الزوجة الثرثارة أفضل من الزوجة الصامتة!

غالباً ما يتهم الرجل زوجته بالثرثرة وكثرة الكلام، ويفقد الصبر الكافي للاستماع لأحاديث زوجته، وقد يصل إلى حد الجنون لأن زوجته ثرثارة، ولكن نصيحتنا لك أيها الزوج أن تقدر الكنز الذي بيديك فالزوجة الثرثارة كثيرة الكلام أفضل من الزوجة الصامتة قليلة الكلام!
 
هذه المعلومة الجديدة مخالفة للمعلومة المتعارف عليها، ولكن هذا ما أثبتته التقرير الذي أعدته جمعية العلاج السلوكي المعرفي بنيويورك مؤخراً بعنوان "استغاثة زوجية". فقد أكد التقرير أن المشكلة الأكبر التي تسبب التعاسة الزوجية وفقاً لما جاءت به الدراسة هو توقع أحد الزوجين تصرف ما أو سلوك ما من الطرف الآخر دون أن يطلب "وهو صامت"، وعندما لا يجد ما يتوقعه تحدث خيبة الأمل وتبدأ التفسيرات السلبية التي تؤثر بالتالي على سلوك الشريك.
 
استطلعت "هي" أراء بعض الزوجات والأزواج في هذا الموضوع، وبشكل عام أكدت أراءهم صحة هذه المعلومة، على الرغم من اختلاف تحليلاتهم ومبرراتهم.
 
ويتضح ذلك من خلال ردودهم التالية:
 
الزوجات
بدأنا مع مها سالم 35 سنة، فقالت: "الرجال في فترة ما قبل الزواج كلهم آذان صاغية، ولا أعلم هل هي المصلحة أم التظاهر لكسب قلب المرأة والزواج منها؟ وهذا يجعل مشاعر الحب فياضة بينهما، ولكن بعد الزواج لا يكلفون أنفسهم عناء الاستماع لها، ويعتقدون أن صمتها أفضل بينما هذا دليل على ضعف التواصل بينهما، ويسبب ذلك برود في المشاعر والعواطف في علاقتهما".   
 
وأكدت ذلك ندى عبدالعزيز 30 سنة: "للأسف زوجي يعتبر أن ما يقوم به أهمّ بكثير من الاستماع إلى حديثي، حتى ولو كان ما يقوم به من أسخف الأمور، ففضلت إقفال فمي وعدم مشاركته أخبار الأسرة أو العائلة أو حتى مشاكل أطفالنا، فبات يلومني على ذلك لأنه يجد نفسه في بعض الأوقات "أخر من يعلم" ولكن هذا اختياره وليس اختياري، وعليه تحمل نتائج ذلك".
 
أما آمال ع.م. 29 سنة، فلها رأي أخر أو بمعنى أخر تصريح خطير على الرجال التنبه له! حيث قالت: "الحقيقة أن المرأة لا تصمت إلا إذا أخفت سرا أو جرحا عميقا، وأنا شخصياً ألتزم الصمت وأراقب زوجي بهدوء عندما أشعر بالشك من تصرفاته أو أشعر بأنه يخفي أمر ما، ولا أثرثر معه إلا إذا كانت نفسيتي مرتاحة وأفكاري نحوه مطمئنة".
 
الأزواج 
عند سؤال محمد عبدالله 40 سنة، ابتسم وقال: "الحقيقة أنني لا أحبذ صمت زوجتي، فعندما تتوقف عن الحديث لأنني غير مكترث لما تقوله، وتلتزم الصمت، أشعر بالقلق وأعيد النظر في موقفي، فربما كان هناك هدف أو شيء هام كانت تودّ قوله لي". 
 
وقال سلطان أحمد 38سنة: "خير الأمور الوسط، وعلى الرغم من أن المرأة الثرثارة مصدر إزعاج للزوج، إلا أنها بشكل عام أفضل من المرأة الصامتة المملة، فهي زوجة ثقيلة الظل كدمية من البلاستيك".
 
وعند سؤال أخصائية علم الاجتماع جيهان توفيق عن رأيها في هذا الموضوع، قالت: "إن المرأة وبحسب طبيعتها أكثر وضوحاً في الأفكار والمشاعر من الرجل، وهي تترجم مشاعرها هذه عن طريق التحدث، والمرأة عندما تكبت مشاعرها ولا تجد من تتحدث معه وتكتفي بالصمت في حياتها سواء الزوجية أو الأسرية تكون عرضة للمرض والاكتئاب، وسينعكس ذلك بشكل خاص على الزوج، وعلى الحياة الزوجية".
 
وأضافت: "للأسف يعتقد الكثير من الأزواج أنّ المرأة تتحدّث كثيراً، وبالتالي لا يعيرون أيّ اهتمام لما تقوله زوجاتهم، فتشتكي الزوجات من عدم اهتمام الأزواج بحديثهنّ أو الاستماع لهن وهذا الشيء يزعج النساء كثيراً، وقد يعتبرن هذا الموقف من قبل الرجل دليل عدم احترام للمرأة وأحاديثها، بينما هناك دراسة أجراها الخبراء في مركز البحوث الاجتماعية البريطاني بأكسفورد، أفادت بأن الثرثرة المحدودة مفيدة فهي تطيل العمر وتغذي الروح وتساعد في التقارب بين الزوجين".
 
شاركونا برأيكم.
هل الزوجة الثرثارة أفضل من الزوجة الصامتة؟