مسلسل "Berlin".. الرومانسية أفسدت دراما السطو الذكية والعمل مصنوع للمُعجبين بـ"La Casa De Papel"!

مسلسل "Berlin".. الرومانسية أفسدت دراما السطو الذكية والعمل مصنوع للمُعجبين بـ"La Casa De Papel"!

إيهاب التركي
1 فبراير 2024

أعادت شبكة "نتفليكس" شخصية لص الجواهر "برلين" التي جسدها الممثل "بيدرو ألونسو" إلى الشاشة في مسلسل يحمل اسمه "Berlin"؛ كتب قصته "أليكس بينا" نفس كاتب مسلسل الإسباني "بيت من ورق" "La Casa De Papel"، وتدور أحداث العمل في حقبة زمنية تسبق أحداث المسلسل الأصلي، وهو المسلسل الذي قدم عملية سطو جماعية، استهدفت دار سك العملة الإسبانية؛ خطط لها شخص يُدعى البروفيسور "ألفارو مورتي"، ونفذها 8 أشخاص، يُدعون بأسماء حركية؛ من وحى أسماء بلدان عالمية. أدار البروفيسور العملية من مكان مجهول، ميدانيًا كان "برلين" يُدير عملية السطو الجريئة؛ وهو شخصية كاريزمية تتصف بالحزم ولمسة جنون.

مجد برلين!

تميز "بيت من ورق" بحبكة ذكية، ورسم مُتقن وثري لشخصيات اللصوص وأفراد الشرطة، وحازت شخصية البروفيسور على إعجاب المشاهدين؛ إذ تميز بالذكاء والهدوء والقدرة على التخطيط والتعامل مع الظروف المفاجئة، وعلى الجانب المُقابل قدم "برلين" شخصية لا تقل ذكاء عن البروفيسور، لكنه انفعالي يميل إلى الصرامة والقسوة والنرجسية، وصاحب تركيبة نفسية مُعقدة وحادة، وهو مُصاب بمرض عضال؛ وفي لحظة حاسمة يُضحي بحياته؛ وتُؤدي تضحيته إلى تعطيل الشرطة، وتسهيل فِرَار الفريق.

هذه السلوكيات ترسم ملامح شخصية تتصف بالشهامة والشجاعة، في أعماقه كثير من المشاعر المضطربة؛ فهو من الناحية النفسية يشعر بالتفوق على الآخرين، ويسعى إلى السيطرة على كل شيء، ويحتاج إلى إثبات نفسه باستمرار، وسر جاذبيته هي أنه قادر على اتخاذ قرارات غير عقلانية؛ تدفع الأدرينالين في شرايين الدراما.

ل

تعود أحداث مسلسل "برلين" إلى سنوات قبل أحداث "بيت من ورق"، وتحديدًا إلى مدينة باريس، حيث يُخطط "برلين" لعملية سطو على جواهر بقيمة 44 مليون يورو، والعمل يُركز على تفاصيل عملية السطو، والعلاقات بين شخصيات الفريق، وهم مجموعة من الأشخاص ذوي المهارات المُختلفة، وهم يعملون معًا للمرة الأولى.

شخصية "برلين" مكتوبة داخل اطار أجواء درامية مُشابهة لأجواء مسلسل "بيت من ورق"، ورغم أن العمل مُشتق من العمل الأصلي، ويُفترض أنه مصنوع لتقديم فكرة مُختلفة إلا أن النتيجة لم تتجاوز إعادة تقديم شخصية "برلين" داخل حبكة تتشابه مع حبكة المسلسل الأصلي؛ إذ نُشاهد العصابة بنفس تركيب وملامح عصابة البروفيسور؛ أفراد العصابة مجموعة من الشباب لكل منهم طباع غريبة وماضي قاتم وغامض، شخصية دميان مساعد "برلين" تبدو شبيهة بشخصية البروفيسور؛ شخص هاديء شديد التنظيم يرتدي نظارة تجعله أقرب إلى شخصية مُعلم مدرسة.

تر

رومانسية العصابة!

