أبطال مسلسل "كامل العدد"

خاص "هي" ـ كيف غيرت مسلسلات الـ15 حلقة مستقبل دراما رمضان؟

محمود صلاح
11 أبريل 2023

موسم رمضاني استثنائي شهد أعمالا قدمت بشكل مغاير عن السنوات الماضية، فسيطرت مسلسلات الحلقات المحدودة على قائمة المشاهدات في النصف الأول من شهر رمضان، ونجح بعضها في تحقيق نسب مشاهدة مقبولة، وتصدرت محركات البحث، وباتت هي الأبرز في دراما رمضان 2023، بينما نجح مسلسل "جعفر العمدة" للنجم محمد رمضان، أن يحافظ على حضور المسلسلات ذات الـ30 حلقة، بعدما قل توهجها في هذا الموسم، ومع التطورات الجديدة فيما يخص الأعمال الدرامية، طرحت العديد من التساؤلات حول مستقبل الدراما في السنوات القادمة، وهل انتهى زمن مسلسلات الـ30 حلقة، أم أن هناك خريطة جديدة سوف يتم من خلالها توزيع الأدوار؟

حضور قوي لدراما الحلقات المحدودة في رمضان 2023

حققت مجموعة من الأعمال ذات الـ15 حلقة نجاحا كبيرا بعد عرضها في النصف الأول من دراما رمضان 2023، تنوعت هذه الأعمال بين الدراما الاجتماعية وتوغلها في العلاقات الزوجية، وأيضا الكوميديا والألغاز والغموض، ونجح كل مسلسل في ترك بصمته وردود أفعال حول حلقاته، فالمسلسل الكوميدي "الصفارة" نال إشادات واسعة من قبل الجمهور وتعلقت بعض الجمل من حواراته في أذهان المشاهدين وتصدرت السوشيال ميديا، هذا النجاح لـ "الصفارة" حمل تساؤلات عديدة حول مسلسل "الكبير أوي 7" وهو عمل تصل عدد حلقاته لما يقارب الـ30 حلقة، لكنه فشل في النصف الأول من رمضان أن يحقق نفس النجاح والتأثير الذي تركه "الصفارة" أحمد أمين، رغم الشعبية والتاريخ الذي يحظى به الأخير.

المقارنة التي جمعت "الصفارة" و"الكبير أوي" أيضا وضعت بين أكثر من عمل عرض في رمضان، وكشفت أن المسلسلات ذات الـ15 حلقة كان لها تأثيرا وحضورا طاغيا، وأن تأثيرها كان أكبر وأضخم من ناحية نسب المشاهدة، وأيضا تصدر التريند من الأعمال التي تنتمي لفئة الـ30 حلقة، لذلك باتت التساؤلات حول مستقبل دراما الـ30 حلقة في رمضان 2024 حاضرة وبقوة.

مسلسل "الصفارة" لأحمد أمين
مسلسل "الصفارة" لأحمد أمين

مستقبل المسلسلات الـ30 حلقة بات مهددا!

المنتج عمرو قورة تحدث عن مستقبل دراما الـ30 حلقة، وتوقع اندثارها خلال السنوات القادمة، وأن المستقبل بات للحلقات المحدودة فقال عمرو قورة: "صناع الدراما في مصر والعالم العربي هم من قاموا بتقديم مسلسلات 30 حلقة، ففي الماضي كانت  الأعمال الدرامية بحلقات محدودة، حتى تطور الأمر لتصل لهذا الرقم، لذلك أرى أن هذه النوعية من الدراما الأولى لن تستمر بشكل أكبر بعد النجاح الذي حققته دراما الـ15 حلقة، وأرى أنها سوف تندثر خلال السنوات القادمة"، وأكد المنتج المصري أن خلال 4 سنوات، سوف تقل أعداد المسلسلات على شاشة التلفزيون، وسوف ترتكز على المنصات، ولن يرتبط عرض هذه الأعمال  برمضان.

مستقبل المسلسلات الـ30 حلقة بات مهددا!
مستقبل المسلسلات الـ30 حلقة بات مهددا!

أسباب تمنح دراما الـ30 حلقة الأمل الأخير

المنتج السعودي علي العلي تحدث كذلك عن هذه النوعية من الدراما، حيث قدم رؤية أخرى لمستقبلها، فأوضح أنها سوف تحافظ على حضورها في السنوات القادمة سواء  خلال شهر رمضان أو بعيدا عنه، مؤكدا أن هناك دلائل واضحة تكشف هذا، بداية من النجاحات التي حققتها العديد من الأعمال في موسم رمضان 2023، أو خارجه مثل مسلسل "الثمن"، و"السر"، التي تصل عدد حلقاته لأكثر من 60 حلقة ولا يزال كل منهما يحافظ على اهتمام الجمهور بمشاهدة حلقاته.

فقال علي العلي: "الجمهور اعتاد على مشاهدة المسلسلات الطويلة في دراما رمضان، فهي الأعمال الأنسب بالنسبة للشهر الكريم، كما أن الأعمال ذات الحلقات المحدودة حاضرة وبقوة لكن من الصعب أن تأخذ محل النوع الأول وتحديدا في رمضان، فهناك أعمال تصل حلقاتها إلى 60 حلقة لا تزال محل اهتمام الجمهور مثل مسلسل (الثمن) و(السر) وغيرها، كما أن هناك أعمال درامية تركية قادرة على المنافسة رغم طول عدد حلقاتها".

