الملكة رانيا العبدالله.. ملكة بدوام عمل كامل

إعداد: نبال الجندي جلالة الملكة، سيدة الأردن الأولى، أم الحسين، سفيرة اليويسيف، نصيرة المرأة، عرّابة التعليم، ملكة جمال الملكات، ملكة الأنيقات...كلها ألقاب لم تثقل كاهل رانيا فيصل ياسين ولم تزد من مسئولياتها صعوبةً، بل كانت صفات اكتسبتها عندما أصبحت ملكة وتراكمت على مدى عشرين عاما. وخلال أسبوع عمل عادي، تراها تزور مدارس ومستشفيات في المناطق المحرومة، تقود مسيرة للحد من حوادث السير في عمان، تلقي خطاباً في إحدى الجامعات الأوروبية العريقة لتتحدث إلى طلابها وطالباتها عن الحوار بين الثقافات، وتترأس مؤتمرات في دول الغرب لتحدّث آلاف السيدات عن الإسلام وتبديد الأفكار التي تتهمه بإنقاص قيمة المرأة، وتتوجه بالكلام لشباب العالم من خلال "يوتيوب" متحدثة عن جرائم الشرف والعنف ضد المرأة، وتشرف بنفسها على أحوال المؤسسات التعليمية التي تدعمها من خلال تقديم المنح لطلابها المتميزين وتزويدها بالتبرعات لدعم الوسائل التعليمية فيها، وتقوم بزيارات للجمعيات النسائية المطوّرة لقدرات المرأة، هذا إلى جانب واجباتها كزوجة وأم لاربعة أطفال لا تنفك تتابع أدق تفاصيل حياتهم وترعاهم بنفس الحنان الذي توزّعه على أطفال اليونيسيف والعالم. لقد أصبحت الملكة رانيا أيقونة عالمية ورمزاً عربياً مشرّفاً أمام دول الشرق والغرب، والصوت المطالب بحقوق النساء العربيات في التعليم والعمل وتمكينهن وإلقاء الضوء على نجاحاتهن، وطالبات المدارس في أفغانستان وماليزيا وأطفال العراق وفلسطين وسوريا وغزة مرورا بضحايا الجوع والمرض في دارفور، والمطالب الأول بحقوق أطفال العالم الثالث في الغذاء والتلقيح والعلم وعدم إجبارهم على العمل، ولا ننسى أنها كاتبة قصص للأطفال أصبح احدها The Sandwich Swap أكثر قصص الأطفال مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية عام 2010 وهو يعلّم الأولاد كيفية تفبّل اختلافات الآخرين. والملكة التي تعتبر من أقوى الشخصيات العربية وإحدى أكثر النساء أناقة في العالم مولودة في الكويت في 31 أغسطس 1970 ، لأسرة أردنية من أصل فلسطيني، والدها من مدينة طولكرم ، ووالدتها من عائلة راسخ من نابلس، أنهت دراستها الإعدادية والثانوية في "المدرسة الإنجليزية الحديثة" في مدينة الكويت ثم حازت في العام 1991 شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة. التقت الأمير عبد الله أكبر ابناء الملك حسين خلال حفل عشاء في يناير 1993، وكان الحب المتبادل من النظرة الأولى، وبعد شهرين أعلنا خطبتهما، وتم الزواج الملكي الذي كان حديث المجتمعات في 10 يونيو عام 1993، وأصبحت بعدها بست سنوات سيدة الأردن الأولى وحملت لقب "رانيا العبدالله"، أنجبت أربعة أبناء هم: الأمير الحسين (ولي العهد)، الأميرة إيمان، الأميرة سلمى والأمير هاشم. تتميز بخطابها الإنساني الشديد الرفعة والتنوع، متحدثة لبقة، وداعية بليغة، تعمل جاهدة في سبيل تحقيق برنامجها الأنساني النبيل. إنها مسئولة عالمية، تحمل زخم كبير وحماس عارم لتغيير وإصلاح الواقع الانساني العربي عموماً والأردني خصوصاً. ومن بعض الشهادات الممنوحة إليها شهادة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة مالايا في ماليزيا لجهودها في تفعيل الحوار بين ثقافات العالم‏، وشهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم التربوية من الجامعة الأردنية لمساهمتها في تطوير قطاع التعليم في الأردن، كما حازت على جائزة "بامبي الإنسانية" التي تسلط الأضواء سنويا على أعمال خيرية لصالح الأطفال بالغضافة إلى أبحاث السرطان والايدز، و"الجائزة السنوية للعمل الإنساني" من الرابطة الأمريكية للأمم المتحدة، وجائزة "صديق الأسرة العالمية " من مؤسسة الأسرة العالمية، وجائزة "صانع السلام" من منظمة بذور السلام، و"جائزة مؤسسة البحر الأبيض المتوسطِ" لجهودها في القضايا الاجتماعية والتنمية المستدامة، و"الجائزة العالمية الأولى في مجال حماية الطفل من الإساءة" من مؤسسة قمة المرأة العالمية. من المعروف عن الملكة رانيا مواكبتها للموضة وحسن اختيار أزيائها لجميع المناسبات، وقد نجحت بمساعدة شكلها الجميل وجسدها الرشيق الظهور بإطلالات مختلفة من (الأم العاملة والعملية، إلى إطلالة نجوم هوليوود، الملكة الراقية، السيدة المثقفة، الشابة البسيطة وغيرها)، لذا نرى الصحافة الأجنبية تتنافس على نشر صورها على صفحات المجلات وتغطية أعمالها الخيرية والاجتماعية، وعندما ترافق الملك عبد الله بأي زيارة رسمية. ومن أكثر المصممين المفضلين لديها: إيلي صعب ( الذي صمم فستان زفافها) ، Givenchy و Roland Mouret.