يسير السيناريو بإيقاع سريع للغاية في الحَلْقات الأولى؛ فهو لا يُمهد للمُتفرج عملية تجهيز خُطَّة شديدة الدِّقَّة والصعوبة، وعلى الرغم من ذلك يجد الوقت لتسليط الضوء على علاقات رومانسية هامشية.

الخيوط الرومانسية في مسلسل "برلين" جزء رئيس من عناصر الحبكة، وربما أكثرها أهمية قصة غرام البطل "برلين" و"كاميل" التي تؤدي شخصيتها المُمثلة "سامانثا سيكروس"، زوجة الرجل المسئول عن تأمين الجواهر، وهي قصة حب تحدث سريعًا دون مُقدمات كافية، وتتناقض مع وقائع تجهيز عملية سطو مُعقدة تحتاج تركيز في تفاصيلها.

ل

تبدو سلوكيات "برلين" العاطفية سطحية وتتناقض مع شخصيته القاسية الباردة، وينشغل عن متابعة خُطَّة السطو، ويستغل تجسسه على منزل الزوجين "فرانسوا وكاميل"؛ لجذب أنظار "كاميل" التي تُعاني إهمال زوجها؛ فهو يعرف الكثير عنها وينسج شباكه حولها، ويبدو مهووسًا بها، وتتعرض خُطَّة السطو للخطر نتيجة تشويش هذه العَلاقة على أفكار وتركيز العقل المُدبر لعملية السطو.

تبدأ حكايات رومانسية هامشية أخرى بين أعضاء الفريق: "كاميرون وروا"، و"كيلا وبروس"، ويُعاني "داميان-تريستان أولوا" القائد الميداني للفريق ومساعد "برلين" من هجر زوجته وخيانتها، وهذا الخيوط الدرامية العاطفية تُعاني السطحية والضعف، وينشغل بها السيناريو لها، وتبدو مُقحمة وتتطور بصورة غير منطقية.

هذه التركيبة تجمع أربعة خطوط عاطفية تُسيطر على أحداث المسلسل، بشكل مواز لأحداث عملية السطو، تُؤثر أحيانًا على تفاصيل العملية، وتُحول شخصيات العصابة إلى مجموعة من الحمقى المراهقين، وتصنع حالة من التراخي تؤثر أحيانًا على إيقاع العمل.

ل

دراما للمُعجبين فقط!

لا يخلو العمل من لمسات الإثارة والجاذبية التي ستنال إعجاب جَمهور مسلسل "بيت من ورق"؛ من ناحية تتميز قصة المسلسل بجرعة تشويق وإثارة جيدة، ويمنح السيناريو فرصة تقديم تفاصيل أكثر عن شخصية "برلين" وماضيه، وحافظ المُمثل "بيدرو ألونسو" على وهج شخصية "برلين"؛ المُجرم الداهية صاحب الشخصية شديدة التعقيد، وساهم ظهور بعض شخصيات المسلسل الأصلي في صنع مفاجأة لطيفة لعُشاق المسلسل.

التصوير ساعد على خلق أجواء مكانية متنوعة وجذابة؛ مثل مشاهد غرف الفندق وشوارع باريس حيث تبدأ خُطَّة السطو، وتدور بعض المطاردات، والضواحي الريفية في أثناء عملية الهروب، وأيضًا بعض الأماكن الكلاسيكية القديمة كخلفية لبعض المشاهد.

تر

استخدم المخرج اللقطات المُقربة لالتقاط مشاعر الشخصيات في أثناء المواقف الحرجة، واستخدمت الموسيقى السريعة لخلق أجواء الإثارة والحركة، وموسيقى بطيئة تميل للأجواء الحزينة؛ للتعبير عن لحظات رومانسية مرتبكة أو لحظات إحباط.

المسلسل دراما تحمل بعض ملامح المسلسل الأصلي، ولكنه لا يصل إلى قوة العمل الأصلي وجاذبيته، كما انه يحتوي على كثير من الثغرات الدرامية في مراحل التجهيز للسطو والتحايل على العقبات شديدة الصعوبة، ورغم ذلك يُساهم حضور شخصية "برلين" في منح المعجبين بمسلسل "بيت من ورق" عمل مسلي ومثير على مستوى الأكشن والإثارة.

ل

الصور من التريلر وصفحة بيدرو ألفونسو على انستجرام