إقبال السعوديات على دورات "الفراسة" للتعرف على شريك الحياة

أقبلت الكثير من السعوديات في الآونة الأخيرة على دراسة علم "الفراسة" وتحليل الشخصيات، والذي يساعدهن على التعمق في النفس الإنسانية، وإتباع طرق التعامل مع أنماط الشخصيات المختلفة، ليتمكن من اختيار شريك الحياة من النظرة الأولى، وليتعرفن على طرق التعامل معه.
 
أكدت ذلك هداية الله أحمد الشاش، مدربة دولية، ومستشارة تربوية، وخبيرة في علم الفراسة وتحليل الشخصيات، حيث كشفت أنها خرجت حتى الآن 14 دفعة من الفتيات، اللاتي حصلن على دبلوم الفراسة من خلال التدريب المباشر أو عبر الإنترنت.
 
علم الفراسة 
يُعرف علم الفراسة بأنه الاستدلال بالظواهر الظاهرة، مثل العين أو الحاجب أو الفم أو الأذن، لمعرفة التكوين الخُلقي للإنسان ومعرفة صفاته وطبائعه، وقد برع العرب في تاريخهم بعلم الفراسة وكان من بينهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، وممن برع في الفراسة من العلماء المسلمين الشافعي وابن القيم وابن رشد وابن سينا. 
 
الإقبال على الدورات 
أشارت المدربة الدولية إلى أن الفراسة تأتي بالموهبة، وتأتي بالتدريب، والمتفرس الناجح من كانت لديه موهبة ثم تدرب وتبحر في هذا العلم، وأكدت شغف الرجال والنساء من مختلف الأعمار لتعلمه، وبخاصة النساء، بدليل الإقبال الجيد على الدورات الخاصة بمعرفة أسس وأدوات علم الفراسة، حيث يتقن الخريجون والخريجات تلك المهارات مع التدريب، خصوصاً لو أتموا المستويات الأربعة، وهي دبلوم تحليل الشخصيات بالفراسة، دبلوم ممارس، دبلوم ممارس متقدم، ثم المستوى الأخير خبير تحليل الشخصيات بالفراسة.
 
شهادات معتمدة
وعن الشهادات التي تمنحها للمتدربات أوضحت الشاش أنها تمنح شهادات معتمدة محليا، خاصة من وزارة التعليم، كما أن بإمكانها منح شهادة دولية من كلية كنغستون البريطانية، فلديها دبلوم عال في التنمية البشرية منه الكلية، وتمثلها في السعودية.
 
خصائص علم الفراسة 
يساعد هذا العلم على فهم الذات بصورة مفصلة، من الميزات، العيوب، المواهب، الهوايات المناسبة، طريقة التعامل المناسبة، الوصول إلى فهم أفضل وتعامل أمثل مع الأشخاص، مثل شريك الحياة، الوالدان، الأبناء، التلاميذ، الأصدقاء وزملاء العمل، المديرين، وذلك من خلال فهم شخصياتهم وخلق تواصل وانسجام أفضل والبعد عن المشكلات. 
 
كما يساعد علم الفراسة في اختيار شريك الحياة المناسب من النظرة الأولى، ومعرفة شخصيات الموظفين وتوزيع الأعمال المناسبة لكل موظف حسب شخصيته وقدراته، ومعرفة أنماط البشر وكيفية تفكيرهم، لتحقيق أفضل مكاسب في التواصل معهم، وامتلاك فن التأثير في الآخرين، ومساعدتهم وحل مشكلاتهم.
 
دلالات الجسم
أكدت الشاش أن علم الفراسة يمكن الشخص من تحليل الشخصيات، بحيث يصبح الطرف المقابل وكأنه كتاب مفتوح، من خلال دلالة شكل عينه وحاجبه وأنفه وفمه ورأسه، وما يمتاز به علم الفراسة أنه وسيلة سريعة لفهم الشخصية في لحظات قليلة، ولا يمكن إخفاء الوجه والقامة، ولا يمكن تزييفهما، إلا بعمليات التجميل، التي قد تخفي بعض الصفات، لكن ليس كلها، أما بقية اختبارات الشخصية فهي تخضع لحالة الشخص العاطفية والانفعالية، وأحياناً الشخص يعطي إجابات مثالية، وليست الإجابات المعبرة عن شخصيته، وغالبا ما يكون تحليل الشخصية بعلم الفراسة أدق مقاييس تحليل الشخصيات، وهناك دراسة تؤكد أن نسبة صحة التحليل تصل إلى 92%.
 
الرأي النفسي
وباستشارة الأخصائية النفسية سهير محمد، حول هذا العلم ومدى استفادة السعوديات منه، قالت:  "يعتقد بعضنا أن نجاح الحياة الزوجية وسعادة الأسرة، تلقائي، ولا يحتاج لمجهود من الطرفين  الزوجة والزوج، في سبيل تحسين التوافق الزواجي وسعادة الأسرة، وتعد أولى خطوات هذا التوافق فهم كل طرف سيكولوجية الطرف الآخر، أي فهم المرأة الطبيعة النفسية للرجل وشخصيته، وفهم الرجل طبيعة المرأة وشخصيتها، ولا شك سيساهم إقبال السعوديات على دراسة علم الفراسة وتطبيقه بدور كبير في تحسين التواصل والانسجام بينهن وبين شريك الحياة وأفراد الأسرة، وكذلك التغلب على العديد من المشاكل الزوجية والعائلية، ما ينعكس إيجاباً على الاستقرار النفسي والاجتماعي للأسرة ككل".