أبطال مسلسل "الثمن"
أبطال مسلسل "الثمن"

الناقدة المصرية رشا حسني أيدت كذلك فكرة بقاء مسلسلات الـ30 حلقة أو أكثر، مشيرة أنها قالب من قوالب الدراما، وأن المسلسلات محدودة الحلقات باتت شكل جديد، لكن لن يصبح الوحيد، فقالت الناقدة المصرية : "دراما الـ30 حلقة سوف تبقى حاضرة في المستقبل لأنها باتت من قوالب الدراما، لكن كل ما في الأمر أن هناك طريقة تفكير أخرى فيما يخص هذه النوعية من الأعمال، فهي لم تعد الشكل الوحيد، في وقت أن هناك نماذج منها أثبتت نجاحها وحضورها في رمضان 2023، مثل (جعفر العمدة)، وهو نموذج من الأعمال التي تحظى بشعبية عريضة، وهناك صعوبة في التخلي عنها، او إقناع نجوم بالتراجع عن تقديمها، رغم أن هناك نجوم كبار تقبلوا ذلك مثل منى زكي".

المحطات الفضائية تعد رقما مهما، فالكثير منها من الصعب أن يتخلى عن عرض الأعمال الدرامية الطويلة عبر شاشتها، وهو ما أوضحه علي العلي فأشار إلى أن اندثار الأعمال الطويلة سوف يصبح واقع في حال اختفاء المحطات الفضائية وهو الأمر الوحيد الذي يهدد مستقبل دراما الـ30 أو أكثر، في وقت استبعد حدوث هذا، فقال: "مستقبل المسلسلات الطويلة، يصبح مهددا خليجيا في حال لم يعد هناك محطات بث فضائية، وتحولها للبث الإلكتروني، وهو أمر يصعب تحقيقه في المستقبل القريب، لذلك لا تزال هناك مساحة ومستقبل لهذه النوعية من الأعمال، وربما يختصر حضور المسلسلات الكوميدية ذات الحلقات المحدودة في دراما رمضان".

أسباب تمنح دراما الـ30 حلقة الأمل الأخير
أسباب تمنح دراما الـ30 حلقة الأمل الأخير

سر الرهان على الأعمال الدرامية ذات الحلقات المحدودة

عمرو قورة برر أيضا سبب حماسه للأعمال ذات الحلقات المحدودة كونه من أوائل المنتجين الذين قاموا بإنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال خلال العقد الماضي، وأبرزها مسلسل "الكلية"، والذي عرض على شبكة mbc، وأيضا مسلسل "أبواب الخوف"، فقال المنتج المصري: "حماسي لهذه النوعية من الأعمال سببه أنني لا أرى أن قصة أي مسلسل يمكن أن تمتد لـ30 حلقة، لذلك كان اهتمامي بتقديم أعمال بعدد 15 حلقة، وقامت mbc بشراء مسلسل (الكلية)، وكانت في البداية تفكر بعرض حلقة منه كل أسبوع".

عمرو قورة فسر أيضا أسباب نجاح المسلسلات التركية وأيضا العربية رغم عدد حلقاتها الطويلة، وذلك خلال الفترة الحالية، حيث أوضح أن هذه الأعمال يتركز جمهورها في شريحة معينة، أكثر إخلاصا للشاشة الصغيرة، أما الشريحة الشبابية المستهدفة من صناع الدراما والمعلنين تنصب تجاه الشباب، فقال: "جمهور مسلسلات الثمن وغيرها  فوق سن الـ40، وهذه الشريحة تمثل ما يقارب من 23% من السكان، لكن الشريحة الأكبر هي من 15 لـ40 وهي المستهدفة من المعلنين وكذلك النجوم، وهي التي اعتادت على الانترنت والمشاهدة السريعة".

مسلسل "بالطو"
مسلسل "بالطو"

الناقدة المصرية رشا حسني أوضحت أن المسلسلات محدودة الحلقات هي الطريقة الأفضل بالنسبة للمنصات مع تعددها بداية من نتفليكس، ديزني، وشاهد، وغيرها، حيث ترى أنه من الصعب أن تختار منصة إنتاج مسلسل تصل عدد حلقاته لـ30، كما أجابت الناقدة المصرية على نقطة المساحة التي تعطيها الأعمال ذات الحلقات المحدودة للمشتغلين في الصناعة، حيث أكدت أن إنتاج عدد كبير لهذه النوعية من الأعمال، قد لا يشكل فرصة أكبر للمواهب أو المشتغلين بل الأمر يعود إلى الاستراتيجية التي تضعها كل منصة، وفكرها في الاعتماد على نجوم كبار أو صاعدين لبطولة هذه الأعمال.

وقدمت رشا حسني نماذج لتفكير بعض المنصات في الفترة الأخيرة، فأشارت أن هناك منصات قدمت أعمال بمواهب شابة مثل "واتش أت"، مع مسلسل "بالطو" فكانت البطولة الأولى لعصام عمر، وأيضا بالنسبة لمؤلف العمل ومخرجه، في وقت اهتمت منصة مثل نتفليكس، عند تقديم عمل درامي مصري بالاعتماد على مخرج مهم مثل عمرو سلامة في مسلسل "ما وراء الطبيعة"، ومنتج مثل محمد حفظي فيما يخص مسلسل "البحث عن علا"، وكذلك منصة شاهد التي اعتمدت على عدد كبير من نجوم الصف الأول في مجموعة من الأعمال التي قامت بإنتاجها.

الصور من حسابات الأعمال وأبطالها على "انستجرام"