الأميرة آن... سر الملكة

في التاريخ الحديث للقصر الملكي البريطاني أيقونات للشهرة، بعضها ثابت لا تفارقه الأضواء كالملكة اليزابيث الثانية، والبعض الآخر تحرقه الأضواء مثل ديانا وسارة فيرغى، وأخيرا كيت ميديلتون، ولكن تبقى الأميرة آن "سر الملكة" والقلب النابض لكل أحداث القصر، وتكاد تكون المشترك الوحيد في كل القصص التي رويت من داخل كواليس "مغارة باكنغهام".
 
ولدت الأميرة آن اليزابيث أليس لويز في كلارنس هاوس يوم 15 أغسطس 1950، لتصبح الطفل الثاني والابنة الوحيدة للأميرة إليزابيث الثانية وقتها وزوجها الأمير فيليب، من بين أربعة أبناء، وقد احتلت فور تتويج والدتها المرتبة الثانية لولاية العهد بعد شقيقها الأكبر تشارلز، ولكنها الآن في المرتبة الرابعة عشر.
 
رغم ابتعادها عن أضواء وراثة العرش الا أن الأميرة آن، صاحبة الرقم الصعب في المعادلة الملكية، ويكفي أن تعرف أنها تمثل الملكة في أكثر من 500 حدث سنويا منذ عام 1970، وأنها الممثلة الرسمية للملكة في كل الجنازات الرسمية حيث عرف عن اليزابيث رفضها حضور هذه المناسبات، كما أنها أول ممثل رسمي للملكة يزور دول الاتحاد السوفياتي السابق، كما أنها تشرف على 200 جمعية خيرية متخصصة في مجال الطفولة، وورثت كل المهام الملكية بعد تقاعد الملكة الأم عام 1981.
 
والأهم أنها الفارسة الملكية الأولى وصاحبة الريادة في عالم البطولات الرسمية، فقد فازت بميدالية ذهبية في كأس الأمم الأوروبية عام 1971، وميداليتين فضيتين في البطولة نفسها عام 1975، وكانت أول عضو من العائلة الملكية يشارك رسميا في دورة الألعاب الأولمبية.
 
تزوجت الأميرة آن من الملازم اول في الحرس الملكي مارك فيليب في 14 نوفمبر، 1973 ورزقا بولدين هما بيتر وزارا اللذان لا يحملان القابا ملكية بقرار من الملكة، وقد طُلقت آن يوم 23  أبريل 1992، واعترفت بعدها أن هذا الزواج تم واستمر تحت ضغط العائلة. وقيل وقتها أن الأميرة كانت على علاقة سرية مع صديقها الأول منذ الدراسة أندرو باركر بولز زوج عشيقة الأمير تشارلز وقتها كاميلا باركر، ولكنها فاجأت الجميع بالزواج مجددا وفي نفس السنة من شخص آخر وهو تيم لورنس القائد في البحرية الملكية، وتم الزواج في اسكتلندا بعدما رفضت الكنيسة الإنكليزية هذا الزواج، لتصبح آن أول أميرة تتزوج مجددا بعد طلاقها.
 
الأميرة آن ليست الفارسة الأولى ولا المطلقة الأولى التي تتزوج فحسب، ولكنها أول أميرة ملكية تحتفظ بصحيفة سوابق جنائية بعدما أدينت قضائيا مرتين، الأولى بتهمة القيادة بسرعة وتعريض حياة الأخرين للخطر، والثانية بتهمة التجول بكلاب مفترسة والسماح لهم بالهجوم على طفلين في متنزه وندسور، وقد اعترفت الأميرة بأنها مذنبة في التهمتين وتم الاكتفاء بتغريمها ماليا بعدما نجحت في الصلح مع المدعين.
 
بعيدا عن سوابق آن، يمكن القول أنها الوريثة المؤتمنة لكل المهام الملكية الأساسية، فقد انتخبت رئاسة للجنة الأوليمبية البريطانية، وورثت مقعد والدها الأمير فيليب في رئاسة الاتحاد الدولي للفروسية، كما ورثت مقعده كمستشار لجامعة أدنبرة منذ عام 2011، وتولت رئاسة الجمعية الملكية للفنون في العام نفسه.