بيرغروين.. ثري متشرد يوظف الجميلات

يستطيع نيكولاس بيرغروين ( 50 عاماً) بثروته التي تصل إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني، أن يشتري أفخر العقارات في العالم تليق بحجم ما يملك.

لكن هذا الملياردير الالماني الجذور الاميركي الجنسية يرفض شراء أو حتى استئجار بيتاً، وهو لا يملك سيارة أو حتى ساعة، ويحمل القليل من الملابس والحاجيات الشخصية في كيس كبير يتنقل به.

والمعروف عن هذا الثري المتشرد الاعزب تقديره وحبه للجنس الناعم؛ فهو غالبا ما يوظف نساء جميلات في شركاته، أو يكون محاطا بهن. يقول في هذا الصدد: "من الجيد أن العالم ككل ليس مثليّ، وإلا لن يكون هنالك عالم أصلا".

ويفضل بيرغروين العيش في فنادق فاخرة خلال رحلات العمل  التي يعقد خلالها الصفقات التي تغذّي إمبراطوريته الضخمة جداً. ومن بين ممتلكاته القليلة التي لا يستغني عنها، هاتفه «بلاك بيري» الذي يستخدمه لترتيب مواعيد العمل .

وغالبا ما يزور هذا "التاجر الغجري" 14 مدينة مختلفة في شهر واحد، يتنقل اليها عبر طائرته الخاصة "غلف ستريم الخامسة"، وهي أيضا" ليست بغرض الرفاهية بل لزوم العمل بالطبع.

وفي عام 2000، باع بيرغروين منزله في الجادة الخامسة من نيويورك، وجزيرة خاصة في ميامي، بينما تعهد ان يتبرع بمعظم ثروته.

فقد كان من ضمن أكثر من 50 ثريا في العالم وقعوا تعهدا بمنح نصف ثروتهم على الأقل للجمعيات الخيرية، الى جانب مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ الذي تعهد بالتبرع بنصف ثروته التي جناها من الانترنت، والبالغة 4.4 مليارات دولار.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يتخلى هذا الثري الذي ولد في باريس، وحوّل قرضا بقيمة 150 ألف جنيهاً حصل عليه والده الثري الى ثروة بمليار جنيه، عن منزله للاقامة في مجموعة من الفنادق ويبدي استعداده للتخلي عن جنى عمره لفعل الخير؟

يقول بيرغروين انه ليس من الأشخاص الذين تروقهم الأشياء المادية، وان أفضل ما يقوم به هو الاختيار لمكان إقامته في كل مرة .

لهذا لا يحمل كثيرا من الممتلكات، كما يقول انه بحاجة الى قليل من الأوراق، ومجموعة من الكتب، بعض القمصان، والسترات فقط لا غير، وأشار في هذا الصدد الى ان هذه حاجياته يمكن جمعها كلها في كيس واحد، وبكل سهولة.

لقد تغيرت حياة هذا المليادير قبل نحو 12 عاما، على الرغم من ان بيرغروين لم يبح بسر المحفز الذي جعله يجني كل تلك الأموال.

وعندما أصبح ثريا، أقر باعتراف مذهل في العام الماضي، ففي مقابلة معه اعترف انه أحس بالملل من جمع المليارات من خلال المغامرة التجارية، وانه مشغول في توزيع جزء من ثروته.

ويؤمن ان آخرين يشترون سلعا فاخرة لكي يشعروا انهم بشر، مضيفا ان شراء الممتلكات يقيِد الإنسان، مما يجعله ملك لها وليس العكس، وان فكرة استعراض ثروته امام الآخرين لا تروق له.

واستفاض خلال اللقاء الذي أجري معه قبل عام قائلا : "ان كل ما يملكه لا يدوم، فالحياة قصيرة، مختزلة في أفعالنا وسلوكنا التي تدوم للابد، هذه هي القيمة الحقيقية".

ويبدو للكثيرين من كلامه أن لديه ميولاً اشتراكية وهو الأمر الذي يتداوله المجتمع المحيط بالملياردير بيرغروين. وبالاخص عندما قال في العلن لتبرير هذا المنعطف والتحول في حياته، ان السبب هو ضرورة معرفة العالم الحقيقي والرأسمالية.

من جهة اخرى، يقيم بيرغورين كل عام حفل الاوسكار السنوي في فندق شاتو مارمونت في لوس انجلس، حيث يستضيف عدة نجوم ومشاهير هوليوود مثل ليوناردو دي كابريو، وباريس هيلتون.

أما شركته فاسمها  "بيرغروين القابضة" التي جمع اسهمها من شركات في انحاء العالم، واستثمر اكثر من 4 ملايين جنيه استرليني، ووفر 25 الف وظيفة، كما استثمر 500 مليون جنيه في مجموعة التأمين بيرل.

كما اسس مؤسسة فكرية سماها معهد بيرغروين التي تشجع على اقامة المناظرات السياسية وانفق اكثر من 60 مليون جنيه استرليني لتاسيسها.

 كما يملك كرسيا في مجلس ادارة متحف بيرغروين في برلين، اضافة الى مؤسسات اخرى، من بينها متحف نيويورك للفن الحديث. وكان بيرغوين قد اشترى مؤخراً حصة في سلسلة مطاعم «بيرغر كينغ» بقيمة 881 مليون جنيه إسترليني من خلال شركته البريطانية "جاستيس هولدينغز".