ميشيل أوباما... نصف قرن من التألق

إذا كنت تبحث عن نموذج لقصة كفاح ملهمة، تنير لك الطريق في أوقات الإحباط، فإن قصة كفاح سيدة البيت الأبيض الحالية ميشيل أوباما، ستفي بالغرض تماماً، فالمتأمل في حياة هذه السيدة، يكتشف حجم الإصرار والقوة والمثابرة التي تتمتع بهم، بداية من نشأتها الفقيرة، مروراً بمشكلات التعصب التي لم يتخلص منها المجتمع الأميركي تماماُ، وحتى وصولها إلى تلك المكانة الرفيعة اجتماعياً، إلى جانب وضعها المهني كمحامية شهيرة، ووضعها الاقتصادي كأغنى سيدة في العالم لعام 2010 وفقاً لمجلة فوربس.
 
ولدت Michelle LaVaughn Robinson في 17 يناير 1964 في الحي الجنوبي من مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، لأب موظف بسيط يدعى Fraser Robinson III، وأم تعمل سكرتيرة في أحد المتاجر تدعى Marian، وشقيق واحد يدعى Craig، وعانت الأسرة كثيراً من مشكلات التمييز العنصري، خاصة مع الأصول الواضحة لكون جدهم الأكبر عبداً في إحدى الإقطاعيات الشهيرة بولاية South Carolina إبان الحرب الأهلية الأميركية 1861 – 1865 يدعى Jim Robinson. أما منزلهم فكان منزلاً أميركياً تقليدياً، يحرص فيه الوالدان على التجمع حول طاولة العشاء كل ليلة، والقراءة للصغار، أو حتى اللعب معاً بأوراق الكوتشينة، واستطاعوا إلحاق ميشيل بمدرسة Bryn Mawr Elementary School عن طريق إحدى المنح.
 
بعدها استطاعت الطفلة المتفوقة الالتحاق بمدرسة Whitney Young High School أول مدرسة ثانوية في شيكاغو تنتمي لنظام Magnet High School والتي تختار طلابها بنفسها، وحافظت على موقع متقدم في كل سنوات دراستها الأربعة، أهلها للحصول على كثير من الألقاب والمواقع الشرفية داخل المدرسة، وتخرجت منها عام 1981.
 
التحقت ميشيل بعدها بجامعة Princeton University وحصلت على شهادة في الآداب عام 1985، بعدها التحقت بكلية الحقوق بجامعة Harvard عام 1988، وبدأ نشاطها السياسي ضد العنصرية في الوضوح، فشاركت في تظاهرات الجامعة، وبعد أن بدأت حياتها العملية في مكتب عمدة شيكاغو، تعرفت على شريك الحياة المستقبلي Barack Obama، وتزوجا في أكتوبر 1992 بعد قصة حب قوية، وأنجبا طفلتين Malia Ann 1998، وNatasha (Sasha) 2001.
 
على الرغم من نجاحها الشخصي كمحامية شهيرة، إلا أن هذا لم يمنعها من الوقوف إلى جانب زوجها ودعمه بشكل كبير في طموحه المهني والسياسي، حتى نجح في الوصول إلى الكونغرس كنائب ديموقراطي عن ولاية إلينوي عام 1997، وظل في موقعه حتى عام 2008 عندما قرر خوض انتخابات الرئاسة، ليصبح بعدها أول رئيس أميركي من أصول أفريقية، وكان لمساندة ميشيل له عاملاً كبيراً في حسم نتيجة الانتخابات لصالحه، فالسمراء الجميلة نجحت في الاستيلاء على قلوب نسبة ضخمة من الشعب الأمريكي، خاصة أنها وزوجها أصبحا أيقونة أمريكية لفكرة دولة بلا عنصرية.
 
أما لباقة ميشيل وأناقتها، فكانت من أهم أسباب تميزها ومحبتها، فسريعاً ما تحولت إلى أحد رموز الموضة الأميركية، وأصبحت المقارنة بينها وبين Jackie Kennedy–أكثر سيدات البيت الأبيض أناقة- على أشدها دون حسم.