كل عام بهوية ثقافية مميزة وأصيلة.. لماذا يتم تسمية الأعوام السعودية؟
كل عام في السعودية هناك هوية ثقافية مميزة وأصيلة، حيث بدأت المملكة بإطلاق التسميات على الأعوام منذ تسمية عام 2021 سعيا لإبراز الهوية الوطنية السعودية وما يرتبط بها من عناصر ثقافية كقوة حضارية فاعلة.. فمن الخط العربي مرورا بالقهوة السعودية ثم الشعر العربي وصولا إلى الإبل.. انطلقت التسميات وتجسدت في كل عام، حيث تحتفي وزارة الثقافة في كل عام بعنصر من العناصر الثقافية المميزة لثقافة المملكة العربية السعودية، فيأتي كل عام تحت اسم عنصر ثقافي محدد، ويتم تفعيل مضمون تسمية كل عام تحت إشراف وزارة الثقافة عبر تنظيم المبادرات والفعاليات وتحفيز الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية وكذلك أفراد المجتمع على المشاركة في تفعيل هذا العنصر الثقافي، والاحتفاء به بوصفه رمزاً أصيلاً في الثقافة السعودية، وتسليط الضوء على قيمته ودلالاته الثقافية من خلال المشاريع والفعاليات النوعية، بما ينعكس على إبراز الهوية الوطنية والاعتزاز بها.. فلنتعرف على هذه العناصر الثقافية المميزة والأصيلة.
عام الخط العربي 2021 .. هوية راسخة وفن متجدد
انطلاقاً من رؤية وزارة الثقافة ودورها في النهوض بقطاعات الثقافة بمختلف فنونها ومجالاتها، ونظراً لما يمثله الخط العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، والتي تبرز مخزوناً ثقافياً إبداعياً يعكس ثراء الثقافة العربية، كان عام 2021 "عام الخط العربي" عاماً مميزاً احتفت فيه الوزارة برمز من رموز هوية المملكة العربية السعودية، وبمصدر ألهم العديد من الفنانين والمعماريين محلياً وعالمياً.
وعملت وزارة الثقافة خلال عام الخط العربي 2021 على تعزيز حضور الخط العربي بكافة القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد، إلى جانب حضوره في المحافل والمؤتمرات المحلية والعالمية، وتعزيز الدور المعرفي والتثقيفي الذي تتبناه الوزارة في نشاطاتها خلال العام، وفتحت الوزارة آفاقاً جديدة في التعامل مع الخط العربي، وذلك عبر نقله من مصدر معرفي إلى أيقونة تمثل الهوية السعودية، والفنّ المتجدد، والإرث الحضاري.
عام القهوة السعودية 2022 .. علامة ثقافية تتميز بها المملكة
من منطلق المكانة العالية للقهوة السعودية هذا الرمز الثقافي والوطني المميز، تمت تسمية عام 2022م بــ''عام القهوة السعودية"، حيث تعد القهوة السعودية عنصرا ثقافيا فريدا ارتبط على مدى سنوات طويلة بهوية وثقافة المملكة، حيث ترتبط القهوة السعودية بالإرث الثقافي للمملكة، عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات، حتى أصبحت عنصراً رئيساً في الثقافة والموروث الشعبي السعودي، وعلامةً ثقافيةً تتميز بها المملكة، سواءً من خلال زراعتها، أو طرق تحضيرها وإعدادها وتقديمها للضيوف.
وتضمنت هذه المبادرة الوطنية التي تهدف إلى الاحتفاء بالقهوة السعودية رؤية مفادها تعزيز مكانة القهوة السعودية محلياً ودولياً باعتبارها رمزاً من رموز الثقافة السعودية، وموروثاً أصيلاً، وذلك من خلال حزمة واسعة من البرامج والفعاليات والمسابقات التي نظمتها الوزارة وهيئة فنون الطهي على مدى عام كامل بالشراكة مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، والمطاعم والفنادق، والمقاهي ومحامص القهوة، والأفراد ذوي العلاقة بالقهوة السعودية، في كل مراحل إنتاجها، زراعةً وتحضيراً وتقديماً، والتي قد لا تتوفر بنفس الكيفية في أي بلدٍ آخر.
عام الشعر العربي 2023 .. أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية
على مدى عقود مضت احتلّ الشعر العربي مكانة ثقافية باعتباره من أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية، وحتى وقتنا المعاصر يتصدر الشعر العربي المحافل الأدبية، ومن أجل ترسيخ هذا المكون الحضاري سعت المملكة العربية السعودية إلى جعله حاضراً في الحياة اليومية للثقافة السعودية والعربية، بتسمية عام 2023 ليكون "عام الشعر العربي"، برؤية مفادها: شعرٌ عربيٌ أصيل، ذو ماضٍ عريق، وحاضر حي، ومستقبل مزدهر، ووفق رسالة تتضمن إحياء تاريخ الشعر العربي العريق، وتعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية، وإرساء قواعد ثرائه المستقبلي، وإحلاله مكانته المستحقة بين آداب العالم وفنونه.
وشهد عام 2023م تعزيز مكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، والتأكيد على مكانته الكبيرة في مدار الشعر الإنساني بشكل عام، وإثراء الإبداع الشعري المتطور والمستدام بكل قوالبه وأشكاله عبر فعاليات وأنشطة ومبادرات أقيمت على مدار العام، وبشراكة فاعلة من أفراد المجتمع وكافة الجهات المعنية، في سبيل إحياء تاريخ الشعر العربي العريق، وتعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية، وإرساء قواعد ثرائه المستقبلي، وإحلاله مكانته المستحقة بين آداب العالم وفنونه، وقبل ذلك التأكيد على مرجعية المملكة العربية السعودية باعتبارها راعية للثقافة العربية وداعمة لها.
عام الإبل 2024 .. لارتباطها الوثيق بحضارة المملكة
تم الإعلان عن تسمية هذا العام بـ "عام الإبل" اعتزازاً بالقيمة الثقافية والحضارية للإبل، وللتعريف بمكانتها في وجدان المجتمع السعودي، وعلاقتها الراسخة بإنسان الجزيرة العربية عبر التاريخ، كون الإبل والصحراء، ارتبطت ارتباطا وثيق بحضارة المملكة، ومساهمتها بشكل كبير فيما وصلت السعودية إليه اليوم من أمجاد تفاخر بها الأمم، وباعتبارها موروث ثقافي أصيل ومكون أساسي للبناء الحضاري.
وأشارت وزارة الثقافة إلى أن تسمية هذا العام بـ "عام الإبل" قد جاءت للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تمثلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ وإلى اليوم، إذ كانت هي الوسيلة لاجتياز المسافات وقطع القفار وتخطي وحشة الطريق، وبها استفتحت القصائد واختتمت الحكايات، وتشكلت الصور الشاعرية، وضربت الأمثال في رفقتها الطويلة للإنسان ووفائها الشديد له، فيما تتولى وزارة الثقافة الإشراف على "عام الإبل 2024" وستعمل من خلاله على إبراز قيمة الإبل وارتباطها بالهوية السعودية، وذلك عبر مبادرات وبرامج متنوعة، تنفذها الوزارة بالتعاون مع شركائها، اعتزازاً بالقيمة الثقافية والحضارية للإبل.
الصور من موقع وحسابات وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها.