قصر الأميرة ليتيسيا... "الأرض بتتكلم عربي"

إعداد: عمرو رضا
 
الأسرة الملكية الأعظم في العالم هي بالطبع العائلة المالكة البريطانية، ولكن المباني الملكية الأكثر فخامة وعظمة في أوروبا كلها، هي القصور الملكية الإسبانية المشيدة إما على أطلال المجد العربي الأندلسي، أو المقتبسة لكل فنونه وبريقه، وهذا ما ستجده في قصر زارزويلا Zarzuela Palace المقر الخاص للأميرة ليتيسيا زوجة ولي العهد الإسباني.
 
للأميرة ليتيسيا أقامت في هذا القصر حتى قبل أن تتزوج من الأمير فيليبى ولي العهد، فالمعروف أنها مطلقة بعد زواج دام عشر سنوات، وقد أمرت الملكة صوفيا ابنها بدعوة خطيبته لنقل اقامتها للمقر الخاص بالأسرة المالكة حتى يتم تجهيزها للزفاف وتلقينها التعليمات الأساسية للبروتكول الملكي، وكان من المفترض أن تعود ليتيسيا من شهر العسل بأثينا في اليونان، للإقامة في قصر "الأمير" وهو أحد القصور الملكية المخصصة لولى العهد، ولكن تدخلت الملكة صوفيا مجددا وقررت بقاء ولي العهد وزوجته معها ومع الملك خوان كارلوس في نفس القصر، على أن يتم بناء مقر خاص للعائلة الصغيرة في الحديقة الخلفية لقصر زارزويلا.
 
هل ساهمت للأميرة ليتيسيا في الإشراف على بناء منزلها الخاص؟ السؤال الذي شغل الجميع جاءت اجابته من الحكومة الاسبانية بالتأكيد على أن كل القصور الملكية تتبع وزارة التراث الوطني، وهو ما يعني ضمنيا أن المنزل تم بناؤه وتأثيثه بإشراف مهندسي الوزارة الذين حافظوا على الطابع التاريخي للمبنى الرئيسي، المشيد غرب العاصمة مدريد، ويعود الفضل لصورته النهائية للملك فيليب الرابع في القرن السابع عشر الذي بناه من الخارج على غرار قصور أوروبا في عصر النهضة وزينه من الداخل على غرار القصور الأندلسية، وقام بتجهيزه بأثاث من القصور العربية القديمة، مع بعض اللوحات من الفن الإسباني، وتم تعديل القصر في القرن الثامن عشر على يد الملك كارلوس الرابع ليناسب العصر.
 
المنزل الخاص بالأميرة ليتسيا تبلغ مساحته 3،150 متر مربع وهو مبنى على نفس الطراز وتم تأثيثه بمفروشات وتحف وساعات وتماثيل ذهبية مستعارة من قصور الأندلس، وهو من ثلاثة أدوار، الأول يضم المكاتب الرسمية لولى العهد وزوجته، ويضم أيضا غرفة الطعام، ومكتبة، وغرف استقبال ومطبخ، بينما تضم الأدوار العليا غرف النوم. والملاحظ ان الصور العائلية لولي العهد مع الأميرة ليتيسيا وابنتيه الأميرة ليونور و الأميرة صوفيا تم التقاطها جميعا في حديقة القصر، بينما لا تكشف الصور الملتقطة بداخله الا عن بعض تفاصيل الدور الأرضي الذي يشهد العديد من المقابلات الرسمية.
 
كما تضم الحديقة مبنى من دور واحد يضم قاعة لتدريبات اللياقة البدنية بجوار مهبط الطائرات ومصلى صغير، ومقر لمكاتب ضباط حماية الأسرة الملكية، ويغلب على مفروشات المبنى الألوان القرمزية للسجاد ودرجات الأخضر للجدران المطبوعة بالكامل باللوحات الفنية وأغلبها لنقوشات مقتبسة من عصر النهضة، مع الأثاث الذهبي، عدا أثاث المكتب الخاص بالأميرة ليتيزيا فهو أكثر حداثة من بقية المفروشات.
 
كل قطعة في هذا القصر أصلها عربي... فتمتعي بمشاهدتها.