سميرة توفيق... البدوية السمراء التي أسرت القلوب

هي: إحسان علّوه
 
يكاد لا يمر برنامج يختص بالمواهب الغنائية في العالم العربي إلا وتحضر أغاني الفنانة القديرة سميرة توفيق بأصوات المتسابقين فيه، حيث إختارت مؤخرا المتسابقة السورية سهر أبوشروف في برنامج "آراب آيدول" تأدية موال وأغنية "بيت الشعر" لصاحبة أغنية "صبوا هالقهوة".
 
فسمراء البادية كما لقبت خلال مسيرتها الفنية، ما تزال أغانيها وأدوارها في الأفلام السينمائية وخاصة المسلسل التلفزيوني "فارس ونجود" عام 1974 تحفر بصمة مميزة في ذاكرة المشاهد العربي.
 
سميرة التي تغيب اليوم عن الأضواء الإعلامية، تؤكد مصادر مقربة منها أنها لم تعتزل الغناء "فهي لم ولن تكف عن الغناء ولكن ضمن إطار العائلة والأصدقاء والحفلات الخاصة". 
 
فمن هي سميرة توفيق وكيف بدأت مشوارها الفني؟
إسمها الحقيقي سميرة كريمونة، ولدت بمنطقة الجميزة في لبنان عام 1937، وتربت في كنف عائلة بيروتية متواضعة، اذ كانت والدتها نعيمة ربة منزل تهتم برعاية اولادها الستة. اما والدها غسطين، فكان يعمل في ميناء بيروت ويلقب بـ"ريس المينا شيخ الشباب". 
 
بدأت سميرة، وهي الصغرى بين شقيقاتها، تظهر موهبتها الغنائية في عمر السابعة، وعندما اصبحت في الثالثة عشرة اخذت تحيي الحفلات الغنائية على مسارح بيروت الخاصة بالعائلات. وبعدها تنقلت في عدد من المناطق اللبنانية وغنت لسعاد محمد وليلى مراد. وكان جميع افراد عائلتها يتنقلون معها من حفلة الى اخرى، فعرفت بالمطربة صاحبة الأسطول السادس!
 
بعد انطلاقتها من بيروت اوائل الستينات تبنتها اذاعة الاردن الرسمية من خلال اغنية بعنوان "بين الدوالي"، ثم اخذت اغاني سميرة تنتشر في لبنان والبلدان العربية، خصوصاً انها تميزت بلهجتها البدوية فأعطتها بصمة خاصة بها. 
 
مسيرتها الفنية وأعمالها
عملت سميرة توفيق مع عدد كبير من الملحنين منهم ملحم بركات وإلياس الرحباني ورفيق حبيقة وفيلمون وهبي وعفيف رضوان، وعبد الجليل وهبي، ومحمد محسن، وملحم بركات.
 
من أشهر أغانيها "يا هلا بالضيف"، "اسمر خفيف الروح"، "ضربني وبكى|، "بصارة وبراجة"، "بيع الجمل يا علي"، "يا عين موليتين"، "لا باكل ولا بشرب"، "رف الحمام مغرد"، "بالله تصبوا هالقهوة"، "دورولي عا حبيب"، وغيرها من الاغاني التي فاق عددها الألف، وما يزال الفنانون الصاعدون يرددون أغانيها في كل المناسبات.
 
كما شاركت سميرة في بطولة عدد من الأفلام السينمائية خلال الستينات والسبعينات، منها: عتاب، حسناء البادية، عروس من دمشق، أيام في لندن، غزلان، فاتنة الصحراء، عنتر فارس الصحراء، القاهرون، عتاب، عروس التحدي، البدوية العاشقة. وكان في نصيبها مسلسل واحد حمل اسم فارس ونجود والذي لاق نجاحاً مدويا في الوطن العربي.
 
جمالها العربي والشامة
منذ انطلاقتها، اشتهرت سميرة بجمالها العربي وبخال فوق شفتيها ميّز ملامحها، إضافة الى قدها الممشوق، وملابسها البدوية الانيقة والمحتشمة خاصة العباءات المطرزة، مما جعلها أيقونة للموضة في عصرها. 
 
زواجها ونكساتها الصحية
عاشت سميرة توفيق حياة محافظة واهتمت بتربية أبناء شقيقها الراحل مانويل. وبقيت حياتها العاطفية دائما بعيدة عن الانظار الا مرتين فقط، عندما ارتبطت بقصة حب مع مدير تلفزيون لبنان الرسمي في السبعينات عز الدين الصبح، وما لبث الخطيبان ان افترقا، وفي منتصف التسعينات تزوجت رجل اعمال لبناني يعيش في السويد. 
 
وقد تعرضت سميرة توفيق لنكسة صحية عام 1965 اثناء ادائها دور البطولة في فيلم سينمائي بعنوان "بدوية في باريس"، فأصيب ظهرها حينها بكسر اجبرها على التوقف عن العمل لفترة، ومنذ سنوات أصيبت بكسر في قدمها، اثر انزلاقها امام منزلها في لندن ما جعلها تبتعد عن الأضواء الاعلامية.