كيف توفرين البيئة المناسبة للتطوير والابداع؟

احد اسرار نجاح الشركات يكمن في مدى قدرتها على رعاية الموظفين المبدعين وتهيئة بيئة العمل المحفزة للابداع والابتكار. ولكن غالبا ما يجد الموظفون انفسهم في صراع مع الابداع وعالقين في روتين وبشعور ممل ودنيوي خلال النهار يتحمل مسؤوليته مكان العمل الباهث وغير المشجع. فكيف نكافح هذا الشعور، ومن اين تاتي الافكار الابداعية، وما نوع بيئة العمل التي تتيح ازدهارها، وماذا يمكن لاصحاب العمل ان يفعلوا حتى يستديموا التحفيز على الابداع واختراق الحواجز؟ 
 
هذه الاسئلة العديدة اجابت عليها شركات مثل غوغل، وتويتر، وفايسبوك، من خلال استخدام مواردها من اجل توفير مساحات مكتبية للموظفين وعدد لا يحصى من المنافذ الاخرى، بهدف خلق الالهام في مكان العمل. 
 
وعلى الرغم ان بعض الشركات اكثر سخاء من غيرها، الا انه من المدهش عندما تكتشفين الفرق الذي يمكن ان تحققيه عن طريق ادخال بعض الالوان مثلا الى بيئة العمل. فاذا كان روتينك اليومي لا يفضي الى الابداع، فان اعطاء مساحة لعملية تغيير قد يحقق المعجزات بالنسبة لك وللموظفين او اي شخص اخر، يبحث عن تنشيط قدراته الابداعية. فان كنت تبحثين عن الطرق المناسبة لزيادة الابداع في العمل، نقدم لك بعض التقنيات والتغييرات الاستراتيجية التي تضمن راحة الموظف وتوفير الادوات الضرورية له ما سينعكس ايجابا على انتاجيته.
 
تجديد وترميم 
تجديد وترميم مكان العمل هو اول خطوة ممتازة لتعزيز الابداع. صحيح انه يوجد بعض القيود في هذا المجال، الا ان حتى اقل الاضافات ستحقق الاهداف. كل ما يتطلبه الامر هو القليل من الالوان في بعض الاماكن التي قد تكون مظلمة او مملة وتزينها لاضفاء الحيوية والروح. يمكنك ايضا تشجيع الموظفين على تقديم الاعمال الفنية من منازلهم لزيادة الاشراق على المكان. اذا كان لديك مثلا الكثير من الجدران الفارغة، يمكنك تعليق ملصقات الشركة، او بعض الكادرات الفنية للحفاظ على تركيز الموظفين طوال اليوم.
 
تغيير الديكور 
تغيير الديكور من وقت الى اخر، هو من ايضا من الوسائل التي يمكنك استعمالها، من خلال تبديل اماكن المكاتب وتغيير شكلها المغلق الى المفتوح ومضاعفة اعدادها واعتماد تصاميم حديثة، ووضع مخطط للاستفادة من مساحات العمل، تناسب بيئة العمل المحترفة وتزيد من انتماء الموظفين وامكانية التعرف على كل فريق العمل وتسهيل التواصل المباشر وعدم الشعور بالممل والركود. وتبعا لمكان عملك، لا تخافي من هدم الجدران الفاصلة وفتح فضاء الشركة واتاحة الفرصة للابداع في الافكار وتنمية وتطوير الاعمال. ننصحك ايضا بتشجيع الموظفين بأخذ اوقات راحة للتجول في مكان العمل او الخروج، لما له من فعالية على معنويات الموظفين ومكافحة النعاس او الملل الذي يظهر خاصة في فترات بعد الظهر.
 
تفعيل التواصل
كصاحبة عمل، حاولي اعطاء الفرصة للموظفين لابداء ردود الفعل والاراء حول المشاكل التي تعترض العمل واشراكهم في صنع القرار، والتعرف على السلبيات والإيجابيات. هذا التعاون سيخلق فرص متكافئة عند الجميع، ويثمر بيئة عمل ايجابية وخلاقة.  صحيح انك مسؤولة عن صنع القرارات، لكن لا تنسي ان الموظفين هم ايضا مصدر ممتاز للوقوف على ارائهم. يمكنك ان تعقدي اجتماعات اسبوعية او شهرية، مع الموظفين والمسؤولين لمناقشة نقاط الحوار، وكيفية جعل جهود الجميع في العمل اكثر كفاءة، وتأمين وسيلة مفتوحة للحوار، والنقاش بين الموظفين وارباب العمل، ووضع الاستراتيجيات والتعرف على اهم العوائق وحلها عبر طرح الاراء والاتفاق على الاليات المناسبة. ولا ننسى ضرورة تحفيز الموظفين ايضا من خلال تكريمهم ماديا ومعنويا ادراكا منا لما لدور هذا التكريم في زيادة عطائهم.