سعوديات لا يقدمن الهدايا لرجالهن في فترة الخطوبة

عادة ما نسمع في الأفلام والمسلسلات المصرية الجملة التالية عندما يقرر شاب وفتاة فسخ خطبتهما: "رجعيلوا كل الهدايا بتاعته!"
 
تشير هذه العبارة إلى الهدايا التي يقدمها الرجل عادة لخطيبته أثناء فترة الخطوبة. وهو تقليد إجتماعي انتشر بين الخطيبين الذي يشير إلى الوصال والمحبة. وبما أن الرجل دائما هو صاحب المبادرة في علاقته بالمرأة ينتظر منه الإهتمام بها وتقديم الهدايا لها. لكن ماذا عنها هي؟ هل يتعين على الفتاة تقديم الهدايا لخطيبها خلال فترة الخطوبة؟
 
هنا تتفاوت الآراء بين الفتيات السعوديات اللواتي لا يختلطن بالـ"خطيب" إلا في وجود العائلة، بسبب الحياة المحافظة في المجتمع السعودي، التي تحكم نمط العلاقة بين الرجل والمرأة بما فيها علاقات الحب. إلا أنه يرسل الهدايا إلى خطيبته مع والدته أو شقيقته، بحكم أنه لا يستطيع لقاءها ساعة يشاء كما يحدث في مصر ولبنان وسوريا وغيرها من البلاد العربية. 
 
وبشكل عام تفاوتت آراء السعوديات بشأن مسألة أن تهدي الفتاة هدية إلى خطيبها، حيث تقول فائزة المشوح – 29 عاما: "لا يجب على الفتاة أبدا أن تقدم للرجل الهدية. يجب أن يتعود عدم انتظار شيء منها، بل هو الذي يتعين عليه تقديم الهدايا بين الحين والآخر. يجب أن يشعر أنه يبذل المال والغالي والثمين وحتى الرخيص للحصول على رضاها فيما هي جالسة في عليائها!"
 
وتوافق خلود الزهراني – 30 عاما على ما قالته فائزة: "لا يتعين على الفتاة أن تقدم لخطيبها الهدايا حتى لا يتعود على هذا الأمر، فيعتبره مع الوقت حقا مكتسبا وواجبا عليها. يجب أن يفكر دائما كيف يمكن أن يرضيها ويفاجئها ما يؤكد اهتمامه بها وحبه لها".
 
أما مشاعل زاهد – 30 عاما فلا ترى عيبا في ذلك. "طالما أنني سأرسل الهدية عبر شقيقته مثلا أو إحدى قريباته. على أن تكون هدية رصينة مثل ساعة أو زجاجة عطر. وليس أشياء حميمة مثل الورود أو الملابس. وأيضا يجب ألا أكثر في إرسال الهدايا، بمعنى يجب أن لا يتعدى عددها الثلاثة خلال فترة الخطوبة". 
 
وتعليقا على هذه المسألة تقول الأخصائية الإجتماعية صالحة الحكمي: "لا مانع من أن تقدم الفتاة الهدايا إلى خطيبها خلال فترة الخطوبة. لن يفكر أنها تحاول الإيقاع به لأنها أصبحت خطيبته رسميا أمام الناس".
 
وقالت الحكمي: يجب على الفتاة أن...
 
-تنتظر وتراقب ما الذي سيقدمه لها أولا.
 
-دعيه يلعب دور الرجل ويدللك قليلا، لأن الرجال الحقيقيين يحبون فعل ذلك للنساء اللواتي يهتمون لأمرهن.
 
-ومن المهم أن تشكر الفتاة خطيبها على الهدايا التي يقدمها لها.
 
-إذا لم تعجبها هديته أو لم ترق إلى تطلعاتها فيجب ألا تظهر له ذلك، بل تعبر له عن شكرها له على هديته ثم تقبلها بهدوء حتى لا تجرح مشاعره".
 
وتجزم الحكمي بأن مسألة الهدايا بين الفتاة وخطيبها لا تدل أبدا على الحب سواء قدمها الرجل أو المرأة. ولا فرق بين من يقدم الهدية للآخر، لأنهما في النهاية سيعيشان تحت سقف واحد. وتؤكد الحكمي على أن "المرأة لا تكسب الرجل بالهدايا الكثيرة التي تقدمها له، بل بأفعاله التي تعتبر الإشارة الحقيقية لمشاعره اتجاهها".