ميشيل فلورنوي .. امرأة على باب الجحيم

فى المسافة ما بين باب البيت الأبيض حيث يقبع رئيس أكبر دولة فى العالم، وبين دهاليز البنتاغون مقر أكبر جيوش العالم وأكثرها حشدا للأسلحة الفتاكة، يبدو وزير الدفاع حارسا على ممر من الجحيم فهو مطالب دوما بدعم أحلام الرئيس فى تحقيق الأمن القومى بالقوة ، وترويض صقور الجيش المفتونين بقوة جبارة لا مثيل لها .. وهذه المهمة الذكورية بامتياز لا تجد من يشغلها الآن إلا "منظرة الحروب" وحارسة المعبد ميشيل فلورنوي .. المرشحة لأن تكون أول وزيرة للدفاع الأمريكى.
 
الترشيح ليس الأول لنفس السيدة، فقد سبق وأن تردد اسمها مع بدء الولاية الثانية للرئيس أوباما، ولكنها الآن المرشحة الأوفر حظا برغم التكهنات بأنها سترفض المنصب لأسباب تتعلق بتوجهات خفض الميزانية، ويدعمها لهذا الترشح سجل حافل بالخبرة العسكرية برغم أنها لم تطلق رصاصة واحدة!!
 
ولدت ميشيل  فى 14 ديسمبر 1960، والدها المصور السينمائي جورج فلورنوي، توفى قبل أن تبلغ عامها الرابع عشر،حصلت على الشهادة الثانوية من بيفرلى هيلز، وحصلت بعدها على شهادة البكالوريوس في الآداب في الدراسات الاجتماعية من جامعة هارفارد.
 
شغلت ميشيل فلورنوي منصب المساعد الأول لوزير الدفاع لشؤون السياسات وهي أول سيدة بالتاريخ تصل لهذا المنصب، وفى الطريق إليه التحقت بجامعة هارفارد ثم كلية باليول في أكسفورد، وكرست حياتها المهنية بالكامل فى دراسة  نظريات الحروب وتطبيقاتها، بداية من جدل الحد من التسلح في الثمانينات إلى الاتجاه إلى مكافحة الإرهاب اليوم، وهي تعتبر من كبار مسؤولي بالبنتاغون، حيث احتلت منصب مساعدة وزير الدفاع للسياسات، وتتولى مهمة تعتبر "عقل" المبنى .
 
المرشحة لمنصب وزيرة الدفاع تعد الخبيرة الأعلى للقضايا العسكرية فى  العراق وأفغانستان وقراصنة القرن الأفريقي، ومهمتها المباشرة هي إعادة تقييم عسكري كبير تحت مسمى، مراجعة الدفاع كل أربع سنوات، وهو التقرير الذي يطلبه الكونغرس من البنتاغون كل أربع سنوات .
 
وبرغم أنها تركت منصبها كوكيل وزارة الدفاع في بداية عام 2012 لكي تقضي وقت أطول مع أطفالها، إلا أنها تبقى حتى الآن المرأة الوحيدة التى نجحت فى ترويض الصقور، وأطلق عليها سابقا زعيمة المطقطقات المرعبات"، وهن مجموعة من النساء تم الحاقهن بوزارة الدفاع فى عهد الرئيس السبق بيل كلينتون، واشتهرت بصوت كعوب الأحذية فى ممرات البنتاغون، وهى صاحبة الأستراتيجية القادمة للجيش الأمريكى المعروفة باسم  الحرب"الهجين"، التي ترى الصراعات المقبلة مزيجاً معقدا من المعارك التقليدية وحركات التمرد والتهديدات الإلكترونية. 
 
ميشيل أمامها مهمة أكثر تعقيدا من وزارة الدفاع فى العام المقبل وهى رعايتها ولديها المقبلين على الحياة الجامعية، إضافة لمهمتها الأساسية وهي رعاية زوجها الفريق بحرى المتقاعد سكوت غولد نائب وزير الخارجية الأسبق لشؤون المحاربين القدماء، فهل ستترك عالمها الكبير داخل البنتاغون لتنشغل بأسرتها فقط، أم تلبي الواجب القومى لتصبح أول سيدة تقف حارسة على باب الجحيم المشهور بالبنتاغون.