بليغ حمدي... عشرون عاما من التذكر

إعداد: عمرو رضا عشرون عاما بالتمام والكمال تمر اليوم على رحيل الموسيقار بليغ حمدي "أمل الموسيقى العربية" كما كان يحلو للعندليب عبد الحليم حافظ أن يقول دوما. ويوما بعد يوم تتجدد ذكراه، فلا زالت الموسيقى العربية الشبابية بالكامل "خارجة من رحم فنونه وجنونه"، ولا زال حلم كل موسيقار عربي شاب أن يرزقه الله إلهام بليغ وقدرته الفائقة على التجديد، والتأثير في موسيقى عصره. ولد بليغ عبد الحميد حمدي مرسي في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931 وكان والده يعمل أستاذا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) والعائلة كلها مشهورة بالنبوغ العلمي، أتقن العزف علي العود وهو في التاسعة من العمر، وحاول وهو في عمر الثانية عشر الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي المعروف الان بمعهد الموسيقى العربية، إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك. التحق بمدرسة شبرا الثانوية، ودرس في الوقت نفسه أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ امام للموسيقى الشرقيه، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربيه وبدا الغناء في بعض السرادقات والمناسبات الاجتماعية. التحق بليغ بكلية الحقوق، كما انتظم في الوقت نفسه بمعهد فؤاد الأول للموسيقي،وكان يعد نفسه ليصبح مطربا شهيرا، وساعده في البداية محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة المصرية، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات، لكنه تلقى نصيحة من السيدة ليلى مراد وقتها بالتركيز على التلحين، وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما (ليه لأ / ليه فاتني ليه) تبعتها أغنية ما (تحبنيش بالشكل ده) لفايزة أحمد. الجمل الموسيقية المبتكرة لبليغ حمدي لفتت أنظار استاذه في مجال تجديد الموسيقى العربية الموسيقار محمد فوزي، ففتح له الباب للتلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة (مصر فون) التي كان يملكها فوزي. وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ (تخونوه) وكانت معدة بالأساس لتنشدها المطربة الكبيرة ليلى مراد لكنها تنازلت عن اللحن لحليم الذي تمسك بالتعاون مع بليغ وكان يقدمه في كل حفل له بلقب "أمل الموسيقى العربية". محمد فوزي كرر دعمه غير المسبوق للبليغ وتنازل عن فرصة التلحين لكوكب الشرق أم كلثوم وعرض عليها بنفسه الحان بليغ حمدي، لتبدأ المرحلة الأهم في حياة بليغ بحفلة في منزل الدكتور زكي سويدان أحد الاطباء المعالجين لام كلثوم وهناك بدأ بليغ في تلحين الكوبلية الأول وهو جالس علي الأرض وسط ذهول الحاضرين فما كان من ام كلثوم إلا أن فعلت مثله وجلست بجواره وطلبت منه بعد تلحين أول كوبليه ان يكمل اللحن ولكنة قال انه لم يكمله فقالت له انها سوف تتصل به ويكون قد جهز اللحن ليشاء القدر وتغني ام كلثوم اغنية (حب إيه) في ديسمبر 1960 وتحقق نجاحا ساحقا وفيما يلي لحن بليغ لام كلثوم؛ أغنيات حب إيه وأنساك و ظلمنا الحب وكل ليلة وكل يوم وسيرة الحب وبعيد عنك وفات الميعاد وألف ليلة وليلة والحب كله وأغنيتها الأخيرة حكم علينا الزمن. المرحلة الأكثر شهرة في حياة بليغ كانت إبان تعاونه مع الحنجرة الذهبية وردة. ففي هذا الوقت وجد بليغ الحنجرة القادرة على تقديم "كل جنونه" ناهيك عن جنونه هو شخصيا بالسيدة الراحلة وردة، فرغم أنه تزوج من قبل بالسيدة أمنية طحيمر الا أن قلبه تعلق بوردة فور رؤيتها. وظل عشر سنوات كاملة يحاول الزواج بها حتى عقد قرانهما بالمصادفة في منزل الراقصة نجوى فؤاد عام 1972. حب وردة لم يمنع عمل بليغ مع أشهر مطربات عصره فهو تقريبا المساهم الأكبر في أغانى السيدة شادية الوطنية والدرامية، كما تعاون مع فايزة أحمد وصباح ونجاة، وحاول بعد انفصاله عن السيدة وردة الرهان على المطربة الشابة وقتها سميرة سعيد واتى بها من المغرب الى القاهرة ونجحت نجاحا مبهرا، الا أن النجاح الأبرز لبليغ بعد تجاربه مع كوكب الشرق وحليم ووردة كان تجربته مع السيدة ميادة الحناوي. إقرأ أيضا: وصية الراحلة وردة عمرو واكد يزيح محمد نجاتى قريبة وردة الجزائرية ستجسد دورها غادة إبراهيم تعزف “الناى الحزين” ميادة الحناوي : خلافي مع وردة انتهى