثبتت دراسة أجرتها جامعة جنوب فلوريدا في هذا الصدد، أن نوع الموسيقى له تأثير كبير على اختيار نوعية معينة من الطعام، ما دفع بأصحاب المطاعم من استخدام هذا التأثير للتحكم في نوعية الأطعمة المطلوبة من قبل رواد المطاعم، وهي حيلة تستخدمها المطاعم للاستفادة من العلاقة بين الطعام والموسيقى.

وقد تبين من الدراسة أن رواد المطاعم قد أقبلوا على تناول شطيرة من الجبن عند الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، في حين زاد الطلب على السلطات بمختلف أنواع عند الاستماع للموسيقى الهادئة

كما وجدت الدراسة أن تأثيرات الموسيقى على تناول الطعام لا يتوقف عند حد تأثيرها على الموسيقى فقط، بل التأثير على ما يطلب من أصناف الطعام من قبل رواد المطاعم الذين يميلون وبحسب الدراسة إلى تناول الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة عند الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة.

ووجد القائمون على الدراسة أن طبيعة الإيقاع الموسيقى تؤثر تأثيراً كبيراً على السلوك البشري، ولذلك تختلف نوعية الطعام باختلاف نوعية الموسيقى، ولذلك يزيد اقبال رواد المطاعم على تناول الطعام الصحي وخصوصاً السلطات في حال الاستماع إلى الموسيقى الهادئة حيث الاسترخاء الكامل.

وأخيراً، وبالإشارة إلى العلاقة الوطيدة بين الموسيقى والطعام، أصبح لأصحاب المطاعم قوة كبيرة في تحديد رغبات روادها من خلال طلب أكلات معينة دون غيرها.

والآن .. ماذا عنك غاليتي، هل تحبين الاستماع إلى الموسيقى أثناء الطهي في المطبخ؟ وهل روادك احساس بتناول طعام دسم عند الاستماع إلى موسيقى صاخبة في أحد المطاعم أم لا؟