بين أروى ومهيرة عبد العزيز.. انتصار للمصرية واللبنانية

هي – أسماء وهبة عندما تطل علينا الفنانة والمذيعة اليمنية أروى ببشرتها السمراء في برنامجها الأسبوعي "نورت"، تتداعى من دون أن نشعر أغنياتها بموسيقاها وإيقاعها وكلماتها الخليجية، فيتكامل الحضور مع ما اعتدنا عليه من هذا الحس اليمني الخليجي الذي يسكنها. لكن عندما تجلس إلى طاولتها بين ضيوفها يتغير هذا الإحساس. وتطغى الدهشة بعد كلماتها الأولى التي تحيى فيها المشاهدين قائلة: "مساء الخير" بلكنة لبنانية، ثم "الدنيا نورت بيكم" في إشارة إلى ضيوفها بلهجة مصرية واضحة. من بعدها تستطرد قائلة: "مبسوطين بيكم كتير"! كلمتان مصريتان والثالثة لبنانية منقحة بنفس مصري! وهنا تتوالى التعبيرات المصرية على لسان أروى، حتى وهي تداعب ضيوفها قائلة: "عاوزاكم تتخانقوا مع بعض"! قد يظن البعض أنها تحاول أن تخلق جو مرح في بداية الحلقة، لتعود لاحقا إلى لهجتها اليمنية عند بدء الحوار، إلا أنها تعتمد على اللهجة المصرية بشكل كبير في محاورة ضيوفها، لا بل تلجأ إلى تعبيرات بالعامية المصرية كتلك التي خاطبت بها الشاعر أحمد فؤاد نجم: "عم نجم منورني"! النقطة الأخرى التي نتوقف عندها عودتها إلى لهجتها اليمينة عندما طرحت أسئلتها على الفنان ناصر الصالح، فظننا أنها تخاطب كل ضيف بلهجته في محاولة للتفاعل معه بطريقة أفضل! وهنا لا يجد المشاهد مفرا من الشعور ببعض الإرباك. ولا بد أن يتساءل عن سبب إقدام أروى على استعمال اللهجتين المصرية واللبنانية مبتعدة عن لهجتها اليمنية التي كانت تتحدث بها في برامجها السابقة. ربما يظن المتابع للوهلة الأولى أن هناك استجرار لتجربة سابقتها وفاء الكيلاني، وبالتالي تسعى أروى لإحداث عملية تواصل وتكامل لما بدأته زميلتها التي غادرت البرنامج! على كل، أروى ليست الوحيدة التي تتحدث هذه اللهجة المختلطة، بل سبقتها إلى ذلك المذيعة اللبنانية رزان مغربي، التي آثرت الحديث باللهجة المصرية في برنامج "لعبة الحياة" على قناة الحياة. وبالطبع من المعروف أنها تفعل ذلك للتقرب من المشاهد المصري البسيط الذي قد لا يفهم بعض المفردات اللبنانية! ومن المفارقة أن المذيعة الإماراتية في قناة العربية مهيرة عبد العزيز تخاطب كل ضيف بلهجته، تحاول استحضار كلماتها وتعبيراتها العامية فتأتي مفتعلة وفيها بعض المبالغة، حتى أن زميلتها السعودية في البرنامج سارة دندراوي تصحح لها بطريقة عفوية الكلمات الخاطئة التي استعملتها والسعودية تحديداً! ولتخطي الإحراج الذي يقع على الهواء وأمام الضيف تلجأ المذيعتان إلى الضحك للخروج من المأزق الذي أوجدته مهيرة بكلمات لهجتها المختلطة الخاطئة! إذن، هل اللهجة الخليجية سواء اليمنية أو السعودية أو الكويتية أو على الأقل لهجة المقدم الأم ثقيلة على اللسان بمعنى أن تتخوف بعض المذيعات من التحدث بها فلا تحقق الإنتشار لدى المتلقي العربي الذي اعتاد على اللهجة المصرية واللبنانية؟! وماذا عن اللهجة البيضاء المفهومة من كل العرب ربما والتي تجمع بين طياتها مفردات مشتركة بين كل اللهجات؟ لعلها الحل الأفضل إذا فضلت المذيعة عدم الحديث بلهجتها، أما إذا لم تتقن هذه اللهجة البيضاء فالأفضل لا بل الأسلم الإلتصاق بلهحتها الأصلية، حفاظا على العفوية والإتزان والبساطة، وحتى لا يتحول الهواء التلفزيوني مكانا لصناعة لهجات جديدة على أيدي المذيعات!