الأمير وليام ملك التاج البريطاني المنتظر

وليام آرثر فيليب لويس، حلم انتظرته الأسرة الملكية البريطانية طويلا ليكتمل عقد ولاية العهد، بعد حياة العزوبية الطويلة لوالده الأمير تشارلز ولي العهد، ولم يتحقق الافي 21 يونيو 1982، عندما أعلن قصر باكنغهام رسميا أن الأميرة ديانا وضعت مولودها الأول.
 
وليام الذي ولد بالفعل وفى فمه ملعقة من ذهب، جمع كل مجد العائلات المالكة الأوروبية وكل أحزانها، فهو أول طفل ذكر لكل من حملوا لقب أمير ويلز منذ عام 1905، وخضع منذ ولادته لاشراف الملكة اليزابيث الثانية شخصيا حتى أنها رفضت تعميده خارج القصر، وظل ممنوعا من الظهور على عامة الناس حتى أول مارس 1991، عندما بدأت والدته الأميرة الراحلة ديانا في تحطيم كل القيود الملكية واصطحبته معها الى كارديف بصحبة والده، وظل طوال هذه الفترة مرافقا لوالديه في الزيارات الرسمية من دون أن يختلط بعامة الناس.
 
تلقى وليام تعليما مستقلا في القصر الملكي منعا للاختلاط بالأطفال إضافة الى تدريبات خاصة على السباحة والصيد وكرة الماء، وخاض امتحانا خاصا للتأهيل للانتظام في الدراسة بكلية إيتون بعد مناقشات واسعة داحل القصر الملكي حول سبل حماية أمنه وحياته الخاصة داخل الحرم الجامعي، ويبدو أن حذر الملكة كان في محله، ففي 3 يونيو 1991، نقل الأمير وليام إلى مستشفى رويال بيركشاير، بعد تعرضه للضرب من طرف زميله في احدى نوادي الغولف، ادى إلى جرحه بجانب الجبهة ونجا من الموت بأعجوبة بعد تعرضه لكسور في الجمجمة ادت إلى اجراء عملية جراحية له وتركت له الضربة بعض الاثار بجنب جبهته.
 
الأمير انضم بعدها لجامعة سانتاندروز لدراسة الفن والتاريخ ثم تخصص فيما بعد في الجغرافيا، وحصل على درجة الماجستير في الفنون مع مرتبة الشرف العليا من الجامعة، وكان يعرف داخل الجامعة باسم "ستيف" لتجنب ملاحقة الصحافيين والمعجبات، ثم انضم للخدمة العسكرية وقرر بعدها استكمال حياته المهنية كضابط في الجيش الملكي، وخضع لاختبارات مكثفة لمدة أربعة أيام متتالية للتأكد من صلاحيته.
 
انضم إلى أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في يناير 2006، للحصول على دورة تدريبية متخصصة وتخرج في 15 ديسمبر 2006،في حفل حضرته الملكة وأمير ويلز، جنبا إلى جنب مع العائلة المالكة، وحصل وليام رسميا على رتبة ملازم في وحدة استطلاع مدرعة، ثم انتقل في يناير 2009، إلى سلاح الجو الملكي البريطاني كطيار هليكوبتر متخصص في البحث والإنقاذ، حتى لا يكلف بالمشاركة في العمليات القتالية.
 
في الوقت نفسه كانت الملكة لديها خطة أخرى لتأهيل حفيدها لتولي منصب الملك، فبمجرد أن أكمل وليام عامه الـ21، تم تعيينه بمثابة مستشارا الدولة، وبدأ ممارسة مهامه الملكية بمصاحبة الملكة الى نيجيريا لحضور اجتماع رؤساء الرابطة الحكومية عام 2003، وبحلول يوليو 2005، قام أول جولة خارجية له منفردا، وسافر إلى نيوزيلندا، للمشاركة في الاحتفالات بذكرى الحرب العالمية الثانية نيابة عن جدته، كما حضر الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحركة الكشفية، و في عام 2009، تم إنشاء مكتب خاص ليصل وليام بجدته مباشرة مع تعيين السير ديفيد مانينغ مستشارا له. 
 
مثل يوم في 30 أغسطس 1997 تتويجا لأحزان الأمير وليام عندما تلقى رسميا خبر مصرع والدته الأميرة ديانا في حادث السيارة الشهير، وكان قبلها في طوفان من الحيرة بسبب تسارع إجراءات انفصال والدته عن والده أمير ويلز، وما تخللها من فضائح أساءت كثيرا لصورة العائلة المالكة خاصة ما أشيع عن حمل والدته من صديقها المصري دودي الفايد.
 
بعد ست سنوات تقريبا كان وليام على موعد مع السعادة عندما تعرف على الجميلة كاثرين ميدلتون، وقد مثلت دعوته لها لحضور حفل تخرجه أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بصحبة العائلة المالكة مؤشرا واضحا على عزمه الارتباط بها، وهو ما حدث بالفعل، في 16 نوفمبر2010، عندما تم اعلان خطبتهما رسميا، وجرت مراسم الزواج في 29 أبريل 2011 في كنيسة وستمنستر، بلندن ومنحته الملكة بهذه المناسبة لقب دوق كمبريدج بدلا من أمير ويلز، ومن بعدها زادت التكهنات حول عزم الملكة أن تمد يد المساعدة لتولى العرش بعدها مباشرة وهو الأمر الذى تجدد الحديث عنه بمجرد انجابه للأمير جورج الثالث في ترتيب ولاية العهد.