من بيع الصحف الى صاحب مليارات... قصة كيمونز ويلسون!!

من فقر مدقع، إلى صاحب أكبر سلسلة فنادق حول العالم. كيف تحولت خطوة مؤسس سلسلة فنادق "هوليداي إن" Holiday Inn من مجرد فكرة إلى واقع ملموس؟ 
 
ولد كيمونز ويلسون Kemmons Wilson عام 1913 في مدينة أوسيولا، أركنساس في الولايات المتحدة الاميركية للزوجين روبي وكيمونز ويلسون حيث كان والده يعمل كمسؤول مبيعات في شركة تأمين وقد توفي وعمر كيمونز الإبن الوحيد 9 اشهر فقط. وبعدها بفترة قصيرة إنتقل مع والدته إلى مدينة ممفيس تينسي Memphis Tennessee حيث عملت في عيادة طبيب اسنان. 
 
في السادسة من العمر، بدأ ويلسون العمل ببيع الصحف. وفي الرابعة عشرة، صدمت سيارة مسرعة ويلسون عندما كان يقوم بعمله على الدراجة الهوائية، واستغرقت عملية شفائه عاما كاملا ليستعيد قدرته على المشي مجددا. أثناء فترة الكساد العالمية، فقدت والدته وظيفتها، فاضطر ويلسون لمغادرة مدرسته الثانوية، ومتابعة العمل ببيع الصحف، والبقالة. لم يرد الإستمرار في هذا العمل فبحث عن مردود خاص وعمل يجني منه الأرباح. لاحظ ويلسون في العام 1930، إزدهار وتهافت الناس على السينما والحدائق، فاختار أن تكون خطوته الأولى هناك واقترض 50 دولارا، ليشتري عربة "فوشار" أمام هذه الأماكن. بعد سداده للدين بدأ يجني الأرباح، ومن فائض ربحه اشترى العربة الثانية وراحت مشاريعه تتوسع، وزادت مكاسبه، لكنه كان يبحث دائما عن عمل يهواه بالفعل ويستقر فيه.
 
إستخدم ويلسون ماله لبناء منزل له ولأمه في ممفيس. وبعد أن خدم في الحرب العالمية الثانية، قرر استثمار أمواله في مجال المباني والعقارات؛ لأن أسعار العقارات الأميركية كانت في أعلى معدلاتها بعد الحرب. فجمع من وراء هذا الإستثمار مبالغ طائلة. إكتسب ويلسون نجاحا أكبر بعد أن اتخذ شريكا له يدعى Wallace E. Johnson، واستمر تعاونهما ونجاحهما معا لمدة 35 عاما في بناء المنازل والتطوير العقاري، وتزوج أيضا شريكة عمره دوروثي لي Dorothy Lee وأنجب منها خمسة أطفال. 
 
في العام 1951 قرر ويلسون أن يخرج بسيارته مع عائلته الكبيرة في رحلة إلى العاصمة واشنطن، وكان يختار فندق صغير شبيه بالاستراحة ورخيص الثمن ليقضي ليلته مع زوجته وأولاده. في ذلك الوقت كانت الفنادق تحاسب على كل فرد، وعلى الأطفال كان السعر يزيد دولارين عن السعر العادي. من هنا أتت شكوى ويلسون من عدم وجود معيار أو مقياس للجودة يحدّد تصنيف الفنادق حيث كانت الفنادق الباهظة للأغنياء والرخيصة للفقراء ولم يوجد توجّه للطبقة المتوسطة. 
 
استحوذت على ويلسن فكرة بأن ينشأ سلسلة فنادق معتدلة الأسعار تتوافر فيه الكماليات والمنافع والخدمات مثل التلفاز والهاتف والمطاعم، ويحظى الأطفال فيه بالإقامة المجانية. إفتتح ويلسون أول فندق له في ممفيس العام 1952 وسماه " هوليداي ان" Holiday Inn الذي انتقاه من أحد أفلام الممثل بينج كروسبي. كانت الفكرة والمضمون في الفندق ثوريا فقد قدّم عددا من التغيرات التي سرعان ما قلدّه بها الآخرين مثل إستحداث أنظمة شبكية للحجز بين كافة فروع الفنادق، وإستخدام أجهزة الكومبيوتر والحجز من مدينة الى مدينة أخرى. قام ويلسون ببيع أسهم وحق امتيازات لتأمين رأس المال اللازم لتحقيق حلمه في بناء سلسة الفنادق في البلاد، وترك ادارتها لولديه في العام 1979. في المقابل، واصل كيمونز طريقه في عالم المقاولات، وبنى نادي  Orange Lack Clubs  في ولاية فلوريدا الذي أصبح أكبر منتجع لنظام المشاركة بالوقت في العالم. توفي ويلسون في العام 2003، عن 90 عاما، تاركا ورائه إرثا لا يزال مستمرا و ثوريا في مجال الفندقة والمطاعم عبر سلسلة فنادقه حول العالم.